الوطن

سورية تنتخب بشارها …

} ليليان العنان

بعد مضيّ أكثر من عشر سنوات على الحرب الكونية على سورية، لا يزال هناك من كان يراهن على إسقاط بشار الأسد، إلا أنّ كلّ المعطيات والمؤشرات السياسية والعسكرية والمحلية وحتى الإقليمية أكدت مجدّداً أنّ الرئيس الأسد يحظى بتأييد الغالبية العظمى من الشعب السوري.

 وإذا ما راقبنا جيداً جولة الانتخابات الرئاسية خارج سورية فإننا نعي تماماً أنّ السوريين يمحضون كامل ثقتهم لشخص الرئيس بشار الأسد، إذ أنّ معظم المغتربين أو اللاجئين السوريين الذين خرجوا من سورية إبان الحرب ها هم اليوم يصوّتون لصالح القيادة السورية الممثلة بشخص رئيسها البشار، هذا عدا عن مراقبة الشارع السوري الداخلي في كافة المحافظات وعلى امتداد الجغرافيا السورية من دمشق إلى حمص، حماة، حلب، السويداء، اللاذقية، درعا، وغيرها من المحافظات السورية بحيث يجتمع السوريون في الساحات وفي أقلام الاقتراع لتأكيد الولاء والتأييد المطلق للرئيس الأسد.

إذاً هو استحقاق جديد في تاريخ السياسة الداخلية السورية ومحطة جديدة ستعوّل عليها القيادة السورية عزمها وإصرارها على مواصلة التحدي التي وُضِعت فيه من قبل من ساهموا بتمويل الإرهابيين معنوياً، سياسياً، مالياً، وحتى عسكرياً.

إذ أنّ كلّ هذا صمّم بهدف تفتيت سورية وكسرها وإشغالها بفوضى الحرب الداخلية لإبعادها كلياً عن المحور الأساس التي وضعت نفسها في طليعته وهو محور الممانعة والمقاومة الداعم لفلسطين القضية الأمّ وللمقاومة في لبنان.

لكن… وبعد مضيّ كلّ هذه السنوات من التخطيط والترسيم وحياكة السياسات الخاصة لإفشال الرئيس الأسد، وتدمير سورية وشعبها، بالإضافة لسير بعض العرب في ركاب السياسات التي انتهجتها الإدارات الأميركية من أوباما إلى ترامب ووصولاً إلى بايدن اليوم، ومعهم «إسرائيل» في الخانة ذاتها، بحيث دائماً ما كانت تقوم باعتداءات متكرّرة على سورية خاصة بعد أيّ انتصار فعلي يحققه الجيش السوري والحلفاء ويكون له صدى هام على مستوى العمليات العسكرية ذات الطابع الاستراتيجي.

كما يجب ألا ننسى الشمال السوري والأطماع التركية في حلب وتحديداً في منبج وما دار فيها من معارك خاضها الجيش السوري ضدّ القوات التركية والحركات المدعومة منها والتي لم تتمكّن من تحقيق أيّ شيء .

كلّ هذا وأكثر لم يثن الشعب السوري عن موقفه، لا بل على العكس فإنّ ذلك زاد الإصرار وجعل التحدي أكبر في خوض غِمار الاستحقاق الرئاسي ليثبت للعالم أجمع وخاصة أولئك الذين يتبعون أسلوب الديمقراطية المزيّفة أنّ سورية هي من تنتخب قائدها وبكلّ ديمقراطية وحرية، وأنّ الشعارات التي كان يطلقها التحالف الدولي ضدّ سورية إذا ما أردنا ان نطلق عليه هذا الاسم، حيث يقوم معظم من ينضوي تحت مظلة هذا التحالف بعدم توفير أيّ فرصة للتآمر على سورية وقيادتها وجيشها وشعبها، ولكن في كلّ مرة كانت الشعارات مجرّد صفّ كلام ليس فيه أيّ فائدة ولا مغزى ولا حتى منحى هادف .

فالرئيس بشار الأسد قاد مرحلة التصدي للحرب الكونية على سورية، وتعملقت سورية بشعبها وجيشها وقائدها الذي جدّد له السوريون بغالبيتهم العظمى، من خلال ممارسة حقهم الديمقراطي في عملية انتخابية شفافة ونزيهة كما يشهد القاصي والداني.

ولا شكّ أنّ سورية من خلال استحقاقها الرئاسيّ أثبتت للعالم أجمع وخاصة لأولئك الذين يحاربون نهجها السياسيّ أنها هي صاحبة الرأي والقرار في كلّ ما يتعلق بوضعها الداخلي، وأنّ المرحلة المقبلة هي بالتأكيد مرحلة ترسيخ الانتصار، والانطلاق في مسيرة النهوض والتعافي…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى