الوطن

هدوء على جبهة الرئاسات وتصعيد على خط الكتل… وباسيل وغريو يتفقان على أولوية التأليف

«التنمية والتحرير»: برّي أوجد الميثاقية لحماية كلّ المكوّنات «الوطني الحرّ»: معركة عون للحفاظ على الدستور والمناصفة

فيما توقفت حرب البيانات العنيفة بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه برّي على خلفية تأليف الحكومة العتيدة، استمر التصعيد على مستوى نوّاب كتلة «التنمية والتحرير» و»التيار الوطني الحرّ» الذي خرج أحد أعضائه النائب أسعد درغام عن السرب عاكساً في تصريح له، رغبةً في التهدئة وإعادة مدّ الجسور، إذ أكد أن التيار وحزب الله متفقان على أن مبادرة برّي مستمرّة، معتبراً أنه «قد يأتي الحلّ مع ارتقاء التأزم إلى درجة الانفجار على قاعدة إشتدي يا أزمة تنفرجي». وشدّد على ضرورة  «الترفّع عن كل الصغائر للوصول إلى حلّ عبر حكومة تُعالج الحد الأدنى من المشاكل التي تتعلق بحقوق الإنسان».

في الأثناء تابعت  سفيرة فرنسا آن غريو تحركها على الخط الحكومي فالتقت رئيس «التيار الوطني الحرّ» النائب جبران باسيل في دارته  وجرى عرض الملف الحكومي «انطلاقاً من الرؤية المشتركة على أولوية التأليف، وفي ضوء العراقيل التي لا تزال تعترض التشكيل»، وفق بيان لمكتب باسيل.

وحضر الاجتماع الوزيرة السابقة ندى البستاني، والسكرتير الأول في السفارة جان هويلبرون، ومسؤول العلاقات الديبلوماسية في التيار بشير حداد.

وكان نواب التيار تابعوا الحملة على الرئيس برّي من دون تسميته، معتبرين في تغريدات على «تويتر»  أن المنصافة والمشاركة قد سقطتا. بينما رأى النائب سليم عون أن معركة رئيس الجمهورية هي «الحفاظ على الدستور وحقوق كل المكونات اللبنانية والمناصفة بين المسيحيين والمسلمين» وأوضح أن «الوزراء الثمانية الذين يدعون أنهم لرئيس الجمهورية، من بينهم وزير حليف من حزب الطاشناق الذي سمّى الحريري، ووزير آخر للنائب طلال أرسلان». وقال «البعض يُنكر على الرئيس عون صلاحياته ويريدونه «باش كاتب» مهمته محصورة بتوقيع التشكيلة التي يعرضونها عليه».

من جهته، لفت النائب درغام في تصريح، إلى أن محاولات الإيقاع بين حزب الله والتيار الوطني الحرّ كثيرة «ويعمل عليها أكثر من طرف، لكن الواقع أن هناك اختلافاً في وجهات النظر منها ما يتعلق بملفات الفساد والمقاربة في العديد من الملفات السياسية الداخلية وآخرها ما يتعلق بمسألة تشكيل الحكومة، لكن خطوط الحوار مفتوحة لتقريب وجهات النظر»، وقال «هناك مواقف عدّة صدرت عن الهيئة السياسية للتيار والمجلس السياسي تضمنت انتقاداً واضحاً لحزب الله وكيفية تعاطيه مع الملفات الداخلية. وفي المقابل، هناك مواقف واضحة للحزب تضمّنت إشارات واضحة للاختلاف في وجهات النظر، ونحن نقرّ بأن هناك اختلافاً في مسألة مقاربة الملفات الداخلية، لكننا مقتنعون بأن لا أحد من الطرفين يعمل على التأثير أو الضغط لتغيير موقف الطرف الآخر. وكلٌ منّا يعمل وفق قناعاته مع الإقرار بضرورة الحوار».

وعما إذا وصل الأمر إلى درجة تحديد موقف الحزب في خياراته بين الرئيس برّي والتيار، قال درغام «لا نُلزم للاقتناع بخياراتنا، والعكس أيضاً بالنسبة إلى حزب الله. نعلم أن حزب الله لا يتخلى عن حلفائه ويعمل على تقريب وجهات النظر ولن يكون طرفاً سواء مع الرئيس برّي أو مع التيار. نحن والحزب متفقان على أن المبادرة مستمرّة، وقد يأتي الحلّ مع ارتقاء التأزم إلى درجة الانفجار على قاعدة إشتدي يا أزمة تنفرجي».

وبالنسبة إلى الحراك الروسي على خط تشكيل الحكومة، يضعه درغام «في إطار دعم الحريري ليس إلاّ»، وقال «إن الموقف الروسي كان صريحاً منذ البداية، ففي كل المحطات، هناك تأكيد على التمسك بالحريري لتأليف الحكومة».

أضاف «نظرتنا كتيار أن برّي دخل كطرف مع الحريري، وأظهرت التجارب أن الحزب لا يتخلّى عن برّي فإما الحياد وإما الاختلاف في وجهات النظر، لكننا لن نصل كتيار إلى خلاف مع الحزب «. وتابع «للأمانة، إن القناعات تختلف عن الواقع، والواقع اليوم يقول إن الشعب وصل إلى مرحلة متقدّمة من الفقر والإذلال وبات في مكان آخر. من هنا، ضرورة الترفّع عن كل الصغائر للوصول إلى حلّ عبر حكومة تُعالج الحدّ الأدنى من المشاكل التي تتعلق بحقوق الإنسان».

من جهته، اعتبر عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب غازي زعيتر في بيان، أنه «فعلاً، يعيش العهد حال انفصام ونكران هي وهم السلطة والأحلام حتى لو كان تضحية بالوطن والمواطن على مذبح الأهواء والمصالح الشخصية والمطامح الرئاسية. حالة انفصام حقيقي يعيشها العهد ومستشاروه وأول ضحاياهم الوطن ودستوره الناظم لعلاقات اللبنانيين بعضهم ببعض. إنها شهوة السلطة التي لم يعد يكبح جماحها وجع الناس والتدمير الممنهج للمؤسسات وتعطيل أدوارها».

أضاف «إن مشكلة هذا العهد أنه يعيش عقدة التاريخ ويحاول يائساً الثأر منه، فهو لا يجيد السير إلاّ عكس التاريخ ولا يُجيد إلاّ القراءة في كتاب القسمة. عهدنا أبداً ودائماً أن نبقى ننهل من معين مدرسة الإمام السيد موسى الصدر وحامل الأمانة دولة الرئيس الأستاذ نبيه برّي دروس وتعاليم الوحدة والعيش المشترك لحماية لبنان وصيانة سلمه الأهلي من أجل أن يبقى وطناً لجميع أبنائه».

بدوره، غرّد النائب علي بزّي عبر حسابه على «تويتر»، قائلاً «معروف بالصوت والصورة واللون والشعار من يأخذ البلد والشعب إلى جحيم الدمار وجهنم النار». وقال «للتاريخ إن الرئيس نبيه برّي هو الذي أوجد الميثاقية، حامياً كل مكوّنات الوطن، خصوصاً المسيحيين، ومدافعاً صلباً عن الدستور من أجل كرامة كل اللبنانيين».

وأكد النائب هاني قبيسي في تصريح «أن لبنان في وضعه الراهن لم يعد يحتمل أن يأسره أحد الحالمين إشباعاً لنزواته الرئاسية والشخصية الضيّقة وبتكريس اعراف جديدة وتجاوز الدستور».

وقال «حذارِ الانقلاب على الطائف واقلعوا عن الاختباء وراء شعارات طائفية مذهبية إرضاءً لأهوائكم الشخصية الوطن للجميع وليس إرثاً عائلياً لأحد، انصتوا للغة العقل تلمّسوا وجع الناس، احتكموا للدستور وكفّوا عن المغامرة بالوطن الذي كان وسيبقى «.

ورأى النائب علي خريس في تصريح أن «من يحاول أن يرشق الرئيس برّي بسهام الكذب والخداع وتعمية الحقائق والتلطي وراء بيان من هنا وتصريح من هناك، للسير قدماً في عرقلة تشكيل الحكومة التي ستُعالج الأزمات التي يعيشها البلد لتحقيق مصالح طائفية ومذهبية، لا يخدم المسيحيين ولا المسلمين ولا سائر ابناء الوطن».

وغرّد النائب محمد نصرالله عبر «تويتر»، كاتباً «استخدام شعار الإصلاح والتغيير باستغلال أصوات الناس من أجل تحقيق مصلحة خاصة ولو أدى ذلك إلى تعطيل الحياة العامّة على قاعدة من بعدي الطوفان. لهو التفسير الطبيعي لما آلت إليه الأمور في لبنان».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى