الاغتيالات تعصف بشيوخ القبائل العربيّة المناهضة للاحتلال الأميركيّ شرقي سورية
مصدر بالحرس الثوريّ يكشف عن طبيعة المواد التي قصفها الكيان الصهيونيّ على الحدود السوريّة العراقيّة.. وواشنطن تنقل إرهابيّي «داعش»
لا تزال الاغتيالات مستمرة مستهدفة وجهاء قبيلة «العكيدات» العربية للمرة الثانية خلال الايام الماضية. فقد اغتيل أول امس، أحد الوجهاء ونجا آخر من هجوم نفذه مسلحون في مناطق سيطرة الاحتلال الأميركي شرقي سورية، وذلك بعد أيام قليلة من اغتيال أحد شيوخ «العكيدات» مع ابنه وضيفة ضمن سلسلة الاغتيالات التي تستهدف المناهضين للاحتلال الأميركي فيما أصبح يعرف باسم «مثلث الموت والاغتيال» الذي تتوزع على أضلاعه أغنى وأكبر حقول النفط والغاز شرقي سورية.
وأفيد في محافظة الحسكة نقلاً عن مصادر أهلية بأن الشيخ حسين الشيخ جميل «أبو صدام» أحد وجهاء عشيرة (البكير)، قبيلة العكيدات وبلدة البصيرة شرقي دير الزور، اغتيل الخميس، في كمين مسلّح تعرّض له من قبل مجهولين أثناء تواجده في بلدة العزبة بريف دير الزور الشمالي.
وتابعت المصادر بأن الشيخ الجميل تعرّض لإطلاق الرصاص المباشر على رأسه من سلاح فردي بعد تعرّض سيارته الخاصة لكمين من قبل مسلحين في منطقة منعزلة عن بلدة (العزبة) التي ينتشر فيها مسلحو تنظيم «قسد» الموالي لأميركا بكثافة، نظراً لمواظبة سكانها على الخروج بمظاهرات يومية منددة بالاحتلال الأميركي وأعوانه شرق الفرات.
كما تعرّض الشيخ عناد حسين المفظي أحد وجهاء عشيرة (البوفريو/ قبيلة الدليم العربية) شرقي دير الزور، الخميس، لمحاولة اغتيال فاشلة من قبل مجهولين يستقلون دراجة نارية، بحسب مصادر أهلية بالحسكة.
وتابعت المصادر بأن المسلحين حاولوا إطلاق الرصاص باتجاه الشيخ المفظي، إلا أن عدداً من سكان القرية تنبّهوا لهم وبدأوا بمقاومتهم، قبل أن يلوذوا بالفرار.
ونقلاً عن مصادر أهلية وعشائرية، بأن «الشيخ أطليوش شتات الظاهر، وهو أحد وجهاء قبيلة العكيدات العربية المعروفين، قتل ليلة الأحد – الإثنين 11 يناير/ كانون الثاني الحالي، مع ابنه محمود وضيفه من قرية عدلة جنوبي الحسكة فايز عواد الهادي بعد مهاجمة منزله في قرية حوايج ذيبان بريف دير الزور الشرقي التي تعتبر معقل قبيلة العكيدات.
وقال أحمد الشتات مدير الشؤون الاجتماعية والعمل في محافظة دير الزور، نجل الشيخ أطليوش الشتات الظاهر في تصريح إن «والده دفع ثمن مواقفه الوطنية الثابتة الرافضة لكل أنواع الاحتلال والميليشيات المسلحة المدعومة من هذه القوى الاستعمارية التي تسرق خيرات البلاد»، محملا المسؤولية الأخلاقية والجنائية عن اغتيال والده للاحتلال الأميركي والمسلحين الموالين له.
مثلث «القتل الرافض»
بدورها كشفت مصادر عشائرية شرقي دير الزور في تصريح أن سلاسل الاغتيالات خصوصاً ضد الوجهاء وشيوخ العشائر والقبائل العربية تتركز ضمن ما صار يسمى لدى السكان المحليين بمثلث «القتل والاغتيال»، وجميع العمليات تتشابه في الطريقة، ما يشير إلى أن الجاني نفسه.
وتابعت المصادر بأن «مثلث الاغتيال يتركز في مناطق شرقي دير الزور أولها «منطقة خشام وبلدتها وقراها» حيث أكبر معمل غاز طبيعي في سورية (معمل كونيكو) وأبار النفط المتعددة، حيث تمركز قبيلة البكارة الحسينية العربية، وثانيها «منطقة البصيرة وبلداتها وقراها» مركز ثقل المظاهرات والاحتجاجات الشعبية والرفض المطلق للاحتلال الأميركي والمسلحين الموالين له في تنظيم «قسد»، خصوصاً مدينة الشحيل التابعة لها بكل ما تختزنه من رفض السكان لسرقة النفط السوري والإجراءات التعسفية من قوات الاحتلال وأعوانه، بحسب المصادر.
وأضافت المصادر، أما رأس المثلث الأخير فهو «منطقة حوايج ذيبان»، حيث حقول وآبار «العمر» النفطية الغزيرة التي يتخذها الاحتلال الأميركي قاعدة عسكرية غير شرعية له، إضافة لما لها من رمزية تاريخية لدى أبناء قبيلة العكيدات العربية نظار لأنها المعقل الرئيسي لمشيخة القبيلة.
وأوضحت المصادر «بأن الاحتلال الأميركي وأعوانه من مسلحي ميليشيا «قسد»، والمتعاملين معهم من سكان المنطقة من أبناء القبائل العربية، هدفهم هو حكم وإخضاع المنطقة بالقوة والنار والقتل لإسكات وإخماد الانتفاضة الشعبية العشائرية التي بدأت ترفع صوتها بشكل أعلى بضرورة عودة مؤسسات الدولة السورية والجيش السوري إلى المنطقة».
وتشهد مناطق سيطرة الجيش الأميركي وتنظيم «قسد» في منطقة شرق الفرات، مؤخراً، تصاعداً كبيراً في عمليات الانتفاضة الشعبية العشائرية ضد تواجدهما، فيما زاد تنظيم «قسد» والجيش الأميركي من عملياتهما العسكرية ضد المدنيين واعتقال العشرات من المدنيين الرافضين لسيطرتهما.
تحذيرات من فريق بايدن
عن خطط ترامب لإيران
إلى ذلك، كشف مصدر رفيع المستوى في «فيلق القدس»، عن طبيعة المواد التي كانت في المخازن التي قصفتها «إسرائيل» في سورية بعد مزاعم وجود مواد تُستخدم في البرنامج النووي الإيراني داخل الأراضي السورية.
وكشف المصدر عن حقيقة المواد التي كانت داخل المخازن التي استهدفها الكيان الصهيوني، أول أمس، حيث أشار إلى أن هذه المخازن كانت تحتوي على قطع ومحرّكات لصواريخ بالإضافة إلى طائرات من دون طيار كان يتم العمل على تجميعها داخل الأراضي السورية.
بالإضافة إلى ذلك، بيّن المصدر أن هذه المخازن احتوت على وقود جامد يتم استخدامه في الصواريخ المتوسطة المدى، وبعض المخازن احتوت على رؤوس حربية «متوازية التفجير»، مشيراً إلى أن هذه المخازن قد دمّرت بالكامل في الهجوم.
حول طبيعة استخدام هذه الرؤوس الحربية «متوازية التفجير» بين المصدر الإيراني، أن «هذه الرؤوس لها استخدام مزدوج، فإذا كان أي بلد يريد تصنيع قنبلة أو صاروخ نووي يجب أن تكون لديه القدرة على إحداث تفجير متوازٍ لرؤوس عدة في آن واحد، ولهذا فإنه يمكن استعمالها لتفجير صاروخ عادي أو نووي».
وشدّد المصدر على أن هذه الرؤوس الصاروخية «يمكن استخدامها في الصواريخ العادية أو تركيبها على طائرات دون طيار، ولا يقتصر استخدامها على النووي»، بحسب المصدر الذي نقلت عنه صحيفة «الجريدة» الكويتية.
ونوّهت المصادر الخاصة التي نقلت عنها صحيفة «الجريدة» إلى أن هذه الرؤوس وغيرها من الأسلحة الاستراتيجية «نقلت قبل الهجوم بأيام قليلة»، بعد زيارة سريعة لقائد «فيلق القدس»، اللواء إسماعيل قآني على سورية ولبنان والعراق، بحسب المصادر ذاتها.
ونوّهت الصحيفة إلى أنه، وعقب زيارة قآني، تلقت إيران تحذيرات من فريق الرئيس الأميركي المنتخب حديثا، جو بايدن، حول تصميم الإدارة الأميركية الحالية (إدارة الرئيس دونالد ترامب) على توجيه ضربة لإيران أو لحلفائها في سورية أو العراق أو لبنان.
وبيّن المصدر الإيرانيّ أن بلاده قامت سابقاً بتجارب لإجراء تفجير مواز لعدة رؤوس، وهو أمر كان موضع خلاف، حيث قامت منظمة الطاقة الذرية الدولية بمساءلة إيران حولها في عام 2010، وكان موضوع جدل على طاولة المفاوضات مع مجموعة الـ1+5، وتم إقفال الملف على أساس أن طهران قامت بهذه التفجيرات لاستخدامها في التنقيب عن المعادن، لا لصناعة رؤوس قادرة على حمل سلاح نووي، بسحب المصدر.
وأعلن مسؤول استخباراتي أميركي، على خلفية الغارات، أن بلاده نسقت المعلومات مع «إسرائيل»، لاستهداف مواقع تخزين هذه المواد في الغارة الأخيرة على طريق إمداد أساسي لإيران، على الحدود السورية – العراقية، بحسب المزاعم.
الاحتلال الأميركيّ
يُعيد الحياة لخلايا «داعش»
على صعيد متصل، ولليوم العاشر على التوالي لم تغب مروحيات الاحتلال الأميركي عن سماء مدينة الحسكة، وسط تحليق على علو منخفض فوق أحياء المدينة، مع تركيز نشاطها على المناطق الجنوبية من المدينة، والتي تشهد تركزاً لسجون تحوي معتقلين لمسلحي «داعش» من جنسيات عدة.
مصادر ميدانية سورية، أكدت أن مروحيات تابعة للاحتلال الأميركي تقوم بشكل يومي بنقل دفعات من معتقلي «داعش» من سجني غويران والصناعة في مدينة الحسكة، باتجاه قواعدها في العراق، كاشفة أنه يتم يومياً تجميع عدد من السجناء غالبيتهم من الجنسية العراقية في المدينة الرياضية في حي غويران، ونقلهم بالمروحيات تحت إدارة وإشراف أميركي.
وأكدت المصادر أنه تم نقل أكثر من 100 من المعتقلين باتجاه الحدود العراقية، مع إطلاق سراحهم بعد تسليحهم لشن هجمات على مواقع الجيش السوري والحلفاء في باديتي سورية والعراق، مشيرة إلى أن الاحتلال الأميركي قام بالربع الأخير من العام الفائت بنقل العشرات من معتقلي التنظيم من سجون الشدادي والحسكة إلى منطقة 55 كم في منطقة التنف وجنّدهم لشنّ هجمات على مواقع الجيش السوري في البادية.
ولفتت مصادر إلى أن أنشطة خلايا تنظيم «داعش» الأخيرة في البادية تعود لعمليات النقل التي يقوم بها جيش الاحتلال الأميركي إلى المنطقة لإعادة تنشيط «داعش» من جديد واستمرار ذريعة بقاء قواتهم في سورية والعراق بحجة محاربة التنظيم.
وتفسر المصادر عودة ظهور خلايا «داعش» في البادية السورية مؤخراً، بسبب عمليات نقل معتقلي «داعش» من السجون إلى البادية لتنظيم هجماتها في المنطقة.
إلى ذلك، يشهد «مخيم الهول» الذي يحوي على المئات من عوائل معتقلي «داعش» من جنسيات مختلفة، نشاطاً متصاعداً، من خلال تسجيل 6 حالات اغتيال ضمن المخيم منذ مطلع العام الحالي، بحق مقاتلين من «الأسايش» الكردية.
ويبدي سكان المخيم من السوريين تخوفاً من تهريب أسلحة إلى المخيم، ما سيشكل خطراً في توسع نشاط «داعش»، واحتمالية إعلان ولاية للتنظيم في المخيم، ما يشكل خطراً على المخيم وجميع سكان المنطقة.
ويبلغ عدد معتقلي «داعش» لدى «قسد»، نحو 12 ألفاً بينهم نحو 2500 إلى 3000 ينحدرون من 54 جنسية مختلفة، بالإضافة إلى نحو 5 آلاف عراقي.
ويقطن مخيم الهول (40 كم شرق مدينة الحسكة)، نحو 70 ألف غالبيتهم من الجنسية العراقية، من بينهم نحو 12 الفاً من زوجات وأطفال معتقلي «داعش».