الوطن

لبنان ضمن العاصفة الهوجاء

 } د. وفيق إبراهيم

هي عاصفة غير طبيعيّة تجمع بين انفجارات سياسيّة لها القدرة على الإطاحة بكل مظاهر الانتظام العام.

لذلك تجتمع هذه العاصفة مع الوضع اللبناني العام لتسجل أعنف ظاهرة يمكن لها أن تضرب الوضع اللبناني بعمقه وليس بشكل سطحيّ.

لأن الوضع اللبنانيّ شديد الاهتراء وقد لا يحتاج إلا الى قليل من التقاطعات حتى يذهب نحو الانفجار.

ماذا يجري؟

تتقاطع هذه العاصفة مع سلسلة اتجاهات داخلية لا تحتاج لكبير جهد للانفجار يكفي أنها رابطة تترقب سلسلة انفجارات من ظواهر مماثلة حتى ينفجر الوضع اللبناني بأسره.

لماذا؟

يكفي أن الانهيار اللبناني فاق المألوف وبات مؤشراً على اقتراب حركة انفجارات داخلية قادرة على الإطاحة بالمعطى الاقتصادي العام مع تدمير الهيكل الاقتصادي بكامله، فهل بوسع النظام الاقتصادي اللبناني تحمل هذه الانهيارات الاقتصادية من دون أكلاف عميقة.

يتبين بالاستنتاج أن الأزمة الاقتصادية اللبنانية بنيوية لا تحتمل أي مراوغات او احتمالات.

فهناك نظام قابل للسقوط بسرعة ولا يحتاج إلا الى دفعة بسيطة كي يسقط من أعلى نحو الدرك الأسفل.

ما العمل اذاً؟

الحقيقة إن الحلول أمست مستحيلة وتعجز الآليات الاقتصادية عن احتواء هذه المواقف الصعبة.

فهل هذا يعني سقوط النظام السياسي اللبناني؟ هذا النظام هوى بضربة قاضية ولم يعد ممكناً بالنسبة اليه العثور على وسائل حماية او البحث عن معدات احتياط اقتصادية. فالنظام الاقتصادي سقط بضربة على أم رأسه.

ولم يعد تفيده أية تدابير اقتصادية واقية تقيه شر الموت المبين.

أين يمكن العثور على حل؟ الحقيقة، إن النظام الغربي العام بتشابكاته الأميركية الفرنسية والخليجية هو الوحيد القادر على العثور على حلول تقلص الانهيار العميق وقد لا تنقذه تماماً.

الاقتصاد اللبناني إذاً في محنة عميقة ولن يجد إلا الغرب وجهة للفرار فهل يفعلها؟

هناك انسداد اقتصادي لبناني كامل وسياسي أي أن الحلول لأزمة لبنان ليست اقتصادية فقط، بقدر ما أصبحت تشكل أزمة سياسية بغيضة يبدو انها بحاجة للاتفاق المسبق على نظام سياسي لبناني ويستطيع ان يمثّل الاتجاهات الجديدة للكاردينال الراعي بمدى علاقاتها بقدرات القوى الإسلامية على استيعاب الحلول السياسية القادرة على فهم ماذا يريد المسيحيون؟

وهل يقبل المسيحيون الأبعاد الإسلامية لأي اتفاق سياسي عميق؟

لبنان، اذاً يمر حالياً ضمن أزمة سياسية واقتصادية عميقة، قد تحتاج لمفاوضات عميقة بين الراعي وحزب الله وربما أكثر، لكن الأكيد ان لا إمكانية للعبور من الازمة الا بمثل هذا النوع من الحوار الذي أصبح الوسيلة الوحيدة للتعبير عن مصالح اللبنانيين.

لبنان بحاجة اذاً الى حوار عميق بين قواه السياسية. لماذا؟

النظام السياسي السابق سقط بشكل عميق ويحتاج الى وصفة اقتصادية جديدة لها عمقها القادر على التعامل مع المعطيات الجديدة.

وهذا يتطلّب بسرعة توافقاً غربياً لبنانياً عربياً بمقدوره تجميد الانهيار.

العرب هنا هم الأميركيون وهو المحور اللبناني السوري والسوري الرابط عند مفترق الأزمة اللبنانية ولا يحتاج إلا الى توافق ينتظره بكل شغف.

المطلوب إذاً توافق أميركي سوري غيراني يتربص بتطورات العلاقات اللبنانية للدخول اليها طرفاً مقبولاً يريد أن يكون الداخل اللبناني قنوعاً وقابلاً على الاقتناع.

فهل يتفق اللبنانيون سياسياً على إنتاج نظام سياسي واقتصادي على صناعة نظام اقتصادي؟ فهل يذهب لبنان نحو هذا الاتجاه؟

لا تبدو الأمور آخذة هذا المنحى لأن الأزمة اللبنانية هي داخلية واقليمية وعربية ودولية بما يعني صعوبة حلها والى حدود الاستحالة.

لذلك يذهب النظام اللبناني نحو مزيد من التعقيد ربطاً بأوضاع العلاقات بين الدول العربية والإقليمية خصوصاً بين ايران والسعودية وسورية، وربطاً بتشنج العلاقات بين إيران والسعودية.

لبنان الى أين؟ لبنان ذاهب الى مزيد من التشنج على وقع الصراعات العميقة بين الروس والإيرانيين والعلاقات المتشنجة بين السوريين والإيرانيين والاندفاعة الشديدة التوتر بين لبنان وجيران العرب، خصوصاً الأطراف السعودية والخليجية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى