الوطن

احتفال بذكرى إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بو حبيب: لبنان ممتن لمساعدة ودعم الصين له مينجيان: سنواصل تعزيز التعاون العملي

أقامت السفارة الصينية احتفالات افتراضية، لمناسبة الذكرى الـ72 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، بالذكرى الـ50 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين لبنان والصين.

وألقى وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب كلمة استهلها بتهنئة «الصين شعباً وقيادة بالذكرى الـ72 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية»، متمنياً لها «المزيد من الازدهار والتقدّم».

وقال «نحتفل اليوم أيضاً بالذكرى الخمسين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين لبنان والصين، والتي تم إرساؤها في تشرين الثاني عام 1971، وهي ذكرى ذات أهمية بالغة لنا لأنها تعزّز روابطنا مع دولة عظمى، غنية بثقافتها وتاريخها وعطاءاتها للإنسانية على مرّ الأزمنة. على مدى خمسين عاماً، تميّزت علاقة لبنان بالصين بالصداقة والاستمرارية والاحترام المتبادل. ولبنان ممتن لدعم الصين له في المحافل الدولية نصرةً لقضاياه المحقة، ولاسيما تحرير أرضه من الاحتلال الإسرائيلي ورفض العدوان عليه والحفاظ على حقوقه وموارده وأمنه واستقراره، عبر مشاركتها بقوات يونيفيل والتزامها تكريس سيادته واستقلاله ورفض التدخل بشؤونه الداخلية. كما يُقدّر لبنان دعمها له لمواجهة عبء استضافة الأشقاء اللاجئين والنازحين رغم الظروف الاقتصادية والمالية الصعبة التي يمرّ بها والعمل على عودتهم إلى ديارهم متى سمحت الظروف».

أضاف «بدوره يحترم لبنان وحدة الصين ويرفض الإساءة إليها والى شعبها ويؤكد تعاونه معها بما يصون مصلحة البلدين العليا ويعزّز الروابط بينهما. كما يُثمّن شعب لبنان المساعدات الصينية خلال الأزمات وخصوصاً بعد انفجار 4 آب الذي دمّر جزءاً كبيراً من عاصمتنا بيروت ومرفئها الحيوي، مخلّفاً أكثر من 200 ضحية وآلاف الجرحى».

وتابع «بموازاة ذلك، تستمر الصين بالتنسيق والتعاون مع لبنان لمواجهة جائحة كورونا عبر تقديم مئات آلاف اللقاحات والمساعدات الطبية الأخرى لاحتواء هذا الفيروس والتغلّب عليه والحدّ من تداعياته السلبية. هذا ويعتبر لبنان أن الصين شريك تجاري أساسي لاقتصاده، ويتطلع إلى تعزيز مكانته معها في إطار مبادرة الحزام والطريق، كما يأمل توسيع نطاق التعاون عبر رفع الاستثمارات المتبادلة خصوصاً في المجالات الحيوية، والعمل لزيادة التبادل التجاري معها وتقديم التسهيلات وتجاوز العقبات وتفعيل الاتفاقيات».

واعتبر أن مساهمة الصين لإنشاء معهد عالي للموسيقى في لبنان تشكّل زخماً لتعزيز العلاقات الثقافية، كما أن إنشاء معاهد لغوية صينية من شأنه أن يكون نافذة للبنانيين على الحضارة الصينية العريقة وآدابها وكتّابها.

كما ألقى السفير الصيني تشيان مينجيان كلمة أشار فيها، إلى أن منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين لبنان والصين شهدت العلاقات بينهما «تطوراً مستقراً بفضل الجهود المشتركة من قبل الجانبين، وظلّ البلدان يتبادلان الدعم في القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية والانشغالات الكبرى للجانب الآخر، وحقق التعاون العملي في مختلف المجالات بين البلدين نتائج مثمرة باستمرار. ومنذ بداية هذا العام، قدّم الجانب الصيني إلى الجانب اللبناني من خلال القنوات الثنائية والمتعدّدة الأطراف، دفعات عديدة من المساعدات من ضمنها اللقاحات المضادّة لفيروس كورونا والمساعدات الإنسانية المادية. وساعدنا الشركات اللبنانية على المشاركة النشطة في الدورة الـ129 لمعرض الاستيراد والتصدير الصيني والدورة الخامسة لمعرض الصين والدول العربية ومعرض الصين الدولي لتجارة الخدمات. واخترق التبادل الثقافي والإنساني بين البلدين عوائق الجائحة، حيث عقدت بنجاح سلسلة من الفعّاليات الاحتفالية بالذكرى الخمسين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين الصين ولبنان، بما فيها الحفلة الموسيقية الصينية اللبنانية للاحتفال بعيد الربيع الصيني ومسابقة الرسم للتلاميذ اللبنانيين، ولقيت تجاوباً حارّاً».

وتابع «قبل أيام، تم تشكيل الحكومة الجديدة في لبنان، نتقدم بتهانينا الحارّة لها، ونتمنى بكل إخلاص أن يعمل الشعب اللبناني سوياً بروح الفريق الواحد، ويتضامن في تجاوز الصعوبات الحالية من أجل مستقبل يسوده السلام والأمن والازدهار»، مؤكداً أن «الجانب الصيني  سيواصل دعم سيادة لبنان واستقلاله وسلامة أراضيه كالمعتاد وتشجيع البحث في سبل تعزيز التعاون العملي على أساس المنفعة المتبادلة في إطار تشارك الجانبين في بناء الحزام والطريق، وتقديم ما في وسعه من المساعدات إلى الجانب اللبناني، والعمل على حسن تنفيذ مشروع المعهد الوطني اللبناني العالي للموسيقى المموّل من قبل الحكومة الصينية والمشاركة الفعّالة في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان وتقديم مساهمة أكبر للحفاظ على السلام في لبنان والمنطقة».

وأردف «في الوقت الراهن، ما زالت جائحة كورونا تتفشى في العالم. وإن هزيمتها واستعادة النمو الاقتصادي لأمرٌ يمثّل الأولوية الأولى للمجتمع الدولي. فعلينا التمسك بمفهوم مجتمع تتوافر فيه الصحة للبشرية وتعزيز التضامن والتعاون لتجاوز الصعوبات العابرة، والرفض القاطع لجميع المحاولات لتسييس الجائحة ووضع العلامات الجغرافية على البلدان الأخرى وتشويه سمعتها. فمن أجل تنفيذ الوعد المهيب من فخامة الرئيس الصيني شي جين بينغ بجعل اللقاح الصيني منتجاً عامّاً عالمياً، سيقدّم الجانب الصيني دفعة جديدة من 300 ألف جرعة من اللقاح الصيني كهبة للجانب اللبناني».

وختم «ستُفتتح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية ودورة الألعاب الأولمبية الشتوية للمعاقين عام 2022 في بكين بعد أقل من 4 أشهر. نرحب ترحيباً حاراً بمشاركة اللاعبين اللبنانيين في مسابقات الأولمبياد ببكين، كما نرحّب بتفرج الأصدقاء اللبنانيين على الألعاب بطرق مختلفة. في هذه المناسبة، أود أن أجدّد الشكر الجزيل لجميع الأصدقاء اللبنانيين على اهتمامهم بالصين ومتابعة أحوالها، وأشكر الأصدقاء اللبنانيين والمواطنين الصينيين في لبنان على مساهمتهم في توطيد الصداقة الصينية اللبنانية وتعزيز التعاون القائم على المنفعة المتبادلة بين البلدين. وأتمنى لكم موفور الصحة والعافية والنجاح والتوفيق، كما أتمنى للمواطنين الصينيين عيداً وطنياً سعيداً وكل عام وأنتم بخير».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى