مانشيت

اجتماع بعبدا اليوم: اختراق إيجابي 30 % قد يرتفع للـ 50 %… وترجيح التأجيل للخميس

كلام نصرالله: تأييد جنبلاط بلا جدوى الرهان على الخارج... وفهمي بخطر الحرب الأهليّة / منصة مصرف لبنان للدولار اليوم... ولبنان يضمن خطة لقاحات شاملة حتى نهاية الصيف

كتب المحرّر السياسيّ

رغم عدم بلوغ المسار الحكومي مرحلة تحقيق التسوية المنشودة، فإن إعلان الفشل مستبعَد، وفقاً لمصادر سياسية متابعة للملف الحكومي، أولاً لأن الجميع يعرف تبعات إعلان الفشل سواء على المستوى المالي أو على الصعيد الأمني، بعدما كان وضع البلد يندفع بسرعة نحو الفوضى والانفجار، وتقول المصادر إنه بالرغم من تمسك كل من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري بنظرتيهما المختلفتين حول عدد أعضاء الحكومة بين صيغة الـ 18 وزيراً التي يرفض الرئيس الحريري التزحزح عنها، وصيغة الـ 20 وزيراً التي يتبناها رئيس الجمهورية، بعدما حازت حيادية النائب السابق وليد جنبلاط بين الصيغتين، من موقع أولوية تسهيل ولادة الحكومة، فإن التفاوض كان يجري على مسودة صيغة الـ 18 وزيراً، حيث تمّ التقارب بين النظرتين بدرجة كبيرة، وتقول المصادر إن ثمة احتمالاً أن يتم التوافق على رفع العدد إذا ضمن الرئيس الحريري المقعد الكاثوليكي الإضافي ضمن حصته مقابل عدم حصول رئيس الجمهورية على المقعد الدرزي الإضافيّ ـ وجعله مشتركاً بين كل جنبلاط والنائب طلال إرسلان، متحدثة عن البحث عن اسم وزير داخلية كاثوليكي توافقي ووزير عدل درزي توافقي، لحل يضمن حكومة الـ 20 وزيراً وتوزيع حقائبها دفعة واحدة.

الخميس موعد جديد لاجتماع الرئيسين كما قالت المصادر، وربما يليه أكثر من اجتماع، وتبدو العلاقات السياسية بين الأطراف المعنية بتشكيل الحكومة، بحاجة لمزيد من الوقت لتنجح بردم المناخات السلبية وكسر الجليد، وهو ما تحقق على جبهة علاقة جنبلاط برئيس الجمهورية، وتحققت نسبياً على جبهة حزب الله والرئيس الحريري بعد أجواء سلبية مستقبلية تجاه كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، خصوصاً أن كلام جنبلاط عن الحاجة لتسوية وتنازلات متبادلة، ولا جدوى الرهان على الخارج، أكد كلام نصرالله، كما أكده كلام وزير الداخلية محمد فهمي عن مخاطر الانهيار الأمني ووجود مخططات خارجية، إسرائيلية خصوصاً لجر لبنان نحو الفتن والحرب الأهلية.

في الشأن المالي يعلن مصرف لبنان اليوم، إطلاق منصته الخاصة بتحديد سعر الصرف، في ظل تساؤلات عن حدود تأثير المنصة على ضبط سعر الصرف، والخشية من تحولها الى إطار لتهريب أموال المصارف الى الخارج، فيما قالت مصادر مالية ان العجز المعلن عنه للعام 2020 والبالغ عشرة مليارات دولار ليس  اقتصادياً ولا مالياً، بل هو حصيلة الدعم الذي تم توظيفه كغطاء لتهريب الأموال إلى الخارج، إضافة لعمليات التهريب المغطاة بتحويلات من المصارف، بينما فاتورة الاستيراد تسجل انخفاضاً لأقل من النصف، وفاتورة التصدير تتحسن والتحويلات تحافظ على قيمها، ما يجعل عجز ميزان المدفوعات صفراً، ويتيح لمصرف لبنان التحكم بسعر الصرف ما لم يفتح الباب لتهريب الدولارات إلى الخارج تحت شعار الدعم والتحويلات المصرفية التي يسمح بها، ودعت المصادر المالية إلى أهمية الإسراع بإصدار قانون الكابيتال كونترول، الذي سنكتشف معه أن التوازن النقديّ ممكن بالاستناد إلى بلوغ ميزان المدفوعات مرحلة التوازن، وهذا قد يتيح بلوغ سعر الصرف رقماً بين الخمسة والسبعة آلاف ليرة إذا أراد مصرف لبنان تحمّل مسؤولياته.

في الشأن الصحي، قالت مصادر متابعة لملف وباء كورونا، إن الصفقة التي عقدها رجل الأعمال جاك صراف حول استيراد اللقاح الروسي، وكشف تفاصيلها الخبير الاقتصادي حسن مقلد من موسكو، تضمن حصول لبنان قبل نهاية الصيف على ما يكفي لتلقيح اللبنانيين والمقيمين قبل نهاية الصيف، حيث كمية لقاح فايزر زادت سبعمئة وخمسين ألفاً لتزيد عن الستة ملايين، وكمية لقاح استرازنيكا تقارب ثلاثة ملايين، وكمية اللقاح الروسي تقارب الأربعة ملايين، وهذا إنجاز سيكتب لوزارة الصحة التي نجحت بإدارة التفاوض مع مصدّري اللقاح بطرق متعددة، سواء مباشرة أو عبر منصة منظمة الصحة العالمية أو عبر القطاع الخاص، وهي مفاوضات كان يشرف عليها وزير الصحة حمد حسن مباشرة.

يبدو أن الاتصالات في الساعات الفاصلة، لم تنجح بعد في تقريب وجهات النظر وفكفكة العقد بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري، علماً ان الحريري سيزور بعبدا اليوم لاستكمال البحث في قواعد التأليف وفي التشكيلة الحكومية التي يصرّ الحريري على ان تتألف من 18 وزيراً من الاختصاصيين من دون ثلث معطل لأحد في حين أن الرئيس عون يريد من الحريري ان يحمل معه الى بعبدا توزيع الحقائب الوزارية، والأسماء والقوى السياسية التي طرحتها، لتبيان صورة الحكومة العتيدة.

عليه، فإن لا تأليف اليوم للحكومة، فالأمور لم تنضج بعد، ولقاء الرئيس الحريري بمعاون الأمين العام لحزب الله الحاج حسين الخليل والمعاون السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل لم ينجح في فك العقد الحكوميّة، وبحسب مصادر المجتمعين لـ «البناء»، لم ينجح الحاج خليل في إقناع الحريري بتأليف حكومة من عشرين وزيراً لاقتناع الحريري أن هذا الطرح يعني أيضاً التسليم بطريقة غير مباشرة لحصول الرئيس عون على الثلث المعطل من خلال وزيري الطاشناق والديمقراطي اللبناني.

وليس بعيداً، أفادت المعلومات أن الخليل طمأن الحريري أن مواقف الأمين العام لحزب الله ليست موجّهة ضده على الإطلاق. وكان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط أبلغ الرئيس ميشال عون السبت، بحسب مصادر مطلعة لـ «البناء»، أنه لن يكون عائقاً أمام أي اتفاق يتوصل إليه عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، واعتبر أنه يشجع التسوية ولقاء النائب باسيل الحريري خاصة أن الأمور لا تحتمل استمرار المراوحة، فيما البلد ينهار اقتصادياً ومالياً. وبحسب المعلومات فإن جنبلاط زار عون بناء على دعوة تلقاها من الأخير نقلها إليه النائب فريد البستاني.

 ومن أجل عدم إحداث توتر في علاقته مع الرئيس الحريري أوفد جنبلاط إلى بيت الوسط الوزير السابق غازي العريضي والنائب وائل أبو فاعور، حيث شرحا للحريري أن الزيارة تمّت بناء على دعوة وأنها ليست ضده وأن ما يهم في هذه المرحلة ضرورة إنقاذ الوضع والعمل على إيجاد تسوية ما.

 إلى ذلك شجع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي خلال ترؤسه قداس الأحد جميع المبادرات والمساعي على خط تأليف الحكومة وأمل أن يسفر اللقاء اليوم بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف عن نتيجة إيجابيّة، فتتشكل حكومة إنقاذ تضم اختصاصيّين مستقلين ووطنيين، حكومة مواجهة الوضع المالي والنقدي والمعيشي، تجري الإصلاحات، وتعزّز الاقتصاد الليبرالي الحر والإنتاجي، وتصحّح الثغرات في صلاحيات الوزراء فلا يتقاعسون عن تنفيذ القانون، ولا يمتنعون عن تطبيق قرارات مجلس الوزراء، ومجلس شورى الدولة، حماية لمصالح الدولة والمواطنين. وأكد أن تأليف حكومة للبنان فقط، وللبنانيين فقط، لا يستغرق أكثر من أربع وعشرين ساعة، مشدداً على أن إذا كان البعض يريد تحميل الحكومة العتيدة صراعات المنطقة ولعبة الأمم والسباق إلى رئاسة الجمهورية وتغيير النظام والسيطرة على السلطة والبلاد، فإنها ستزيد الشرخ بين الشعب والسلطة، وستؤدي إلى الفوضى، والفوضى لا ترحم أحداً بدءاً بمفتعليها. كما شدد على أن الحياد هو الحل الوحيد لمنع جميع أشكال التقسيم والانفصال والحكم الذاتي، ولتحقيق سيادة الدولة داخلياً وخارجياً. وجدّد الدعوة إلى التضامن الإنساني من قبل الدول العربية والغربية الصديقة، كي يساعدوا مادياً وإنسانياً الشعب اللبناني الذي هو ضحية الطبقة السياسية الحاكمة. وأكد البطريرك أن لبنان قدم الكثير للعرب وللعالم، فلا يجوز أنْ تجافوه وتقاطعوه وتقاصوه وتربطوا مساعدة الشعب بمصيرِ الحكومة أو الرئاسة أو السلاح غير الشرعي أو أي قضية أخرى، مطالباً بفصل السياسة عن الإنسانية.

 وبانتظار أن يحدد رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب جلسة لدراسة مشروع الموازنة، من المرجّح ان تصل ملاحظات الوزراء على الموازنة الى وزارة المال اليوم لدرسها. وفي هذا الإطار التقى دياب في الساعات الماضية وزير المال في حكومة تصريف الأعمال غازي وزني وجرى البحث في الوضع النقدي والإجراءات التي يتخذها مصرف لبنان لمعالجة تراجع سعر صرف الليرة في السوق السوداء. كما جرى البحث في مشروع الموازنة، بالإضافة إلى التدقيق الجنائي.

ومن المرتقب أن يتم إطلاق العمل بالمنصة الالكترونية اليوم حيث سيجتمع المجلس المركزي لمصرف لبنان اليوم. فالمصارف ستكون في المرحلة المقبلة شريكاً في عمليات الصيرفة حيث سيتم تسجيل كل عمليات شراء وبيع الدولار عبر هذه على أن تكون المرجع الأساسي للسعر الحقيقي للسوق فضلاً عن أن عمليات الصرف في المصارف ستكون عبر الأموال الطازجة، على أن تتابع لجنة الرقابة على المصارف حسن سير العمل، وسوف يتدخل مصرف لبنان لامتصاص السيولة كلما دعت الحاجة، حتى يتمّ ضبط سعر الصرف وفقاً للآليات المعروفة.

 إلى ذلك قال وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال محمد فهمي أنّ «الفلتان لا يمكن ضبطه، وهناك محاولات لإحداث حرب أهلية»، مشيراً إلى أن «التعامل مع الارهاب و»إسرائيل» أسهل من التعامل مع فلتان الشارع». وقال فهمي في حديث تلفزيوني: «عندما أقول بأن الوضع الأمني تلاشى، فأنا أتكلّم بصدقٍ وأدقّ ناقوس الخطر»، وأردف: «كلامي حول الأمن جرس إنذار للمسؤولين، والمفتاح الوحيد لإنقاذ البلد يبدأ بتشكيل الحكومة، والا ماذا اقول للناس الوضع بألف خير؟». وأشار فهمي إلى أنّ «نسبة السرقات ازدادت بشكل كبير في لبنان. وهذا مؤشر خطير»، كاشفاً أنّ «هناك أجهزة أمنية تخطّط لتستفيد من الوضع والمنفذ هو من الداخل».

 قضائياً، يستجوب المحقق العدلي في ملف انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار، ابتداء من اليوم الاثنين، عدداً من الموقوفين في هذه القضية. ووفق المعطيات، فان استجوابات المحقق العدلي ستبدأ بموقوفين من أسفل الهرم.

وفي خطوة مهمة، زارت وزيرة العدل في حكومة تصريف الأعمال ماري كلود نجم يوم الجمعة المعتقل السياسي جورج عبدالله لمدة ثلاث ساعات في سجن لانمزان في فرنسا. وكان سبق لنجم أن أثارت ملفه في ايار 2020 في اتصال هاتفي بوزيرة العدل الفرنسية السابقة نيكول بلوبي، علماً أن عبدالله يكمل سنته الـ 37 سجناً في تشرين الأول المقبل.

 وعلى خلفية الإشكال الذي وقع اليوم في بلدة دير قوبل وأصيب فيه الشاب مكرم ناصر الدين، تلقى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط اتصالاً من رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان حيث جرى التأكيد على منع أي تداعيات أو ذيول للحادث وحصره بطابعه الفرديّ، والركون إلى القضاء. وتم تسليم مطلق النار إلى الأجهزة الأمنية المختصة التي باشرت تحقيقاتها.

 وعشيّة المرحلة الرابعة من فتح البلد التي تبدأ اليوم، سجل لبنان في الساعات الـ 24 الماضية 2968 إصابة جديدة بفيروس كورونا و42 حالة وفاة، بحسب التقرير اليومي لوزارة الصحة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى