«الإسرائيليون» يعيدون قراءة حساباتهم
} عمر عبد القادر غندور*
يحتلّ المشهد الفلسطيني صدارة الأحداث ليس في لبنان بل في العالم.
وللمرة الأولى يشعر الكيان الغاصب بأخطار لم يشعر بها من قبل، وهو متأكد أنّ المقاومة لا تخشاه والعكس هو الصحيح.
وللمرة الأولى منذ 74 عاماً يخوض الكيان الغاصب الحرب في المدن والقرى المحتلة، ويتذوّق مرارة التدمير والاختباء في الملاجئ، ويشهد الانتفاضة الثالثة من غزة الى الضفة الغربية الى مدن وقرى الفلسطينيين وداخل الخط الأخضر كما يسمّونه.
وفي ذروة القمع الذي مارسه العدو على المصلين في داخل وباحات المسجد الأقصى المبارك في الأسبوع الأخير من شهر رمضان، واجتياح قطعان المستوطنين لباب العمود ومحاولة اقتلاع الفلسطينيين من منازلهم في حي الشيخ الجراح واعتقال المئات من الفلسطينيين، جاءه تحذير المنظمات الجهادية في قطاع غزة وإمهاله حتى الساعة السادسة مساء لإطلاق سراح الفلسطينيين المعتقلين.
العدو لم يتنبه لجدية التحذير الفلسطيني إلا بعد ان تلقى الرشقة الأولى من الصواريخ وما زالت تتوالى الرشقات الى اليوم، معلنة الانتفاضة الثالثة، وإسقاط كافة الترتيبات الأمنية المزعومة، ودخل العدو في مأزق حساباته الخاطئة، وبات يدرك أنّ معركة القدس هي غيرها من المواجهات السابقة، وانّ تداعياتها أوسع شمولية وأبعد امتداداً على مساحة العالمين العربي والإسلامي، وانّ المقاومة وصواريخها حققت الأهداف التالية:
1 ـ دفن اتفاق أوسلو.
2 ـ سقوط حلّ الدولتين.
3 ـ سقوط منظومة الحكم الذاتي في رام الله.
4 ـ توازن الرعب بين طائرات الـ «أف 16» وصواريخ المقاومة.
5 ـ إحراج دول التطبيع مع العدو.
6 ـ إيقاظ الوعي وحماية العرب والمسلمين كافة لنصرة فلسطين والمسجد الأقصى وكنيسة القيامة.
وقد ينشط مجلس الأمن لوقف الاشتباكات وستحاول الولايات المتحدة التخفيف من الضغوط التي تتعرّض لها «إسرائيل» جراء خرقها للقوانين الدولية واستهداف المدنيين، وقد يُصار الى ترتيبات بين مختلف الأفرقاء، ولكن ذلك لن يُعطل الانتفاضة الشعبية.
ولأنّ عدالة القضية الفلسطينية عصية على الذوبان، ولو كان ذلك ممكناً لما رأينا التطور المذهل للمقاومة الفلسطينية التي لها امتدادها في الإقليم.
والرأي العام «الإسرائيلي» يعيد قراءة حساباته لكيان دخيل وسط محيط غير ودي برغم اتفاقيات التطبيع الممجوجة، وقد عاش أيامه الأخيرة تحت وابل الصواريخ على مساحة الكيان الغاصب.
*رئيس اللقاء الاسلامي الوحدوي