أخيرةأنشطة قوميةثقافة وفنون

حوارية شعرية

يا سورية أنتِ الغـدُ

في ذكرى تنفيذ الاستشهادية الرفيقة سناء محيدلي قرار قيادة الحزب السوري القومي الاجتماعي بتنفيذ العمليّة الاستشهاديّة البطوليّة ضد الغزو الهمجي للبنان ووصوله الى العاصمة بيروت دفاعاً عن قضيّتنا المقدسة وعزة الأمة وصحة مسار الحزب، وليس قرارأ شخصياً من أجل حب الظهور الأناني الذي يحلو للبعض أن يسميَهُ كذلك، وبعد الأزمة الحزبية التي برزت بعامل هيجان أنانيات النزعات الفردية، وقيام الرئيس الأسبق الأمين عبدالله سعاده بمهمة ومسؤوليّة إعادة اللحمة للتشققات التي حصلت في القيادة ورحيله قبل أن يتمكّن من إزالة الأزمة.

وفي ذكرى أربعينه ألقيت هذه القصيدة في الاحتفال القومي الاجتماعي الذي أقامته منفذية البرازيل العامة في سان باولو بصفتي ناظر إذاعة المنفذية ونشرتها مجلة الحزب في بيروت تحت عنوان: «حوارية سوريّة قوميّة اجتماعيّة: يا سورية أنت الغد» أحبّ أن أهديها الى رفيقاتي ورفقائي في الوطن وعبر الحدود انطلاقاً من قول المعلم سعاده:

«حيث لا قتال بين الخير والشر، وحيث يجتمع الفساد مع الطهر لا توجد قضيّة مقدّسة ولا حماس من أجل تعاليم سامية مقدّسة».

علّ في هذه الحوارية بعض شرارات تنبّه الساهين، وتذكّر الناسين، وتوقظ الغافلين، وتشير ولو من بعيد الى مسار حركة الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي انطلق من وضوح فجر الأمة الحضاريّ باتجاه أعظم مقاصدها ومُـثُـلها العليا التي لا ولن تتحقق الا برقي العقليّة المناقبيّة الأخلاقيّة السامية التي قال عنها سعاده بأنها أعظم ما قدّمه الحزب للأمة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

يا سورية أنتِ الغـدُ

قالتْ وقد لبسَ الحدادَ المشرقُ

الحقُّ في حزبي يكادُ يُمزّقُ

وضمائرُ الأحرارِ كاد يشلّها

هولُ الضلالةِ والغباءُ المطبقُ

وعقيدةُ الإنقاذِ كاد يلفّها

ويلٌ من التزويرِ فَظٌ يخنقُ

ومصيرُ أمتنا توشّحَ بالفنا

صوبَ المهالكِ مُسرعاً يتخندقُ

فكأنما يومُ النشورِ بهوله

وجهنمٌ فيها نـُساقُ ونـُحرَقُ

فسألتها عما يدورُ؟ وما بها؟

ولما تضجُّ وبالمرارةِ تشهقُ

وهيَ التي رفعتْ بباتر* بيرقاً

فسما على عرشِ الخلودِ البيرقُ

قالت سناءُ * الملهمينَ بدهشةٍ:

لمن العقيدةُ والمبادئُ تـُخرقُ؟!

ولمَنْ تـُبدَّلُ نهضةٌ بتقهقـرٍ

ليسودَ في نسغِ الحياةِ تَـفَـرُّقُ؟!

ولما يُفاخرُ بالدماءِ اذا انتفى

شرفُ الأمانةِ للدماءِ وتـُهرقُ؟!

باعوا القضيةَ بالسلامةِ ويلهمْ

من وهجِ زوبعةٍ تـُضيءُ وتحرقُ

وتبجّحوا بدماءِ كوكبةٍ من

الشهداءِ بالخـُلـُق الكريمِ تـفوَّقوا

ليذودوا عن شرفِ البلادِ وشعبها

فتـُدكُ أحلامُ الغزاةِ وتـُسحَقُ

أنا ما ندمتُ فيا ابتسامُ * تحدّثي

بل صرتُ من أقوالهمْ أتمزّقُ

وبفعلهمْ أصبحتُ أبرأ منهمُ

فحذارِ من طعنوا الجهادَ وأغرقوا

وعلى جهادِ المنقذينَ تآمروا

والى المراتبِ كاللصوصِ تسلـّقوا

لو كانَ فيهمْ للكرامةِ شعرةٌ

لقضوا على أنفاسهمْ وتشرنقوا

لكنهمْ والعارُ كلُّ وجودهمْ

فتيقظوا يا رفقتي وتحقّـقوا

كيْ لا يصير مصيرُنا في متحفٍ

ونضيع في بحرِ الفناءِ ونغرقُ

أنا يا رفيقي لا أزالُ وفيّةً

لقضيةٍ عُظمى عشقتُ وأعشقُ

ودمي لأبناءِ الحياةِ هديةٌ

صَدَقَ الفداءُ وسُفـِّهَ المتشدّقُ

يا خيبةَ التحريرِ في منْ عاهدوا

وتخلّفوا وتآمروا وتزندقوا

فتفيض من ثغرِ ابتسامٍ* حكمةٌ:

هيهات يُخلصُ حانثٌ أو يصدقُ

قالتْ وقد ملأ السناءُ عيونها

فكأنها شمسٌ علينا تُـشرقُ

واستطردتْ بلطافةٍ في قولها:

بدمائـنا بابَ الكـرامةِ نطرقُ

 ونشقُّ للأجيالِ درباً للعُلى

ونسنُّ نهجاً لا أصحُ وأصدقُ

 فلقدْ بدأنا نهجنا بفدائنا

 وبكلّ ما يقضي الفِدى نتسابقُ

 لا تسـتـقيمُ حياتُـنا إلاَّ إذا

بجهادنا احترقَ الغزاةُ وأُمْحِقوا

فاستنفرتْ في مريمٍ* ببراءةٍ

روحُ القداسة ِ والطهارةِ تنطقُ

 وتقولُ: ليسَ بمخلصٍ من يستعينُ

بغيرهِ وعلى الرفاقِ يُنسِّقُ

ويبيعُ بالسلمِ المهين كرامةً

ولكلّ مأجورٍ يروحُ يُبوِّقُ

ويظنُّ فلسفةَ التقدمِ وثبةً

خلفَ اليسارِ وباليسارِ يُهرطقُ

هي قمةُ الإسفافِ في أقوالهِ

وفعالهِ، وخصالهِ تتعملقُ

فتصيح نورما* بالذينَ تنكروا

لعقيدةِ الشعبِ الذي يتمزقُ:

يا خادعيَّ الشعب في تنظيركمْ

أكذوبةُ التنظيرِ غِشٌ مُطلقُ

لا يصنعُ التنظيرُ نهضةَ أمةٍ

مهما تزيَّن بالجمالِ المنطقُ

عزُّ الحياةِ تـَمرُّسٌ ببطولةٍ

بنقائها أسمى الأمورِ تُحَقّـقُ

وهتفنَ أربعة كزوبعةٍ دوتْ:

 يا سورية أنتِ الغـدُ المتألقُ

أنت ِ البدايةُ والنهايةُ فاسلمي

يا أمةَ العـزِّ الذي يتدفقُ

اليوم يُقبلُ بالزوابعِ فارسٌ

لجهادهِ ساحُ الوغى تتحرقُ

أهلاً وسهلاً بالأمينِ * ومرحبى

يا رائدَ التوحيدِ نهجُكَ يُعشقُ

خذلوكَ، باعوا بالرخيصِ دماءنا

ومصيرَ أمتنا بحمقٍ سوَّقوا

وتمرّسوا فعلَ التغرُّبِ تارةً

وتوسطوا طوراً وطوراً شرَّقوا

وتفردوا وتكيّـَنوا وعلى التشرذم

زايدوا، وتطيَّفوا وتمنطقوا*

طعنوك عبد الله* في تمزيقهمْ

حزباً بفضلِ نقائه لا نُخفقُ

لا يغفرُ التاريخُ فعلاً مُجرماً

مهما تباروا في النفاقِ ولفـَّقوا

ولسوفَ تنهضُ بالعقيدةِ سورية

يا سورية أنتِ الغـدُ المتألقُ

أنت البدايةُ والنهايةُ فاسلمي

يا أمةَ العـزِّ الذي يتدفقُ

كلُّ العطاءِ لأجلِ مجدكِ راحةٌ

وسلامةٌ وسعادةٌ وتفوُّقُ

فدوى من العلياءِ صوتٌ هادرٌ

لعدالةِ التاريخِ حكماً يُطلقُ:

إنَّ الكبيرَ بمأتمٍ لا ينتهي

فبموتهِ زمنُ التجدّدِ يُخلقُ

*الرفيق يوسف المسمار – البرازيل.

* باتر هي المنطقة التي فجّرت الاستشهادية الرفيقة سناء محيدلي نفسها موقعة إصابات بليغة في قوات العدو اليهودي.

* الاستشهادية الرفيقة سناء محيدلي.

* الاستشهادية الرفيقة ابتسام حرب.

* الاستشهادية الرفيقة نورما أبي حسان.

* الاستشهادية الرفيقة مريم خير الدين.

* تفردنوا من الفردية، وتكيّنوا من الكيانية، وتطيّفوا من الطائفية وتمنطقوا من المناطقيّة.

* الأمين عبدالله سعاده.

ألقيت هذه القصيدة في أربعين الأمين الدكتور عبدالله سعاده في سان باولو – البرازيل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى