أولى

حكومة الكيان والمرونة المزيفة

– منذ بدء الحرب التي قررها الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو على غزة تحت شعاري اجتثاث حركة حماس واستعادة الأسرى دون تفاوض، والمقاومة تَعِد جيش الاحتلال ومن خلفه أميركا بالقتال والصمود حتى إفشال حربهما، وجلبهما إلى طاولة تفاوض لا طريق سواها لاستعادة الأسرى، والمقابل هو شروط مقبولة من المقاومة لتبادل الأسرى وإنهاء الحرب على غزة وفك الحصار واطلاق خطة اعادة الإعمار. وفي بنود ولدت مع الحرب، ضمان عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة وتأمين تدفق المساعدات الإنسانية على سكان غزة.
– تخلّت حكومة الكيان عن أوهامها بالقدرة على الحسم العسكريّ، وسلّمت بأن التفاوض طريق إلزاميّ لاسترداد الأسرى، لكنها لم تفهم بعد كل المعادلات، ولذلك تمارس التذاكي والتلاعب بالكلمات والسعي لكسب الوقت، وبعد مناورات كثيرة لاتفاق هدنة وتبادل أسرى، تعلن أنها طوّرت موقفاً إيجابياً تنصح المقاومة بعدم إضاعته كفرصة أخيرة. وعند التدقيق في العرض الأخير، نجد أنه جمع تبادل الأسرى بما أضيف بفعل الحرب الى شروط المقاومة، عودة النازحين وتدفق المساعدات، وبينما يضع رقابته المهيمنة على هذين البندين، لا يقترب من موضوع الانسحاب الشامل لقواته من غزة ولا لفك الحصار ولا لإعادة الإعمار.
– المقاومة تتعامل بدقة وانتباه مع ملف التفاوض وهي تختار كلماتها، لأنها تتعامل مع عروض قدمتها دول تحرص المقاومة على الحفاظ على موقف إيجابي لديها تجاه المقاومة، ولذلك فهي تفضل مناقشة ورقة الاحتلال لا مقترحات مصر وقطر، وقد قدّمت حكومة الاحتلال وملاحظاتها على مقترحات المقاومة، وسوف ترد المقاومة على الرد، لكن ما يقوله إعلام الكيان كافٍ لنعرف ما في رد حكومة الاحتلال، حيث يردّد أن حكومته قبلت كل شروط حماس ما عدا وقف الحرب، أي أنّه يريد أن يحصل على أسراه ثم يستأنف تدمير ما بقي من غزة وقتل من بقي حياً من سكانها، كما قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية.
– المرونة التي يتحدّث عنها الكيان ويردّد الأميركي من ورائه ليست إلا مرونة مزيّفة تغيّرت فيها الكلمات لتغطية الأفعال ذاتها. فالحصار باقٍ والاحتلال باقٍ وساعة الحرب بيد الاحتلال عند نهاية التبادل.

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى