الوطن

المُشهِّرون بالمقاومة…
أوقح أبناء الأمة

} السيد سامي خضرا

 

ماذا يُمكن أن يفعل هؤلاء وما هو دورهم إنْ لم «يشْتغلوا» في الشَّتم والسُّباب والإتِّهام الفوضوي الفارغ من أيّ مستند؟

فمنذ أيام نعيشُ في لبنان جواً جنونياً تتطاير فيه التُّهم والإفتراءات والتركيبات والتخيُّلات والسيناريوات حول حَدَثٍ أهمّ ما فيه:

أنه في أقلّ من ساعة من شياع الخبر كان البعض قد حَسَموا أمرهم وأدلوا دلوهم وأعطوا رأيهم وحَكَمَت محكمتهم!

وهذه إحدى صفات الواقع اللبناني المؤلم في الإعلام والسياسة حيثُ اعتَدْنا على تضييع الحقائق وتضليل التحقيق ووضع كلّ شهادات وعلوم القضاء على الرفّ خدمةً للمصالح والأهواء.

فليس المطلوب من هؤلاء معرفة القتيل أو القاتل ولا معرفة الحق والباطل إنما المهمّ هو اتهامُ حزب الله من دون ضرورة لمُعطيات ولا دلائل ولا مستندات ولا كاميرات ولا شهود ولا شهادات ولا تَتَبُّع ولا تعَقُّب!

المطلوب فقط تشويه صورة حزب الله وإدانته بسبب أحقاد دفينة ومنافع آنِيَّة!

ففي أكثر من حَدَث كنا نرى وخلال دقائق أنّ التُّهمة أصبحتْ جاهزة ومُتزامنة مع غبار الحدث!

وتُستعملُ في هذه المعركة كلّ الأسلحة وهي بمجملها لا أخلاقية ولا منطقية ولا عقلانية ولا علمية ولا فيها شيء من التروّي ولا تستند إلى قواعد التحقيق المعتبرة!

 فبعد الردود على جملة أحداث أصبح واضحاً أنّ الهدف هو تشويه سُمعة حزب الله بِغضّ النظر عن خلفية الحدث أو أهميته أو مُتعلَّقه.

ويأتي هذا في سياق سياسةٍ أميركية عامة مع تابعيها لِلَعِب أدوار تضليلية في سياق خطة سياسية أمنية لم تتوقف يوماً للتآمر على هذه الأمة.

وفي الحَدث الذي نعيشه هذه الأيام لعلَّه لأول مرة يدخل على الخط بشكلٍ سريع ومباشر وبالصوت والصورة شخصياتٌ وسفراءُ وديبلوماسيون مُعزِّين ومُستنكرين ومُتباكين ومُدعَّمين ببيانات صدرت عن جهات دولية!

بل طَمُح بعضُ الإعلاميين لكي يُؤلِّفوا رواية ذات أُفُقٍ بوليسي هوليوودي كفرصةٍ تُنتهز للتألُّق أو أخذ مكان مُعتبر في هذه الهمروجة.

والمُلاحَظ كثرة الواعظين الذين يستنكرون بعض الممارسات ويرفعون شعاراتٍ طنَّانة وهم أصحاب تاريخٍ مُضرَّجٍ بالدم وسوابق لا تُقيم وزناً لأيّ شعارات ذات قيمة أخلاقية.

ومن الغريب أن ينساق بعض أصحاب القلم والرأي وكاتبي المقالات «ومثقفين» مع هذه الموجة فيتكلَّمون كما يتكلم هؤلاء لتشعر كأنهم يخشونَ الخروج عن الجو الإعلامي السائد أو أنهم ضعاف النفوس أو يخشون من تهمةٍ ما أو أن يشملهم التهجُّم!

 فَبَدَل أن يُعلنوا آراء مُحترمة ويطرحوا أفكارهم بثقةٍ وحكمةٍ ويلجموا الأبواق المُتحاملة فإذا بهم يتكلَّمون كما يتكلم الآخرون ولو بِصِيغ مُخفَّفة تبدو «مُشذَّبة».

إنَّ من أخطر الأمور على أصحاب الرأي أن ينساقوا وراء الأجواء التي يُثيرها غالبا ًمُخطِّطون ماكرون لا يُريدون للأمة إلا السوء.

ومعلومٌ أنَّ هذه التهجمات والإفتراءات هي فسادٌ موصوف لأنها تضليلٌ إعلاميٌ وطرح شبهات لا شك أنها سوف تُعيق معرفة حقيقة أو دفع ظلم أو إقامة عدل.

وفي المقابل ليس هناك قوة أو قرار لحسم المواجهة مع هؤلاء الذين لا هَمَّ لهم إلا الإنسياق في خُطط الأعداء ولو من حيثُ لا يشعرون.

وعلى كلّ حال يبدو أننا في لبنان سنبقى على هذه الوتيرة من الإستغلال والإستفادة من المآسي والمتاجرة بالأحداث الكبرى والكوارث لأنّ هناك مَن يُخطِّط ومَن لا تقوم مصالحه إلا بهذه الطرق المنحرفة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى