الوطن

لقاء افتراضي لقادة المقاومة في «المنبر الموحّد» دعا إلى دعم الهبّة الفلسطينية نصرالله: عُمر «إسرائيل» قصير ومحور المقاومة يصنع مستقبل المنطقة

دعا الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، إلى تقديم كل أشكال الدعم للمقاومة الفلسطينية، مؤكداً أن  مستقبل المنطقة يصنعه محور المقاومة. وأشار إلى أن  الصهاينة يعرفون في قرارة أنفسهم أنّ هذا الكيان لا مستقبل له، ورأى أنّ المنطق السليم الذي يجب أن يوجّه إلى كلّ المحتلين والغزاة أنّ عليهم ترك الأرض التي احتلوها، وإلّا سيتمّ إعادتهم بالقوة أو بغيرها إلى الأماكن التي أتوا منها.

كلام السيد نصرالله جاء خلال لقاء افتراضي لعدد من قادة المقاومة تحت عنوان «المنبر الموحَّد»، وذلك بمناسبة يوم القدس العالمي الذي أعلنه الإمام الخميني في آخر جمعة من شهر رمضان.

وقال السيد نصرالله في كلمته «سنلتقي مجدداً في يوم القدس العالمي في آخر يوم جمعة من شهر رمضان المبارك، الذي أعلنه الإمام الخميني، يوماً عالمياً للقدس بعد انتصار الثورة الإسلامية المباركة في إيران عام ‏‏1979. اليوم نلتقي مجدداً في المنبر الموحّد للمقاومة، لحركات المقاومة، لقوى ‏المقاومة، لنعبّر عن التزامنا وعن إيماننا بهذه القضية وعن تمسكنا بهذه المسؤولية وعن إصرارنا على ‏أداء هذا الواجب الإلهي والإنساني والأخلاقي والديني والشرعي تجاه القضية الأقدس والأوضح على وجه ‏الكرة الأرضية».

ودعا «الجميع إلى المزيد من الحضور والتعبير المناسب عن ‏الموقف الصادق والمؤمن والمخلص والشجاع أيضاً، هناك مجموعة من العوامل، والتطورات تؤكد عظمة المسؤولية وزيادة المسؤولية على عاتقنا جميعاً، هذه العوامل بعضها ‏إيجابي وبعضها سلبي، يعني يمكن أن ننظر إليها من الزاوية الإيجابية، هي فعلاً عوامل إيجابية، وبعضها عوامل سلبية ولكن كلا هذين النوعين من العوامل يفرض علينا المزيد من الإحساس بالمسؤولية تجاه ‏قضية القدس وقضية فلسطين وشعب فلسطين».

أضاف «من جملة هذه العوامل، أولاً، هبّة القدس في الأسابيع القليلة الماضية عندما قام أهلها الشرفاء وحضروا ‏في الميدان خصوصاً شبابها البواسل الشجعان، وشاهدنا كيف واجهوا آلة البطش الإسرائيلية ‏والصهيونية وشاهدنا مناظر ومشاهد لشموخ هؤلاء الشباب وعظمتهم وعُلُو هممهم، أيضاً تفاعل أهل ‏الضفة الغربية مع هبّة القدس، تفاعل قطاع غزّة ودخوله عسكرياً وإن كان بشكل محدود ومدروس ‏لنصرة القدس في محاولة لصنع معادلات جديدة، هذا تطور مهم جداً بين أيدينا.‏ الأمر الثاني، أن الأحداث خصوصاً الأحداث الأخيرة، تؤكد تمسك الشعب الفلسطيني بحقوقه وعدم تخليه ‏عن أي من هذه الحقوق وهذا أمر مهم، تمسكه بحقوقه والتعبير عن صموده وثباته ومقاومته بالأشكال ‏المختلفة، بالهبّات الشعبية، بالعمل العسكري وصولاً إلى العملية العسكرية الأخيرة في الضفة الغربية – ‏العملية البطولية – هذا ماذا يعني؟ البعض يتذرع في العالم العربي والإسلامي بالقول لماذا تكونون ملكيين ‏أكثر من الملك؟ هؤلاء الفلسطينيون هم تخلوا عن قضيتهم، هذه أكاذيب، هذه افتراءات بحق الشعب ‏الفلسطيني يستخدمها البعض لتبرير خذلانه وهزيمته وتطبيعه وتراجعه وتخلّفه عن تحمّل المسؤوليات ‏الكبيرة، إذاً يوماً بعد يوم وبالرغم من الحصار والشدائد والصعوبات والتهديدات الشعب الفلسطيني يؤكد ‏أنه متمسك بحقوقه وبقضيته وهذا يحمّل الأمة الإسلامية مسؤولية أكبر لنصرته ويسقط منطق لا تكونوا ‏ملكيين أكثر من الملك، لأن الملك الذي هو الشعب الفلسطيني ما زال ملكاً وسيبقى إن شاء الله ملكاً ‏والأجيال الفلسطينية الشابة ما زالت تحمل هذه الروح وهذا الدم وهذا الإيمان وهذا الاستعداد للتضحية ‏وهي على كل حال تسير في طريق النصر القاطع».

وتابع «من جملة العوامل أيضاً، ثالثا، سقوط مرحلة (الرئيس الأميركي السابق دونالد) ترامب وأعمدة ترامب في المنطقة وفي الإقليم ومعها صفقة ‏القرن، من جملة العوامل التي تحتم زيادة المسؤولية ثبات محور المقاومة وتجاوزه لأخطر مرحلة ‏استهدفت وجوده وكيانه في المنطقة وعلى مستوى الإقليم، هذا أيضاً من العوامل المهمة جداً». ‏

وقال «اليوم يقف خلف الشعب الفلسطيني وخلف القضية الفلسطينية محور مقاومة جاد وصادق وحقيقي لم يمرّ ‏في العقود الماضية – كنا نسمع الكثير من الخطابات العربية، في القمم العربية، في الجامعة العربية، كلام ‏فارغ – اليوم هناك محور مقاومة حقيقي، جدي، يتواصل، يتعاون، يتكامل، يتضامن، والتطورات الأخيرة ‏ستزيد من فرص هذا التواصل والتكامل والتضامن والتعاون والتنسيق، هذا أيضاً من العوامل المهمة ‏والمبشّرة والتي تجعلنا نشعر بأن القدس أقرب».

وأشار إلى «تداعي وارتباك المحاور الأخرى، في الوقت الذي نشهد ثبات وصلابة محور المقاومة رغم كل المخاطر ‏والصعوبات والحروب العسكرية والأمنية والاقتصادية والتجويع والحصار والتزوير والتحريض والكذب ‏والحروب النفسية ومئات وسائل الإعلام، الفضائيات والجيوش الإلكترونية مع ذلك يخرج هذا المحور قوياً، في ‏المقابل تداعي المحاور الأخرى التي كانت تقود تلك الحروب على دول المقاومة وعلى شعوب المقاومة ‏وعلى قوى المقاومة في منطقتنا».

 ولفت إلى أن «الأزمات ‏العميقة في داخل الكيان الصهيوني، الأزمات الاجتماعية، الأزمات السياسية، ‏الأزمات الأخلاقية، بدأت تظهر على السطح بشكل واضح وبشكل قوي وكثيرون من الخبراء الصهاينة ‏بدأوا يتحدثون عن قلقهم على بقاء هذا الكيان في ظل هذه الأزمات العميقة. هذه العوامل الإيجابية تزيد المسؤولية».

أضاف «من العوامل السلبية هي موجة التطبيع، عندما يذهب بعض الدول العربية إلى التطبيع هذا يعني أن على ‏بقية العرب وبقية المسلمين وبقية الدول وبقية القوى الحيّة في الأمّة أن يرتفع صوتها أكثر، هذا يعني ‏ازدياد المسؤولية، هذا العامل السلبي يرتب الازدياد في المسؤولية والحضور والتعبير عن الموقف في ‏مواجهة التطبيع مع قناعتنا بأن هذا التطبيع لن يستطيع حماية هذا الكيان على الإطلاق، قد يعطيه بعض ‏الروح، بعض الأوكسجين، بعض الإمكانات، بعض التنفّس، ولكن في كل الأحوال الدول المطبّعة هي في ‏الآونة الأخيرة، هي أصلاً لم تكن في يوم من الأيام جزءاً من هذه المعركة حتى يكون بقاؤها أو خروجها ‏مؤثّراً على مسار هذه المعركة وعلى مصيرها».

وقال «هذه مجموعة من العوامل إضافةً إلى الأوضاع الإقليمية والدولية المستجدة، بعض الانفراجات التي تحصل عملياً في الإقليم، بعض الرايات البيضاء التي بدأت ترتفع هنا ‏وهناك لتعترف ولو بشكل من الأشكال بهزيمتها أو بفشلها أو بانسداد الأفق أمامها، كل هذه الأمور تجعلنا ‏نشعر بأننا إلى القدس أقرب من أي وقت مضى».‏

وشدّد على أن «المسؤولية في يوم القدس هي تقديم كل أشكال الدعم للشعب الفلسطيني، للمقاومة الفلسطينية، محور ‏المقاومة يجب أن يزداد تماسكاً وهو متماسك، يجب أن يتحضّر أكثر، يجب أن تشتد قوته أكثر لأن ‏المستقبل يصنعه في هذه المنطقة محور المقاومة».

وتوجه إلى الإسرائيليين بالقول «أنتم تعرفون في قرارة أنفسكم، سواء بالخلفيات الدينية أو ‏بالخلفيات العقائدية أو هو موجود في كتبكم أو في نبوءاتكم وما يقوله بعض كباركم وبعض خبرائكم ‏وبعض حاخاماتكم، أنتم تعرفون أن هذا الكيان ليس له مستقبل وأنه في معرض الزوال وأن عمره المتبقي ‏هو عمر قصير، قصير جدا، ولذلك أنتم في هذه المعركة تضيّعون جهودكم وشبابكم ويضيّعون شبابهم ‏ودماءهم بلا طائل. في كل الأحوال المنطق السليم الذي يجب أن يوجه إلى كل المحتلين والغزاة هو أن ‏يتركوا الأرض التي احتلوها لأهلها الحقيقيين وليعودوا من حيث أتوا وإلاّ ستتم إعادتهم بأي شكل من ‏الأشكال بالقوة أو بغير القوة، هذه الأرض هي للشعب الفلسطيني، هي لشعوب هذه المنطقة على اختلاف ‏انتماءاتها الدينية والايمانية والعقائدية، لكن هذه الأرض ليست لإسرائيل وللمستعمرين والمحتلين ‏والمستوطنين الآتين من كل أنحاء العالم. نحن نؤمن بهذا المستقبل القريب، نؤمن به بقوة وهذا الإيمان لا ‏يستند فقط على أسس عقائدية وفكرية، بل يستند أيضاً على الوقائع والتطورات التي تحصل خصوصاً التي ‏حصلت في العقود الأخيرة والسنوات الأخيرة وما نحن مقبلون عليه على مستوى المنطقة».

وحيّا «الروح العظيمة للقائد الشهيد الكبير الحاج قاسم ‏سليماني الذي يبقى اسمه وتبقى صورته وروحه وبصماته وفكره الإستراتيجي وحضوره الميداني وأنفاسه، حاضرة بقوة في كل ساحات وميادين هذا المحور والذي لا يمكن أن ننساه وننسى شهادته العظيمة، ولا ‏ننسى فضله الكبير ولا ننسى حضوره العظيم إلى جانب كل قوى المقاومة في منطقتنا».

كما حيّا شعبنا الفلسطيني، مؤكداً أنه طالما أن ‏الشعب الفلسطيني متمسك بحقوقه ويواصل نضاله، لن بستطيع من تخاذل في هذا العالم أن يصفي ‏القضية الفلسطينية، داعياَ للوقوف بقوة إلى جانب هذا الشعب.

هنية

 بدوره، أكَّد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية «أنَّ القدس تعيش المعاناة في أشد حالاتها وأخطرها وهي تواجه محاولات التهويد وعمليات الاقتلاع المستمر للشعب الفلسطيني»، مشدّداً على «أنَّ معركة القدس مفتوحةٌ على مصراعيها وما زال الفلسطينيون أمام تهديدات حقيقية وجدية ولا سيما مع تهديدات المستوطنين باقتحام المسجد الأقصى في 28 رمضان في تحد سافر لمشاعر الأمة»، موضحاً أنَّ «النصر لنا المستقبل لنا الأرض لنا ولا مكان للمحتلين على أرض فلسطين».

الحوثي

واعتبر قائد «أنصار الله» عبد الملك بدرالدين الحوثي يوم القدس مناسبةً مهمة لاستنهاض الأمة وشحذ الهمم ورفع مستوى الوعي والإحساس بالمسؤولية تجاه القضية المركزية للأمّة، مؤكداً «أن الشعب اليمني بانتمائه الإيماني ماضٍ بكل ثبات في تمسكه بالموقف الحق في مناصرة الشعب الفلسطيني والسعي لتحرير فلسطين والمقدسات وسائر الأراضي العربية المحتلة».

وحول المخطوفين الفلسطينيين في السعودية، قال «بذلنا الجهد وعرضنا على النظام السعودي خيارات متعددة للإفراج عنهم لكنه إلى الآن تمنّع».

النخالة

من جهته، قال الأمين العام لـ»حركة الجهاد الإسلامي» زياد النخالة «أنَّ العدو الصهيوني يحتل القدس ويُعلن صباح مساء أنها عاصمة كيانه، ويعمل على تجريد الشعب الفلسطيني من وجوده بعمليات الهدم المستمرة والاستيلاء بالقوة المسلحة على بيوت سكان المدينة الأصليين»، مؤكداً أنَّه «بالرغم من كل ما يبذله العدو، فالشعب الفلسطيني لا يزال يقاوم على مدى أكثر من قرن، ويُثبت يوماً بعد يوم قدرته على الصمود ويؤكد ثباته على أرضه وتطور مقاومته التي تتنامى وتكبر».

الصميدعي

من جانبه، أكَّد مفتي العراق الشيخ مهدي الصميدعي أنَّ على مدار التاريخ كان للعراقيين الدور الكبير في تحرير بيت المقدس، داعياً إلى العمل على إخراج المحتل المغتصب لأرض فلسطين.

فؤاد

وأشار الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الأسير أحمد سعدات ألقاها نائبه أبو أحمد فؤاد إلى أنَّ العدو «الإسرائيلي» يجب أن يقاوم من كل الشعوب الحرّة، موضحاً أنَّ كيان العدو مغتصب لفلسطين، وهو لن يستمر لأنه فرض على المنطقة من قبل الإمبريالية العالمية.

قاسم

بدوره شدَّد الشيخ عيسى قاسم على أنَّ القدس اليوم أقرب من كل ماضي الصراع حولها للتحرر الكامل من القبضة الصهيونية والتطهر التام من رجسها، موضحاً أنَّ مؤامرات التطبيع هي من أخطر المؤامرات على وجود الأمّة ومقدساتها.

حنّا

وأكَّد مطران سبسطية للروم الأرثوذوكس المطران عطالله حنّا أنَّ قوات العدو تعتدي على المسلمين والمسيحيين على حد سواء في القدس، مشيراً إلى أننا «لسنا حياديين في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية والقدس، نحن ندافع عن قضيتنا وعن القدس»، موضحاً أنَّ «القضية الفلسطينية تجمعنا وهي قضية كل الأحرار في عالمنا بغض النظر عن الانتماءات الدينية والعرقية والثقافية».

الخزعلي

بدوره، رأى الأمين العام لـ»عصائب أهل الحق» العراقية الشيخ قيس الخزعلي، أنَّه رغم كل محاولات تمكين كيان العدو من قِبل أميركا وغيرها، فإنّ محور المقاومة يشهد التقدّم بعد التقدم ويحقق النصر تلو النصر في كل الجبهات، لافتاً إلى أنَّ «الجمهورية الإسلامية بحكمة قائدها، وبصبر شعبها جعلت الولايات المتّحدة الأميركية تضطر للاعتراف بفشلها في سياساتها سياسة الضغوط القصوى التي مارستها الإدارة السابقة». وأعلن أنَّ «قرار إجبار القوات الأميركية على الانسحاب من العراق قرار حتمي وهو قرار الشجعان ووعد الرجال».

صبري

من ناحيته، دعا رئيس «الهيئة الإسلامية العليا» في القدس خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري إلى تثبيت البوصلة نحو القدس. وقال «علينا أن نذكر القدس في كل يوم وكل وقت لأنها ما تزال حتى الآن تحت نيران الاحتلال والتهويد فيها مستمر نظراً لانشغال العالم العربي والإسلامي عنها».

وأضاف «العدو يحاربنا في القدس ديمغرافياً ولهذا استهدف حي الشيخ جراح، ولا بد من العناية بالقدس»، طالباً دعم عوامل ثبات المقدسيين في مدينتهم،. واعتبر أن «هبّة باب العمود الأخيرة أكدت أن الأطفال لم ينسوا قضيتهم، وأنهم الجيل الثالث في التصدي للاحتلال».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى