الوطن

«القومي» أرجأ المؤتمر العام والمجلس القومي حرصاً على وحدة الحزب وتجاوباً مع مبادرات وتمنيات القيادة السورية الحسنية: أعِد القوميين الاجتماعيين بأننا سوف نضع حدّاً لحالة التفلت والانشقاق ولمنتحلي الصفة بكلّ الوسائل المتاحة لكي يبقى حزبنا واحداً موحَّداً بدستوره ومؤسّساته ونظامه

عقد المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الإجتماعي جلسة برئاسة رئيسه النائب أسعد حردان وحضور رئيس الحزب وائل الحسنية، واتخذ قراراً بتأجيل انعقاد المؤتمر العام والمجلس القومي.

بعد ذلك، عقد مجلس العمُد في الحزب، جلسته الدورية في دار سعاده الثقافية والاجتماعية برئاسة رئيس الحزب وائل الحسنية، الذي أبلغ العمُد مضمون قرار المجلس الأعلى. وتمّ عرض شؤون حزبية وعامة، والتطورات السياسية الحاصلة في لبنان والأمة.

ثم عقد رئيس الحزب بحضور العمُد، اجتماعاً للمنفذين العامين وهيئات المنفذيات في لبنان والشام حضورياً وعبر تطبيق زوم، وقدّم عرضاً شاملاً للأوضاع العامة وللخطوات والمبادرات التي قامت بها قيادة الحزب، في سبيل تحصين الحزب ووحدته. وكانت مداخلات لعدد من المنفذين العامين وأعضاء هيئات المنفذيات.

وفي ختام الاجتماع ألقى رئيس الحزب وائل الحسنية كلمة ضمّنها مواقف سياسية وأفرد حيّزاً للحديث عن الوضع الحزبي وتأجيل انعقاد المؤتمر والمجلس القومي، ومما جاء في كلمته:

رفيقاتي رفقائي،

منذ حصول الاستحقاق الانتخابي بتاريخ 13/9/2020 وما تخلله من مخالفات جسيمة وتزوير وسقوط أخلاقي لم يشهد حزبنا مثيلاً له منذ تأسيسه وما تلاه من ارتكابات من الفريق المنتحل للصفة ابتدأت بحلّ المحكمة الحزبية وبانتهاج سلوك التمرّد والانقسام والتحريض عليه، إضافة إلى المراوغة والتفلت، وبرغم ذلك لم توفر قيادة الحزب جهداً من أجل إنهاء حالة الانشقاق والتشرذم التي تنهك حزبكم وتضعفه، ووضعت نصب أعينها تحصين الحزب ونهوضه، لكي يستمرّ حزباً فاعلاً وقوياً، مؤدّياً لواجباته القومية في معارك المصير والوجود، خصوصاً في مرحلة حساسة ودقيقة ملأى بالصعاب والتحديات.

إنّ حزبكم، الحزب السوري القومي الاجتماعي، في نشأته وطبيعته، هو حزب صراع ومقاومة، وكلما كان قوياً وموحّداً يتمكن من تحقيق مبادئه وغايته وانتصار قضيته، وبالتالي فإنّ المحافظة على قوة حزبكم ووحدته في كلّ الميادين، لا سيما دوره في مقاومة الاحتلال والإرهاب، بأعضائه ومؤسّساته مجتمعة في مقدمها «نسور الزوبعة» التي تخوض إلى جانب الجيش السوري معارك مشرفة وتقدّم الشهداء دفاعاً عن أرضنا وشعبنا. وتصادف هذه الأيام ذكرى الانتصار في حرب تموز ـ آب 2006، حيث كرست المقاومة معادلة الردع في مواجهة العدو الصهيوني. لذلك نؤكد التمسك بخيار المقاومة وسلاحها.

إنّ العمل على تثبيت سيادة الأمة على نفسها والدفاع عن مصالحها العليا، هو من خلال اعتماد المقاومة نهجاً وخياراً وسبيلاً وحيداً لتحرير كل أرضنا بدءاً من تحرير فلسطين والجولان ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا من الاحتلال الصهيوني، إلى تحرير كلّ شبر محتلّ وسليب، وطرد المحتلين والمستعمرين.

إنّ المؤسّس الزعيم أنطون سعاده أكد أنّ «القوة هي القول الفصل في إثبات الحق القومي أو إنكاره»، فإذا كنا أقوياء ونحن كذلك، نثبت حقنا ونصونه، أما إذا كان عدونا الوجودي قوياً وهو ليس كذلك، فإنه يٌنكر علينا حقنا. لذلك فإنّ العبرة هي في تعزيز قوتنا، وصقلها بوحدة الروح والنهج، بالتعاضد والتآزر، بالنهوض والصراع، لنحقق انتصاراتنا الكبرى وعندها تسهل مهمة الإصلاح ومكافحة الفساد وترقية الحياة السياسية بمضامين المبادئ القومية الاجتماعية.

إنّ أمتنا تواجه تحدّياً وخطراً مستمراً وحصاراً اقتصادياً فرض على شعبنا بعد حروب عدوانية وإرهابية، هدفه إحداث فوضى اجتماعية تؤدي إلى انهيار كلّ ما هو قائم من نظام عام ومؤسسات، فإذا نجح هذا الاستعمار والحركة الصهيونية في تحقيق هذا الهدف، نكون أمام «سايكس ـ بيكو» جديد، كناية عن محميات وبؤر طائفية، مذهبية، عرقية، قبلية، تغرق بلادنا في أتون التنابذ والاقتتال، وتشرع للقوى المعادية السطو على ثروات الأمة ومواردها ومقدراتها، واستباحة سيادتها وكرامتها، وتكريس شريعة الغاب محل شريعة الحق والحرية.

لذا، نحذّر من خطورة إجهاز القوى الاستعمارية والمعادية على ما تبقى من مؤسّسات في كيانات الأمة، لأنه في حال حصل ذلك، ستفرض صياغات جديدة لأنظمة ومؤسّسات على شاكلة النظام الطائفي في لبنان، الذي هو ولّادة حروب وأزمات.

وحيال هذا الخطر، نؤكد أننا سنقف بحزم في مواجهة كلّ ما يُحاك للبنان من مخططات مشبوهة، وسنقوم بما علينا للحفاظ على ما تبقى من مؤسسات إيماناً منا بأنّ مؤسسات الدولة مهما كانت هشّة وضعيفة، هي أرحم من دويلات الطوائف والمذاهب والإتنيات، ولا بدّ من تطويرها على قواعد الشفافية واحترام القوانين بما يحقق آمال أبناء شعبنا.

 

 

 

 

 

 

 

 

إنّ لبنان الذي نريد، هو لبنان الذي أراده سعاده، «نطاق ضمان للفكر الحر»، منتمٍ إلى بيئته الطبيعية ومحيطه القومي، وليس منصة لنشر ثقافة التوهين والتحريض والفتنة، والانسلاخ عن محيطه وبيئته، وعليه، فإننا لن نقبل على الإطلاق، بأن يتحوّل هذا البلد إلى مجموعات ومحميات تستدرج عروض الاستثمار الخارجي، بغية تنفيذ أجندات تؤدي إلى انهيار البلد.

إنّ كبح الإنهيار يتمّ من خلال تشكيل حكومة بأسرع وقت تتحمل مسؤولياتها في معالجة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية وعلى كلّ الصعد، قبل أن ينحدر البلد إلى الأسوأ، أما النكد السياسي والمنافع الطائفية والمذهبية والجهوية، فهي دائماً العامل الأساسي في انهيار لبنان الذي نحذر منه، ومن إعادة اللبنانيين إلى مربع المجهول والفوضى والحروب التي لا تنتهي.

من هنا، كان حرصنا ولا يزال، على ضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة، لتقوم بما عليها، وليس الاستسلام للفراغ الذي نرى كيف تتمّ تعبئته بالأحداث الأمنية الخطيرة، كما حصل في خلدة، وبطروحات الفدرلة والتقسيم، وبخطابات التحريض والشحن وبدعوات الانفلات من القيم والضوابط والنظام.

بالأمس كانت الذكرى الأولى لانفجار مرفأ بيروت، هذا الانفجار الذي أحدث صدمة كبيرة لكلّ اللبنانيين، نتيجة سقوط عدد كبير من الضحايا، ونتيجة الضرر البالغ الذي لحق بهذا المرفق العام والعاصمة بيروت. وما هو مؤسف أن تمرّ هذه الذكرى من دون الوصول إلى الحقيقة حول أسباب الانفجار وتحديد المسؤوليات، وأخشى ما نخشاه، أن يكون الاستثمار في هذا الانفجار الكارثي قد تقدّم على مسار الحقيقة وألم أسر الضحايا ومعاناة المتضررين، لذلك ندعو إلى التزام الأصول والقوانين والشفافية المطلقة وصولاً إلى كشف الحقيقة.

كما نقف بحزم في مواجهة مخطّط تصفية المسألة الفلسطينية، ونؤكد أنّ العدو الصهيوني باحتلاله لفلسطين، يشكل خطراً على لبنان والشام وكلّ الأمة، فهذا العدو ينفذ عدواناً متواصلاً على الشام بانتهاكه السيادة اللبنانية، وعليه، فإنّ مواجهة الخطر الصهيوني هي بتحصين عناصر قوة لبنان لكي لا يكون ممرّاً للعدوان على الشام، ومواجهة الخطر تكون بدعم مقاومة أبناء شعبنا في فلسطين لإنهاء الاحتلال العنصري الإرهابي.

كما أننا نرى ضرورة قومية في التعاون والتآزر بين كيانات ودول المشرق، على الصعد كافة، ونعتبر أنّ سورية ـ الشام بما تمتلك من إرادة الصمود ومضاء العزيمة وصلابة الموقف، هي المؤهلة للإمساك بزمام الأمور وقيادة أي مشروع تعاضدي وتكاملي، اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً.

أما على صعيد الوضع الداخلي في الحزب السوري القومي الاجتماعي، والذي نشأ على أثر انتخابات 13 أيلول 2020، وما شابها من مخالفات جسيمة وعمليات تزوير وسقوط أخلاقي، أضرّت بالحزب وتجربته الفريدة لجهة تداول السلطة في مؤسّساته بنزاهة وشفافية، مما حمل المتضررين على سلوك مسارات الطعن استناداً إلى حقوقهم الدستورية وبالرغم من محاولات التعطيل التي قام بها منتحلو الصفة والمزوّرون صدرت عدة قرارات سواء عن المحكمة الحزبية الشرعية بإبطال نتائج تلك الانتخابات وعن القضاء المدني حتى أنّ المحكمة غير الشرعية التي شكّلها منتحلو الصفة لم تتمكّن إلا من إبطال الانتخابات المزوّرة، وقد ترافق ذلك مع مبادرات أطلقناها تهدف جميعها إلى وحدة الحزب من خلال عقد مؤتمر عام وانتخابات وقد رعت القيادة السورية، مشكورة، تحت هذا العنوان مبادرة لتوحيد الحزب وأبدت كل الحرص على وحدته ودوره الريادي، وإننا نقدّر عالياً هذا الدور ونرى فيه تثبيتاً وترسيخاً للتحالف المصيري الذي تعمّد بالدماء والتضحيات والوقفات المشتركة، ولتحقيق هذه الوحدة تمّ تحديد عدة مواعيد لانعقاد المؤتمر العام والمجلس القومي لم تلق جميعها تجاوباً من منتحلي الصفة.

ونتيجة للجهود التي قامت بها القيادة السورية، أعلن الفريق المنتحل الصفة موافقته خطياً على تاريخ 6 و7 و8 آب 2021 موعداً لانعقاد المؤتمر والمجلس القومي، وإعلان التزامه بهذا التاريخ أمام الراعي القومي، وقد وافقت قيادة الحزب على هذا التاريخ، إلا أنّ هذا الفريق المنتحل للصفة، ووفقاً للنهج الذي اعتمده في انتخاباته المزوّرة تنصّل من التزاماته وأصرّ من دون أيّ تبرير على إبقاء الحزب في وضعية الانقسام.

إنّ القيادة السورية من خلال حرصها على وحدة الحزب وما بذلته وتبذله من جهود جبارة في هذا الصدد، وإفساحاً في المجال أمام فرصة إضافية نسعى من خلالها مع هذه القيادة، مشكورة، إلى تحقيق وحدة الحزب، وبناء على قرار المجلس الأعلى الموقر، نعلن السير في عملية تأجيل موعد إنعقاد المؤتمر العام والمجلس القومي. وأعدكم بأننا سوف نضع حدّاً لحالة التفلت والانشقاق ولمنتحلي الصفة بكلّ الوسائل المتاحة لكي يبقى حزبكم واحداً موحَّداً بدستوره ومؤسّساته ونظامه.

وختم قائلاً: وإذ اعلن قرار تأجيل موعد انعقاد المؤتمر العام والمجلس القومي إلى تاريخ 1 و2 و3 تشرين الأول 2021، فإنني أكرّر الشكر لكلّ من سعى ويسعى إلى وحدة حزبنا، وعلى رأسهم القيادة السورية ممثلة بالرئيس الدكتور بشار الأسد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى