الوطن

«الحملة الأهلية» اجتمعت في مقرّ المجلس النسائي اللبناني بحضور «القومي»: الفيتو الأميركي ضدّ وقف العدوان الصهيوني على غزة كشفَ زيف ادّعاءات واشنطن

في أجواء اليوم العالمي لحقوق الإنسان بعد 75 عاماً لإعلانه، بعد مرور 64 يوماً على ملحمة «طوفان الأقصى» وما رافقها من بطولات كبيرة وتضحيات جسيمة، وفي الذكرى السادسة والأربعين لانتفاضة الحجارة، وتحية للمرأة الفلسطينية والعربية المقاومة،
عقدت الحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الامة إجتماعها الأسبوعي بالتعاون مع المجلس النسائي اللبناني في مركزه بحضور ناموس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الإجتماعي سماح مهدي والمنسق العام للحملة معن بشور، ورئيسة المجلس النسائي اللبناني عدلا سبليني زين، ومقرّر الحملة د. ناصر حيدر وأعضاء الحملة والمجلس النسائي.
بشور
افتتح الاجتماع بالوقوف دقيقة صمت إجلالاً وإكباراً لأرواح شهداء غزة وعموم فلسطين وجنوب لبنان، وتحدث بشور فقال:
لا شك أنّ دور المجلس النسائي اللبناني في حياتنا الوطنية منذ الإستقلال كان دوراً كبيراً، ويؤكد على أهمية المرأة اللبنانية بل على أهمية المرأة العربية عموماً، وهي فرصة لنهنئ رئيسة المجلس النسائي اللبناني بانتخابها أميناً عاماً مساعداً لاتحاد النساء العربي، وهذا دور لبنان دائماً في طليعة كل دور عربي جامع، وبالتأكيد تربطنا بهذا المجلس علاقات قديمة، وربما إحدى السيدات التي ترأست هذا المجلس الدكتورة زاهية قدورة والسيدة إقبال دوغان، وبوجود السيدة عدلا سبليني زين اليوم تتعمّق هذه الروابط كما بوجود أخوات معروفات بوطنيتهن والتزامهن بقضية لبنان والمنطقة.
واليوم فإنّ قضية فلسطين باتت الشغل الشاغل لكلّ أحرار العالم، فكيف باللبنانيين واللبنانيات الذين أمضوا سنوات من عمرهم مرتبطين بالنضال من أجل فلسطين وحقها. ونحن سعداء بأن نلتقي في هذا المقر الذي تفوح منه رائحة النضال الطويل والمستمر، وأن نضالنا من أجل حقوقنا القومية لا ينفصل أبداً عن نضالنا من أجل الحقوق الإجتماعية وفي طليعتها حق المرأة في كامل حقوقها، وحقها في منح الجنسية لأبنائها.
سلبيني زين
ثم تحدثت رئيسة المجلس النسائي اللبناني عدلا سبليني زين فأكدت أنّ ملحمة «طوفان الأقصى» البطولية صدمت جيش الإحتلال ورافقها بطولات كبيرة وتضحيات جسيمة أذهلت العالم بأسره وكشفت أن العالم تتحكم به شريعة الغاب وقانون القوة لا قوة القانون .
ووجهت التحية للمرأة العربية والفلسطينية المقاومة التي لها دور فعّال في مواجهة الإحتلال، والنضال الشعبي للمحافظة على كرامتها وصون حقوقها كاملة وضمان مشاركتها في صناعة القرار السياسي والتنموي وإثبات وجودها في مختلف الهيئات والإتحادات والمؤسسات الوطنية والمجتمعية بشكل عام.
مهدي
ثم كانت كلمات لعدد من المشاركين في الاجتماع. وتحدث ناموس المجلس الأعلى في «القومي» سماح مهدي، فقال:
يقول مؤسّس الحزب السوري القومي الإجتماعي الشهيد أنطون سعاده «ليس العمل القومي وقفاً على الرجال، لن يكون العمل قومياً حتى تشترك فيه المرأة وتكون عضواً عاملاً فيه». وأية عضوية أفخر من أن تقدم فلسطين – حتى الآن – خلال ملحمة طوفان الأقصى 6000 شهيدة. وذكرت آخر التقارير أنّ هناك 142 أسيرة من غزة في معتقلات العدو من بينهن قاصرات.
ويقول سعاده: قد تدرك المرأة بقلبها ما لا يمكن للرجل أن يدركه بعقله.
ولنا في الشهيدة سناء محيدلي والشهيدة دلال مغربي وكلّ الشهيدات خير دليل على أنّ المرأة جزء أساس من عملية الصراع.
وعندما سئل سعاده هل تؤمن بأنّ المرأة هي نصف المجتمع، أجاب بكلّ جرأة بل أؤمن أنها أمّ المجتمع.
دمتن أمهات صابرات مجاهدات مربيات، تنجبن أجيالاً ستحقق النصر في وقت قريب.
بيان
وصدر عن المجتمعين بيان تضمّن تحية إلى أهلنا في غزة وعموم فلسطين على صمودهم الأسطوري وحيا بطولات شعبنا في الضفة الغربية وجنوب لبنان في تصاعد مواجهاته مع المحتلّ وانتصاراً للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ورأوا أنّ هذا الصمود المقرون بالمقاومة البطولية بدأ يعطي ثماره رغم الآلام والخسائر الكبرى التي مُني بها شعبنا على يد العدوان والمعتدين.
لاحظ المجتمعون أنّ الفيتو الأميركي على مشروع المجموعة العربية بوقف العدوان على غزة، جاء في أجواء اليوم العالمي لحقوق الإنسان ليكشف زيف ادّعاءات الإدارة الأميركية بالحرص على حقوق الإنسان. وهو الادّعاء الذي كان وراء العديد من الحروب والفتن والاضطرابات التي شهدتها مناطق عدة في إقليمنا والعالم، ورأى المجتمعون في هذا التزامن فضيحة جديدة للسياسة الأميركية والتي كانت أغلبية الأميركيين معترضين عليها لا سيّما طلاب الجامعات وإدارات الجامعات المرموقة والتي أدّت إلى ممارسة ضغوط شديدة عليهم.
توقف المجتمعون أمام الذكرى 36 لانتفاضة الحجارة في فلسطين ولاحظوا حجم الارتقاء في أساليب الكفاح الفلسطيني عبر العقود من نضال بالحجارة إلى قتال بالصواريخ والمسيّرات، مما يؤكد أنّ مسيرة الشعب الفلسطيني ومقاومته تتطور من مرحلة إلى أخرى باتجاه التحرير الكامل للأراضي العربية المحتلة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
حيّا المجتمعون أهلنا في الجنوب المقاوم الصامد مترحمين على الشهداء الأبطال في عيترون والطيبة والقرى الجنوبية، كما حيّوا أبطال المقاومة داعين إلى التفاف اللبنانيين جميعاً حول جيشهم ومقاومتهم تحت سقف الإنتماء الوطني الذي يتجاوز أي انتماء آخر.
ورأوا أنّ المقاومة اللبنانية التي تقوم بواجبها تجاه أهلنا في غزة في مواجهة المذابح والمحارق التي يواجهونها إنما تقوم أيضاً بواجبها في الدفاع عن لبنان الذي لا يخفي العدو الصهيوني نواياه العدوانية اتجاهه، كما أنها تقوم بواجبها في تحرير ما تبقى من أرض لبنانية محتلة من مزارع شبعا إلى المناطق الأخرى على امتداد الشريط الحدودي .
دعا المجتمعون إلى استمرار الفعاليات المساندة لأهلنا في غزة وعموم فلسطين وجنوب لبنان محيين المبادرات التي ملأت لبنان كله.
حيّا المجتمعون قوى التحرر العالمي التي ملأت شوارع العالم تنديداً بالمجازر الصهيونية بحق شعبنا الفلسطيني ودعوا إلى تكامل كلّ الجهود في استمرار هذا التحركات باعتبارها إحدى الوسائل الفعّالة للضغط على الإدارة الأميركية وداعمي العدو الصهيوني من أجل وقف العدوان على أهل غزة وعموم فلسطين .
أكد المجتمعون أنّ أمتنا أمام انتصار كبير، وعليها أن ترتقي إلى مستواه وتسعى إلى تحصينه كي لا تتكرر تجاربنا مع انتصارات سابقة حيث تمّ تجويفها وتعطيل آثارها وتحويلها أحياناً إلى هزائم .

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى