حديث الجمعة

«عشق الصباح»

 

لا أحلامي تدرك الشمس ولا الخيال يمنحني رؤية وجهك برفقة القمرأشهد أن المتعبين سر الحياة….

يا لهذا الزمن اليباب أجدني ملقى على شاطئ رملي قفر إلا من النوارس

وصياد عجوز بتأمل الزرقة كان يلقي تعب جسده فوق صخرة تقادمها الزمن حتى اخضرّ صدرها..

بدا الصياد حاله كحالي

 هو يرقب حركة الصنارةوأنا أرقب هذا الفضاء من الزرقة بين البحر والسماء..

وشمس الغروب راحت تسحب أشعتها عن المدينة الساحلية وعن الأرصفة ومن الشوارع على مهلها

وقد تجلت الغيوم الداكنة لتغطي وجه المساء كأنها تعدنا بمطر غزير هذه الليلة.

والنوارس راحت تتجمع في خليجها البحري

وقد لملم الصياد أشياءه، نظر إلى البحر ثم إلى الغيوم العابرة للشرق ومد خطوه باتجاه الرمل وهو يحمل سلته الفارغة من السمك.

أشعلت لفافة تبغ واقتربت من الرجل ألقيت عليه تحية المساء «الله يسعد مساءك بالخير»

ابتسم وبدا لي وجهه كأنه قطعة من الشمس

وردّ التحية بأحسن منها: الله يسعد مساك بالخير

قلت: أرى سلتك فارغة؟

قال: «لا يأس مع الحياة» الحمد لله أني لم أزل بصحتي وإذا كنت اليوم لم أوفق بالصيد يمكن يكون بكرا

مضى الرجل في الطريق المؤدي إلى بيته القريب من البحر

وأنا مضيت إلى الرصيف أمشي تحت المطر وأتجرّع مرارة الفقديغص حلقي بملح مآقي العين؟!

حسن إبراهيم الناصر

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى