الوطن

الانتخابات الفلسطينية ما لها وما عليها

 

} عمر عبد القادر غندور*

أصدر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مرسوم الانتخابات الفلسطينية على ثلاث مراحل تشريعية في 21 أيار المقبل تليها انتخابات رئاسية في 31  تموز ثم انتخاب المجلس الوطني في 31 آب المقبل. والغاية من هذه الانتخابات مشاركة الجميع دون استثناء، ويُفترض أن تكون غايتها بناء النظام السياسي وتفعيل الاستقرار وتحديد المنظمات لإنهاء الانقسام والانتقال إلى مرحلة الشراكة الوطنية.

نحن نعلم كثافة الألغام على طريق الوحدة بين مختلف التنظيمات والتباينات الفكرية والايدلوجية، ونعلم أكثر الفوارق الفكرية التي يتأرجح فيها التعايش بين التيارات الإسلامية التي ترفض الاعتراف بـ «إسرائيل» والمساومة والتنازل عن ذرة تراب من فلسطين، وبين من يتحدث عن الظروف الذاتية والموضوعية وموازين القوى، ما يفرض نهجاً واقعياً مرحلياً وتكتيكياً.

ولعلّ من أسباب هذه التباينات عدم وجود مرجعية مؤسسية يحتكم اليها الأطراف وتحدّد الأولويات في المشروع الوطني الفلسطيني لاتخاذ القرار.

ولعلّ أيضاً أنّ التشتت والتشرذم الجغرافي للشعب الفلسطيني كان له تأثير بنيوي عقّد التواصل والتفاهم على صناعة القرار الفلسطيني الواحد، مما حال دون وضع سلم أولويات واضح للمسارات التي يجب اعتمادها.

   ولذلك بدأنا نسمع من يقول انّ الانتخابات الفلسطينية المقبلة هي موضوع استثمار عربي وهي مرهونة لجملة من الاعتبارات وتقاطع المصالح لأكثر من دولة في المحيط وخارجه، والبعض يقول انّ نتيجة هذه الانتخابات تصبّ في مصلحة الدول المطبّعة مع العدو الصهيوني! وآخر يقول مشككاً انّ المنظمات الفلسطينية ستفرض النتائج في غياب الرقابة الدولية على عملية الاقتراع! ومن يقول أيضاً ان لا حلّ إلا بقيام الدولتين وهو ما ألمح اليه وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن في إدارة بايدن.

هذا ما يقوله الغير

اما موقفنا نحن كمتضامنين ومناصرين للقضية المركزية الأمّ نرى انّ المصالحة بين منظمة التحرير وفتح وحماس والجهاد الإسلامي والجبهة الديمقراطية والجبهة الشعبية والقيادة العامة وسائر الفصائل في الضفة الغربية وقطاع غزة، هي مصالحة مباركة ومطلوبة تعبّر حقيقة عن الرأي العام الفلسطيني، وبداية لإعادة توحيد المؤسسات الوطنية لتحصين القضية الفلسطينية.

ونأمل ان يتوصل الحوار الوطني الفلسطيني المنعقد هذه الأيام في القاهرة إضافة الى مستقلين ومستضيفين، الى تبديد العقبات والمخاوف وانهاء حالة الانقسام، والتفرّغ لمواجهة المشروع الصهيوني والتحديات، والتفاهم على كافة القضايا التي تعيد الوحدة وتنهي التشرذم، وعدم التنازل عن أيّ ذرة من التراب الفلسطيني من النهر الى البحر.

 

*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى