الوطن

في ذكرى القادة الشهداء… 
كلام السيّد سيّد الموقف والكلام

} جهاد ذبيان*

في البداية أسمى التحيات للشهداء القادة في ذكراهم العطرة التي نستعيدها في هذه الأيام، حيث لا نزال نعيش في رحاب العزّة والكرامة التي حققتها المقاومة بفعل نضالات وتضحيات وشهادة قادتها وأبطالها ومجاهديها، والتي أثمرت أعظم الإنجازات وأكبر الانتصارات.

أما الأسف فهو لأنّ البعض في الداخل لا يزال يستهدف المقاومة لأسباب ضيّقة ومصالح ذاتية وفئوية لا قيمة لها أمام الدور التاريخي الكبير الذي تضطلع به المقاومة في لبنان والمنطقة بأسرها.

هناك من يتحدّث عن السلاح بحجة الخوف منه، رغم معرفة هؤلاء بأنّ السلاح موجه للعدو حصراً ولا علاقة له إطلاقاً بالسياسة الداخلية اللبنانية، وكلّ كلام عن مسدس موضوع على الطاولة لتخويف الآخرين وإسكاتهم وإرغامهم على اتباع سياسات معينة، هو محض افتراء وتضليل للرأي العام، بدليل أنّ أصوات هؤلاء أنفسهم مرتفعة جداً ضدّ حزب الله ويوجّهون له أقسى الانتقادات بأعلى نبرة وأحياناً بعبارات مستفِزّة ونافرة، إذن أين الخوف والتخويف؟

وهذا ما يقولونه أيضاً بالنسبة للمناطق التي تتواجد فيها بيئة المقاومة، حيث يدّعون أنها مناطق مغلقة ولا أحد يستطيع الدخول إليها أو لا أحد فيها يستطيع أن يبدي رأياً مخالفاً لحزب الله، وهذا ما ثبت على الدوام زيفه وعدم صحته إطلاقاً وتشهد على ذلك كلّ المناسبات السياسية والانتخابية السابقة، وبالأمس أقيم في قلب الضاحية الجنوبية مأتم للراحل لقمان سليم شارك فيه سفراء وشخصيات وسياسيون وإعلاميون وفي مقدّمهم السفيرة الأميركية، وتحدّثوا جميعهم بما يريدون من دون أن يتعرّض لهم أو يؤثر عليهم أحد، بما يعني أنّ كلّ ما قالوه سابقاً عن مناطق المقاومة ليس إلّا حملة مغرضة غير صحيحة إطلاقاً ومشبوهة ومدفوعة الثمن.

والسؤال هنا: هل تستطيع جهة أو مجموعة ما القيام بالأمر نفسه في منطقة لبنانية أخرى لها لون حزبي أو سياسي معيّن؟ حتى لو كان الحزب أو التيار المهيمن في هذه المنطقة أو تلك محدود العدد؟

يُحمّلون السلاح مسؤولية الانهيار الاقتصادي والمالي والنقدي! فيما يتناسون أنّ السبب في كلّ ذلك هو سرقاتهم وموبقاتهم وإهدارهم لمئات مليارات الدولارات في الصفقات والتلزيمات والفوائد والقروض المدعومة والهبات المفقودة والحسابات المشبوهة.

يعيبون على المقاومة أنها تتلقى الدعم من إيران، وهذا ليس سراً على الإطلاق، وقد أعلنه سيد المقاومة بكلّ شهامة وكِبر، وهو مدعاة للافتخار لأنّ هذا الدعم السخي بالسلاح والمال كان له الأثر الكبير في تحقيق كلّ هذه الإنجازات والانتصارات وفي الوصول إلى مرحلة بات فيها العدو يعيش الرعب والهلع بمجرد الحديث عن المقاومة في لبنان وفلسطين. هذا فضلاً عن تخصيص أجزاء كبيرة من الدعم الإيراني لتنفيذ مشاريع إنمائية ومساعدة الناس على تحمّل هذه الأيام الصعبة التي أوصلتنا إليها السياسات الاقتصادية والمالية الخاطئة عى مدى ثلاثة عقود.

في المقابل نجد أنّ مليارات الدولارات تتدفق بغزارة على كلّ مَن يخاصم المقاومة بل يعاديها ويسير في ركاب المتآمرين عليها الذين يريدون رأسها وفي مقدّمتهم الولايات المتحدة التي يقرّ مسؤولوها الكثر ويعترفون على الملأ بأنهم دعموا جماعتهم في لبنان من سياسيّين وإعلاميّين وما يُسمّى هيئات المجتمع المدني بمليارات الدولارات، من أجل أن يعملوا على استهداف المقاومة وتشويه صورة حزب الله وسلاحه وبيئته، وهذا ما حاولوا بالفعل أن يقوموا به لكن كلّ محاولاتهم باءت بالفشل لعدة أسباب أوّلها أنّ هؤلاء الذين دعمتهم أميركا انكشفوا سريعاً أمام الرأي العام بأنهم جماعة قبض وصفقات ليس إلا، حيث وضعوا المليارات في حساباتهم الشخصية ثم بدأوا بتهريبها إلى الخارج مع أول هزّة مصرفية في العام 2019.

والأفظع من ذلك كله أنهم يتهجّمون على شهداء المقاومة وتضحياتهم، بل هناك مَن لا يتورّع عن وصف هؤلاء الشهداء بأنهم «قتلة»! كما يتنكّرون لإنجازات وانتصارات المقاومة، رغم أنها حرّرت الأرض من العدوّين الصهيوني والتكفيري، ولا تزال تضطلع بدورها في إطار الثلاثية الماسية (الجيش والشعب والمقاومة) التي جعلت لبنان قوياً بقوّته وليس قوياً بضعفه كما كانوا يروّجون في السابق.

واللافت أنّ قيادة المقاومة ترفض رفضاً قاطعاً توظيف أيّ إنجاز أو انتصار في السياسة الداخلية اللبنانية، بل تصرّ على أنّ ما تحقّق هو لكلّ اللبنانيين وليس أبداً لفئة منهم، وهذا ما أكده سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، في خطابه الشهير في بنت جبيل لمناسبة التحرير الكبير في العام 2000، وفي خطابه لمناسبة الانتصار الكبير في 2006، وهو ما يستمرّ بتأكيده على الدوام، وكلام السيّد سيّد الموقف والكلام

*رئيس تيار صرخة وطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى