الوطن

الأمم المتحدة تدعو لرصد 10 مليارات دولار للسوريّين وسط تدهور الوضع الإنسانيّ، وبلينكن يطالب مجلس الأمن بعدم تسييس المساعدات!!

الصين تؤكد دعمها لجهود دمشق في حماية سيادتها الوطنيّة..   وإيران ترى إجراءات الحظر المفروضة على سورية تزيد من معاناتها

جدّدت الصين دعمها جهود الحكومة السوريّة في حماية سيادتها الوطنية واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها مؤكدة معارضتها النيّات والأفعال التي تعرّض الأمن القومي السوري للخطر.

وقال تشانغ جيون مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة خلال جلسة مجلس الأمن التي عقدت الليلة قبل الماضية إن “الجماعات الإرهابيّة المتمركزة في سورية والمدرجة على قائمة مجلس الأمن يمكن أن تثير الفوضى في أي لحظة وتهدّد أمن واستقرار البلاد وحتى المنطقة بأكملها ويتعين على المجتمع الدولي أن يظل يقظاً ويعزّز التعاون ويكافح بحزم الإرهاب وفقاً للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن”.

وأضاف تشانغ أن حقائق لا حصر لها أثبتت أنه في ما يتعلق بمسألة مكافحة الإرهاب فإن التسييس والمعايير المزدوجة لا يفيدان أحداً ويمكن أن يتسببا في ضرر لا نهاية له، لافتاً إلى أن العمل لتحقيق حل سياسي للأزمة في سورية هو الأمل الذي يتوق إليه السوريون بشدة وهو في مصلحة دول المنطقة والمجتمع الدولي بأسره.

ودعا تشانغ إلى الالتزام بالاتجاه الصحيح لتحقيق الحل السياسي لهذه الأزمة وتحسين الوضع الإنساني وإنهاء الاحتلال الأجنبي ومكافحة الإرهاب، مشدداً على دعم الشعب السوري في تقرير مستقبل بلاده بشكل مستقل وضمن عملية يقودها السوريون بأنفسهم.

وتابع تشانغ: “تجب علينا الاستفادة بشكل كامل من الدور القيادي للحكومة السورية من أجل تحسين الوضع الإنساني بشكل أساسي على الأرض وبالنظر إلى الوباء الحاد وقضايا الأمن الغذائي في سورية لا بدّ من تقديم مساعدات إغاثيّة مستهدفة مع التركيز على الاحتياجات الإنسانيّة للنساء والأطفال والفئات الضعيفة الأخرى”، مبيناً أن الحكومة السورية تتعاون مع الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكوميّة والشركاء الآخرين في تعزيز العمليات الإنسانية وجلب الإمدادات الطبيّة ومعرباً عن تقدير الصين لتلك الجهود.

وأكد تشانغ ضرورة رفع العقوبات أحادية الجانب والحصار الاقتصادي لمساعدة سورية على استعادة نشاطها داعياً مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية الى تقييم الآثار الإنسانية للتدابير القسرية أحادية الجانب بشكل شامل وتقديم تقرير إلى مجلس الأمن.

وفي سياق متصل، أكد سفير ومندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة مجيد تخت روانجي أن إجراءات الحظر الأحادية الظالمة المفروضة على سورية من شأنها إطالة أمد الأزمة فيها وزيادة معاناة شعبها ولا سيما من مصاعب تفشي مرض كورونا.

وقال تخت روانجي خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي إن التقرير الأخير للأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة حول الوضع في سورية يؤكد ضرورة الإسراع بتعبئة الجهود الدولية للبتّ في هذا التحدّي المتمثل بمعاناة شعبها، لافتاً إلى أن المساعدات الإنسانيّة للأفراد المعوزين لا يمكنها وحدها أن تحلّ المشكلة كما أن هذه الخطوة لا يمكنها أن تكون بديلة عن خطوات أساسيّة تعدّ مسألة حيويّة لضمان السلام والأمن والاستقرار المستديم في هذا البلد.

وشدّد تخت روانجي على ضرورة ضمان سيادة سورية الكاملة ووحدة أراضيها عبر القضاء على الإرهابيين وإنهاء الاحتلال الأجنبي وتوفير أمن الحدود السورية وإعادة إعمار البنى التحتية الحيوية في سورية وتوفير الظروف المساعدة لعودة اللاجئين والنازحين وتحقيق المزيد من التقدم في مسار الحل السياسي.

وأشار تخت روانجي إلى سعي بعض الدول التي لم تستطع تحقيق أهدافها عبر السبل العسكرية أو الأدوات السياسية في سورية إلى محاولة تنفيذها عن طريق إجراءات الحظر الجائرة، مشدداً على أن استخدام الغذاء والدواء كسلاح وتهديد الأمن الغذائي لشعب ما هو أمر مرفوض ويُعدّ من الناحية القانونيّة خرقاً سافراً لأهداف ومبادئ منظمة الأمم المتحدة ولهذا السبب يجب إلغاء هذه الإجراءات على الفور.

وجدد تخت روانجي التزام إيران بالحل السياسي للأزمة في سورية ودعم حكومتها وشعبها لضمان وحدتها وسيادتها واستقلالها.

إلى ذلك، تعتزم الأمم المتحدة حثّ المانحين الدوليين على التعهد بما يصل إلى 10 مليارات دولار أمس، لمساعدة السوريين النازحين من الحرب الأهلية في خضم جائحة كوفيد-19.

وسيطلب المؤتمر السنويّ الخامس لوقاية اللاجئين السوريين من المجاعة، الذي يستضيفه الاتحاد الأوروبي، 4.2 مليار دولار للمساعدة داخل سورية و5.8 مليار دولار للاجئين والدول المضيفة في الشرق الأوسط.

ويحتاج حوالي 24 مليوناً إلى مساعدات أساسية، بزيادة أربعة ملايين خلال العام المنصرم، وهو أعلى رقم حتى الآن منذ بداية الأزمة في سورية عام 2011.

وقال مارك لوكوك منسق الشؤون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ بالأمم المتحدة في بيان له: “يؤدي الآن تدهور الظروف المعيشيّة والتراجع الاقتصادي وكوفيد-19 إلى مزيد من الجوع وسوء التغذية والمرض. ثمة قتال أقل ولكن لم تتحقق عوائد للسلام”.

وذكر سيرغي فيرشينين، نائب وزير الخارجية الروسي، الاثنين، أن تدهور الوضع الإنساني في سورية يتمّ رصده فقط، في المناطق غير الخاضعة لسيطرة دمشق.

ميدانياً، قتل مسلح من قوات سورية الديمقراطيّة (قسد) وأصيب اثنان آخران جراء هجوم بالأسلحة الرشاشة بريف الرقة الشرقي في سورية.

ونقلت وكالة “سانا” عن مصادر محلية في المنطقة قولها إن “هجوماً بالأسلحة الرشاشة استهدف مجموعة مسلحة من ميليشيا “قسد” في منطقة الحوس شرق مدينة الرقة ما أدى إلى مقتل مسلح من الميليشيا وإصابة اثنين آخرين”.

وأضافت “سانا” بأنه “تتواصل الهجمات على تحركات ومواقع مسلحي ميليشيا “قسد” المدعومة من قوات الاحتلال الأميركي ضمن مناطق انتشارهم في الجزيرة السورية رداً على ممارسات الميليشيا التي أمعنت في التنكيل بالأهالي وسرقة ممتلكاتهم واختطاف العديد من الشبان لإجبارهم على القتال في صفوفها قسراً”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى