أولى

سيبقى عيد الجيشين

ليس بيد أعداء لبنان وسورية القدرة على تغيير الجغرافيا، فسيبقى البلدان على تماس جغرافي وتداخل عائلي وتشابك المصالح والمصير بحيث يستعصي الفك بينهما، كما ليس بيد هؤلاء الأعداء القدرة على اللعب بالتاريخ، ليس بمعناه الشامل فقط، الذي يؤكد الترابط المصيري في المحطات التاريخية، وليس أدلّ على ذلك من محطتي المواجهة مع المستعمر الفرنسي والمحتلّ الإسرائيلي، وصولاً للمواجهة المشتركة مع الإرهاب، فالتاريخ بحضوره في المناسبات الوطنية عصي على التلاعب والعبث.

فيما يجمع السوريون على أنّ جيشهم كان عنوان وحدتهم وانتصاراتهم في الحرب الظالمة التي شنت على بلدهم خلال عشر سنوات، يكاد لا يوجد ما يجمع بين اللبنانيين غير جيشهم، وليس عبثاً أن يكون الأول من آب هو اليوم الذي يحتفل اللبنانيون والسوريون بعيد الجيش.

رغم كلّ محاولات التغييب سيبقى الأول من آب يوماً للجيشين اللذين تقول سيرتهما إنهما في الملمات واحد، فعندما شنت على الجيش اللبناني حرب نهر البارد، وكانت العلاقات السياسية بين الحكومتين اللبنانية والسورية في أسوأ أحوالها، لم يجد الجيش اللبناني الا المدد والسند من الجيش السوري بمعزل عن ألاعيب السياسة التي جعلت التحريض ضدّ سورية شغلاً لبعض اللبنانيين.

يحلّ الأول من آب، ولبنان وسورية في حال التفاف حول جيشهما، وفي توقيت يحتاج البلدان اتخاذ العلاقة بين الجيشين نموذجاً للعلاقات بين البلدين، علاقات تنطلق من الإيمان بالمصير المشترك والقيم المشتركة، وتقوم على التنسيق والتعاون وتبادل الخبرات، والانطلاق من تشخيص العدو بوضوح لا لبس فيه، الاحتلال والعدوان والإرهاب، الثلاثي الذي ترتكز عليه العقيدة القتالية للجيشين، ويجب أن تشكل مفهوم الأمن القومي في البلدين وأساس العلاقة بين البلدين والحكومتين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى