الوطن

التهاب الدولار يُشعل الشارع ومحتجون يهاجمون مؤسسات عامّة ومطاعم

قطع طرق وتوتر في طرابلس و10 جرحى من الجيش

تواصلت في اليومين الماضيين، الاحتجاجات وقطع الطرقات في مختلف المناطق اللبنانية بسبب غلاء المعيشة والارتفاع القياسي لسعر صرف الدولار.

وأمس قُطع أوتوستراد الدكوانة – سن الفيل، بالإضافة إلى قطع طريق في جبيل بالإطارات المشتعلة، ليعاود الجيش  فتحها. كما قطع المحتجون طريق جديتا العالي.

وفي صيدا رشق بعض المحتجين مبنى مؤسسة «مياه لبنان الجنوبي» بالحجارة. وقد توجه عدد من المحتجين إلى مبنى المؤسسة في محلة البوابة الفوقا، ونفذوا وقفة احتجاجية عند مدخله.

من جهة أخرى، أعادت مخابرات الجيش فتح طريق صيدا – جزين في بلدة وادي بعنقودين بعدما عمل عدد من الشبان على قطعها احتجاجاً على تردّي الأوضاع المعيشية وارتفاع سعر الدولار.

إلى ذلك، قطع محتجون السير عند ساحة النجمة في صيدا بالإطارات المشتعلة، ثم توجهوا إلى مدخل مبنى البلدية وحاولوا اقتحام البوابة الحديدية، إلاّ أن الجيش منعهم من ذلك وعمل على إبعادهم إلى الخلف. وأقدم مواطنون غاضبون على قطع الطريق عند ساحة الشهداء في صيدا بالعوائق الحديدية، وأبقوا على مسرب لمرور سيارة واحدة.

كذلك أقفل عدد من سائقي السيارات والفانات في صيدا، الطريق عند المدخل لشمالي للمدينة بالسيارات وتجمّعوا وسط الطريق احتجاجاً على إقفال محطات الوقود أبوابها وعدم تعبئة مادة البنزين للسائقين والمواطنين، وسط إجراءات أمنية اتخذها الجيش اللبناني. كما قام عدد من أصحاب السيارات العمومية بقطع الطريق بسياراتهم امام محطة كورال قرب مبنى أوجيرو. وتمّ إقفال طريق رئيسي في منطقة الدامور يربط الجنوب بالعاصمة بيروت.

وشمالاً قطع محتجون أوتوستراد أنفه – شكا بشاحنة تحت جسر برغون احتجاجاً على تردي الأوضاع الاقتصادية.

وبقاعاً تم إحراق إطارات احتجاجاً على الأوضاع المتردية عند مفرق قبّ الياس. و عمد محتجّون إلى قطع طريق المصنع. كما قُطع طريق سعدنايل بالإطارات.

وقطع محتجون الطريق بالإطارات المشتعلة أمام مستديرة السفارة الكويتية.

ومساء السبت في منطقة التل ـــ طرابلس، أصيب تسعة عسكريين بجروح بعدما أقدم شبّان يستقلون دراجات نارية على رمي قنابل صوتية باتجاه قوة من الجيش كانت تعمل على حفظ الأمن أثناء احتجاجات شهدتها المنطقة.

وفي ساحة النور شارع الجميزات ـــ طرابلس، وأثناء قيام قوة من الجيش بمهمة حفظ الأمن ومنع التعدّي على الأملاك العامة والخاصة، تعرّضت للرشق بالحجارة ما أدّى إلى إصابة أحد العسكريين.

وأفادت غرفة العمليات في جهاز الطوارىء والإغاثة في طرابلس، أنه على إثر الاحتجاجات التي حصلت، وجاءت حصيلتها 18 إصابة بين مدنيين وعسكريين، تم اسعافهم جميعاً، فيما نقل 4 منهم إلى المستشفيات لتلقي العلاج.

ونفّذ الجيش انتشاراً واسعاً في شوارع المدينة وأمام السرايا الحكومية والمؤسسات الرسمية واستقدم تعزيزات عسكرية، وتمكن من إعادة السيطرة على الوضع الميداني وفتح الطرق أمام حركة السير.

وكانت جابت مسيرات راجلة شوارع طرابلس احتجاجاً على الأوضاع المعيشية الصعبة وارتفاع سعر صرف الدولار، حيث نفّذ المحتجون وقفات أمام منازل عدد من السياسيين في المدينة في ظلّ انتشار كثيف لعناصر الجيش اللبناني ورددوا الهتافات المنددة بالمسؤولين، مطالبين باستقالتهم ومحاكمتهم.

وعندما وصل المحتجون إلى أمام منزل النائب محمد كبارة سُمعت أصوات أعيرة نارية في المكان وحصل هرج ومرج وتدخلت عناصر الجيش اللبناني وفرضت طوقاً في المكان وأبعدت المحتجين.

واقتحم عدد من المحتجّين محل «أبو صبحي» لبيع الشاورما في محلة الجميزات في طرابلس، حيث تصدّى لهم عمّال المحل الذي تعرض للتكسير على أيدي المحتجّين، وقد دفع ذلك المولجين بأمن المحل إلى إطلاق النار ما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى وأفيد أن حالة أحدهم خطرة.

وعلى الفور حضرت قوة من الجيش وعملت على ضرب طوق أمني حول المحل الذي أقفل أبوابه.

وأطلق الجيش القنابل المسيلة للدموع بهدف تفريق المحتجين في شارع الجميزات. وتمكّن عدد من المحتجين من الدخول إلى الساحة الخارجية لمصرف لبنان فرع طرابلس بعد أن خلعوا البوابة الحديدية واجتياز العوائق.

سعد

إلى ذلك، أكد الأمين العام لـ»التنظيم الشعبي الناصري» النائب أسامة سعد، في بيان  «أهمية التحركات الشعبية الاحتجاجية في مواجهة سلطة العجز والفشل والفساد ودفاعاً عن حقوق الناس ومستوى عيشهم، ومن أجل خلق ميزان قوى جديد يفسح المجال أمام محاسبة المرتكبين والمجرمين بحق الشعب اللبناني الذين خربوا الاقتصاد ونهبوا خيرات البلاد، كما يمهد الطريق أمام التغيير».

وأشاد بـ»مبادرة الشباب المناضلين إلى إطلاق هذه التحركات»، داعياً «سائر اللبنانيين إلى الانخراط في كل أشكال التحرك السلمي الاحتجاجي، والشباب المبادرين إلى نسج صلات تفاعل وتكامل وثيقة مع سائر المواطنين».

ونبّه إلى «ضرورة الحفاظ على الأملاك العامّة والخاصة، وإلى تجنب إلحاق أي أضرار بالمنشآت والمؤسسات العامّة التي هي ملك الشعب اللبناني على الرغم من إقدام منظومة الفساد الحاكمة على وضع يدها عليها في هذه المرحلة، إلاّ أن تلك المنشآت والمؤسسات ستعود يوماً ما للقيام بدورها في خدمة الناس»، معرباً عن «الثقة بقدرة الشباب والحركة الشعبية على ابتداع أشكال متجدّدة ومبتكرة من أساليب التحرك الضاغط على المنظومة الحاكمة، تكون فعّالة وكبيرة الأثر ومن دون أن تسبب أي إساءة أو أضرار».

حمدان

بدوره، كتب أمين الهيئة القيادية في «حركة الناصريين المستقلين – المرابطون»  العميد مصطفى حمدان على مواقع التواصل الاجتماعي «قطّاع الطرق ليس لهم دخل بالثوار والمنتفضين والجائعين والواقفين مذلولين أمام محطات البنزين، ولا المضروب على رأسهم لأن الدولار بـ17000 وعلى صعود، ولا الذين أولادهم لا يشربون الحليب المفقود، ولا ضحايا مجزرة النقد الوطني».

أضاف «الحاكمون يتصارعون بحرق الدواليب والدخان على وزيرين مسيحيين حسب ما يقولون، وقطّاع الطرق ينفّذون أوامر عمليات شدّ الحبال السياسي في لعبة السيرك الحكومية».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى