الأدب الوجيز.. هيئة إداريّة جديدة
} د. عبد الله الشاهر – سورية
بعد غياب مؤسسه الأستاذ أمين الديب، رحمه الله، اجتمعت الهيئة العامة لملتقى الأدب الوجيز في العاشر من شباط الحالي لتناقش مسارات العمل في الملتقى، وتضع تصورات للمرحلة المقبلة، وقد انبثق عن هذا الاجتماع انتخاب هيئة إداريّة ستقود العمل في الملتقى لسنتين قادمتين..
وإننا إذ نبارك للهيئة الإدارية الجديدة ثقة الهيئة العامة، فإننا في الوقت ذاته ندرك حجم المسؤولية الملقاة على عاتق الهيئة الإدارية على الرغم من أننا نعلم أن هذه الهيئة خيار يدعو إلى التفاؤل والأمل بنشاطات تدفع الملتقى إلى العمق في أفكاره والاتساع في جمهوره، والارتقاء بأفكاره، لما للهيئة الإدارية رئيساً وأعضاء من خبرة ودراية في العمل الإداري، وفي الإبداع والتنوّع الأدبي، وهذا ما يجعلنا نطمئن على مستقبل سير العمل في ملتقى الأدب الوجيز.. لا سيما أنهم جميعاً قد عايشوا العمل في الملتقى منذ تأسيسه وإلى يومنا هذا.
وبناءً على ما تقدّم فإننا نطمح بأن تأخذ الهيئة الإدارية بعض النقاط التي لا أرى أنها ستغيب عن تصوراتهم لكن للتذكير والمذاكرة وكما أرساه مؤسس الأدب الوجيز الأستاذ أمين الذيب، رحمه الله، منها:
أولاً ـ باعتبار أن التأسيس انطلق من لبنان فإننا نطمح أن تسعى الهيئة الإدارية لإعلاء شأن الأدب الوجيز في لبنان وفي البلدان العربية ليكون بالفعل حركة تجاوزية بالفكر والأدب والجغرافية والتركيز على التواصل وتبادل الأفكار والنتاجات بين البلدان العربية.
ثانياً ـ السعي إلى إيجاد ملتقيات للأدب الوجيز في جميع البلدان العربية تمارس فعلها الثقافي ضمن منظور ملتقى الأدب الوجيز وأن يكون لهذه الملتقيات هيئة ناظمة للعمل والتخطيط في ما بينها لخلق حركة فكرية وأدبية تتلاقى فيها كل الأفكار والتصورات التي تدفع بالعمل إلى الأمام.
ثالثاً ـ البحث في ماهية الأدب الوجيز من حيث الأهداف والمرتكزات والقواعد وإبراز الهوية التجاوزية من خلال بحوث منهجية..
رابعاً ـ البحث في الفصل والوصل بين البلاغة والإيجاز، وبين الإيجاز والأمثال، وكذلك بين الإيجاز والاختزال، لأن هناك تداخلات قد تختلط كثيراً على الدارس والمتلقي وهذه تحتاج إلى الكثير من الاشتغال عليها.
خامساً ـ العمل على إبراز الهوية المجتمعية للأدب الوجيز وربطه بالحياة العامة من خلال إبراز الصورة التي تبرز الواقع والطموح.
سادساً ـ البحث في السمات العامة والخاصة للأدب الوجيز وتأصيلها في الساحة الثقافيّة لتخرج إلى التداول تكثيفاً وإيجازاً واتساعاً وتخيلاً ودهشة ومفارقة بحيث تكون حالة إيحاء ورؤيا وتشاركية في الفهم والتصور.
سابعاً ـ إبراز السمات السيميائيّة للأدب الوجيز من ومضة وقصة قصيرة جداً وتوقيعة وتبيان أوجه التشابه والاختلاف في ما بينها.
وإنني إذ أقترح على الهيئة الإدارية هذه النقاط، لعلمي الأكيد بقدراتهم، ولثقتي العالية بإمكانياتهم، ولأنني أجد نفسي بينهم ومعهم في مشاركتهم حمل هذه المسؤولية متمنياً لهم النجاح والتوفيق، ودوام التألق.