الوطن

استنكار واسع لحرق مخيم النازحين السوريين في بحنين والجيش يلاحق مفتعلي الإشكال ويوقف المتورّطين

تواصلت أمس أعمال رفع الأنقاض وإزالة آثار الحريق في مخيم للنازحين السوريين في بلدة بحنينالمنية والذي حدث مساء أول من أمس، بعد الإشكال الفردي مع عدد من أبناء المنطقة والجوار، وأدى إلى إصابة بعض النازحين بحروق وتشريد عشرات العائلات.

وأعلنتقيادة الجيش، في بيان، أن دورية منمديرية المخابرات أوقفتأمس في بلدة بحنين– ​المنية، «مواطنين لبنانيين وستة سوريين على خلفيةالإشكال الفردي الذي وقع في البلدة بين مجموعة شبان لبنانيين وعدد منالعمال السوريين، ما لبث أن تطور إلىإطلاق نارفي الهواء من قبل الشبان اللبنانيين الذين عمدوا أيضاً إلى إحراق خيمالنازحين السوريين​«. ولفتت إلى أنه «على أثر ذلك تدخلت وحدات الجيش وسيّرت دوريات في المنطقة كما نفّذت مداهمات بحثاً عن المتورطين في إطلاق النار وإحراق الخيم وضُبط في منازل تمت مداهمتهاأسلحةحربية وذخائر وأعتدة عسكرية، وسُلّم الموقوفون والمضبوطات وبوشر التحقيق بإشرافالقضاءالمختص فيما تستمر ملاحقة باقي المتورطين لتوقيفهم».

وكان عدد من الذين شرّدوا، أكد «أنّ الإشكال سببه فردي تطوّر إلى عراك وتضارب ومن ثم إخلاء المخيم الذي تقطنه عشرات العائلات وانتهى الإشكال بحرق المخيم بالكامل».

وأخمد عناصر من الدفاع المدني الحريق بعد جهود استمرت لساعات.

واستنكرت «خطة لبنان للاستجابة للأزمة» في وزارة الشؤون الإجتماعية في بيان «حرق مخيم 009 في بلدة زوق بحنينالمنية والذي يستضيف 93 عائلة من النازحين السوريين»، وطالبت الجهات القضائية المعنية والقوى الأمنية محاسبة الفاعلين ومعاقبتهم خصوصاً أنهم لا يمتون إلى قيم المنية وأبناء الشمال الكريم المضياف بصلة».

وأضافت «نتيجة ما حصل، تواصل وزير الشؤون الاجتماعية البروفسور رمزي المشرفية مع نائبة رئيس الحكومة وزيرة الدفاع الوطني زينة عكر، وأكد حرص الوزارة على سلامة النازحين وضرورة معالجة أسباب الحادثة وتداعياتها ومحاسبة الفاعلين. وأعطى المشرفية توجيهاته إلى فريق الاستجابة الذي قام بالتنسيق بين السلطات المحلية والجهات الأمنية والمنظمات الدولية الفاعلة، وحرص على أن لا يبيت أحد من العائلات في العراء ودون مأوى».

وأشارت إلى أنه «لم يقع ضحايا من النازحين بل سجلت بعض الاصابات بحروق طفيفة، بينما لم يسجل فقدان أوراق ثبوتية تخص النازحين، مؤكدةً أنها «حريصة على مقاربة ملف النزوح السوري بطريقة متوازنة تحفظ حساسية النزاع وتندّد بأي محاولة للتعامل بعنصرية وكراهية مع النازحين السوريين”.

وكان الخلاف وقع أمام مطعم النابلسي في المنية بين عدد من الأشخاص من «آل الميرمن جهة وعدد من التابعية السورية من جهة أخرى، حيث تطوّر هذا الخلاف إلى تبادل لإطلاق النار. وعلى الفور توجهت دورية من الجيش اللبناني إلى المكان وعملت على تطويق الإشكال، فيما أفيد عن وقوع عدد من الجرحى نقلوا إلى مستشفى الخير في المنية. وسُمعت أصوات انفجارات في المنطقه ناتجة عن احتراق خيم النازحين السوريين وانفجار قوارير الغاز الموجودة لديهم.

وأثار حرق المخيم موجة عارمة من الاستنكار فوصف مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان ما جرى بـالجريمة النكراء التي تستحق العقاب الشديد من الذين قاموا بهذا العمل المشين بحق الإنسانية، مؤكداً أن النازحين السوريين في لبنان هم ضيوف كرام وعلينا مساعدتهم ودعمهم لحين عودتهم إلى ديارهم، آملاً من القوى الأمنية «المسارعة لكشف الفاعلين لإطفاء نار الفتنة في المنطقة بين الإخوة”.

وغرّد الوزير المشرفية، عبر حسابه على «تويتركاتباً، إن «إقدام بعض الشبان في منطقة بحنينالمنية على حرق خيم النازحين السوريين نتيجة خلاف شخصي، عمل إجرامي مستنكر بكل المقاييس”. وطالب القضاء المختص «بإنزال أشد العقوبات بكل من خطط ونفذ وشارك في هذه الجريمة، معلناً أننا «سنتعاون مع المنظمات الدولية لمساعدة المتضررين”.

كما غرّد النائب ميشال موسى، قائلاً «مؤسف ومدان حرق خيم النازحين نتيجة إشكال فردي مهما كانت ظروفه، لافتاً إلى أن «لشكوى والمعاقبة أطراً قانونية يجب اتباعها، العقاب الجماعي غير مقبول فما ذنب الأبرياء؟ أوقفوا الانفعالات والكيدية”.

واعتبر وزير الدولة لشؤون النازحين السابق صالح الغريب في سلسلة تغريدات على «تويتر، أن «هنالك فارقاً كبيراً بين المطالبة بعودة النازحين، انطلاقاً من حقهم في العودة وبين هذه الممارسات العنصرية البغيضة التي تعيدنا إلى العصور الجاهلية، سائلاً «ألا يكفي هذا المواطن السوري ما عاناه نتيجة تسلط الجماعات الإرهابية على بلاده حتى يكمل بعض مجرمي الداخل معروفهم؟”. وقال «المطلوب من الأجهزة تحقيق فوري وصارم وعادل، حفاظاً على ما تبقى من لبنان الرسالة وقيمة الإنسان التي تعلو فوق كل الصغائر والانقسامات”.

 من جهته استنكر  محافظ الشمال رمزي نهرا كذلك ماحصل في منطقة بحنين المنية من قبل بعض الأشخاص، معتبراً أنه «ظاهرة غريبة عن أهل المنطقة وعمل مدان من قبل الجميع”.

وأسف رئيس بلدية طرابلس الدكتور رياض يمق «لتطور الأحداث التي بدأت بإشكال فردي مؤسف وصل إلى حرق خيم النازحين وتشرّد العائلات”. وطالب الأجهزة الأمنية بـالضرب بيد من حديد وردع المعتدين وسوقهم للعدالة لينالوا القصاص العادل”.

وطلب «من أهلنا في مدينة طرابلس فتح منازلهم وبيوتهم وأن يكونوا جاهزين لاستقبال إخوانهم ومد يد العون والمساعدة وبذل كل جهد يعمل على بلسمة الجراح، مناشداً الجهات المعنية في اتحاد بلديات المنية والبلديات المعنية وهيئات الإغاثة الإسلامية التابعة لدار الفتوى وهيئة الإغاثة العليا التابعة لرئاسة الحكومة، بـالتدخل الفوري وتقديم ما يلزم من إغاثة النازحين ومتابعة أوضاعهم في الأماكن التي انتقلوا إليها، ونحن على يقين بأن المنية وأهلها كانت وستبقى مدينة الكرم ونصرة المظلوم وردع الظالم”.

ودانت منسقية المنية في تيار «المستقبلفي بيان إحراق مخيم النازحين السوريين في المنية، معتبرةً أن المنية «لم تتعود ولا أهلها إلا أن يكونوا السند الدائم للمظلومين أينما كانوا”.

واستنكر الحزب التقدمي الإشتراكي في بيان، «الإشكال الذي وقع في مخيم النازحين السوريين في الشمال، وما تلاه من اعتداء على النازحين وخيمهم، هم الذين يعيشون في العراء وتحت نير الفقر والتشرد، وأكد «ضرورة التعامل بأعلى درجات المسؤولية مع الحادث المرفوض، مطالبا المؤسسات الدولية بـالاستجابة السريعة لتأمين المسكن للنازحين المتضررين حتى إعادة بناء المخيم”. وشدد الحزب على «ملاحقة المعتدين ومنع أي تداعيات اجتماعية لما حصل، والعمل على تحصين الواقع المحلي بوجه هكذا حوادث يجب ضبطها ومحاصرة نتائجها فوراً”.

واستنكر رئيس «تيار صرخة وطنجهاد ذبيان حادثة إحراق مخيم النازحين السوريين في بحنين، واصفاً الأمر بـالتصرف العنصري المدان».

وأسف في تصريح «لانحدار البعض في لبنان إلى هذا القعر من الهمجية والوحشية، وهو ما لا يمكن تبريره بأي شكل من الأشكال، مشدداً على ضرورة «أن يتحرك الأمن والقضاء بأقصى سرعة ممكنة لكشف الجناة وتوقيفهم وإنزال أشد العقوبات بهم، حتى يكونوا عبرة لكل من تسوّل له نفسه ارتكاب أعمال مماثلة في أي زمان ومكان، وهذا يقتضي التشدّد أمنياً لحماية مخيمات النازحين على امتداد الأراضي اللبنانية، تحسباً لأي مخطط أمني يراد تنفيذه في لبنان وتكون شرارة انطلاقه باستهداف هذه المخيمات”.

ودعا الحكومة إلى «القيام بالخطوات اللازمة بالتعاون مع الجهات الدولية المعنية لمساعدة المتضررين وتأمين المأوى العاجل لهم، خصاصاً في هذا الطقس البارد وفي هذه الأوضاع الصعبة. كما لا بدّ للحكومة من اتخاذ الإجراءات اللازمة للتجاوب مع الدعوات المتكرّرة التي تطلقها الحكومة السورية من أجل إعادة أبناء سورية إلى بيوتهم وديارهم وأرزاقهم، خصوصاً أن أكثر من 90 بالمئة من مساحة سورية أصبحت آمنة بعد نجاح الجيش السوري وحلفائه في دحر الإرهابيين منها”.

واعتبر مفتي بعلبك الهرمل الشيخ خالد الصلح في بيان، أن «إحراق مخيم الإخوة النازحين السوريين في بحنين المنية جريمة بحق مفتعلها مهما كانت الدوافع”.

ورأى قائم مقام مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد إمام، في بيان، أن «إحراق مخيم النازحين في بحنين تصرف أرعن ومجرم لا ينتمي إلى دين ولا ينتسب إلى قيم ولا يمت إلى الجوار الكريم، الذي احتضن به أهل منطقة بحنين والمنية إخوانهم النازحين وعوائلهم”. وإذ أثنى على «الموقف العفوي والفوري لأهالينا في المنطقة وعموم الشمال الذين سارعوا إلى تضميد الجراح ومواساة الأسر وفتح البيوت والمدارس لهم، شكر «صندوق زكاة المنية وأصحاب الفضيلة والفاعليات متمنياً فتح المساجد وتهيئتها للمساهمة في التخفيف من وطأة هذا الحدث المؤلم لنا جميعاً”.

كما استنكر العلامة السيد علي فضل الله على حسابه في «تويترما تعرض له مخيم للاجئين السوريين من إحراق في منطقة الشمال.

وسأل أمين عام «حركة التوحيد الإسلامي”: من جانبه سأل الأمين العام لـحركة التوحيد الإسلاميالشيخ بلال شعبان، في بيان «ما ذنب الأطفال والنساء والشيوخ والعوائل المهجرة أن تحرق خيامهم في هذا البرد والصقيع، على خلفية خلاف شخصي أو غير شخصي؟”. وقال «بورك كل من قدم مأوى ومسكنا لإيواء من شردوا من المستضعفين والمساكين، وخصوصاً من بذل الجهود من أهلنا في المنية والجوار”.

كما استنكر العديد من القوى والشخصيات والفاعليات حرق المخيم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى