أولى

الشيطان المتحوّل إلى لبنانيّ…

 كلود عطية

الحقد الطائفيّ والساحات الإرهابية المشرّعة لتجار الدّم والقتلة وقناصي الرؤوس.. هي اللغة التي يُتقنها المتحدث باسم العدو الأول.. وهي الفلسفة القصصيّة التي تروي حكايات الموت وعشق الحصاد لأرواح الآخرين المتهمين باعتناق دين لا يشبه المشعوذين والأصنام والمرتدّين…

هي بلاد الظلّ حيث تُسجن الحقيقة وراء قضبان الذل، والمعرفة الملونة بقوة الجهل التي لا يُبصرها إلا العميان..

هنا حيث لا نقاوم إلا «المقاومة» بأيديولوجيات الإلغاء والقتل والسرقة والفساد والتبعية والبغض والتدمير والحرب، وسرقة الأرواح من الأجساد، كما طعن الجنين في أحشاء الأم..

 هو كأس الماء المتحوّل إلى دم بيد العشّار الأكبر وتاجر الحمام والكلام وبيع الأعضاء البشرية بعد فرزها بالخنجر والسكين وحربة البندقية المعادية.. هنا الشيطان المتحوّل إلى لبناني، والمولود من قبر الصهيونية البغضاء.. تراه لا يشبه شيئاً.. مجرد خيال لا تعرفه الأرض ولا تعترف به السماء.. لا يتنفس إلا رائحة الموت، ولا يأكل إلا من الجثث التي رسمتها بندقية صيده للإنسان.. وتشويه وجه الإنسانية.. حيث لا تجوز الرحمة إلا في قتل الحيوان الذي يأكله ويشرب من دمه.. ولا تجوز الصلاة إلا في مواجهة الله وخلقه..

لا يمكن لهذه الغابة أن تهدأ ولا يمكن أن تشعر الحيوانات حتى المفترسة منها بالأمان.. لأنه الشيطان الذي لا يكون إلا حيث يكون القتل.. في كل مكان وكل زمان.. هو النوراني الذي لا يعرف النور ولا يعيش إلا في الظلام.. هو ابن الظلمة.. والموت.. حيث لا يليق به إلا الفراغ.. في اللازمن.. واللاوجود.. علها تعود لأبناء الحياة.. الحياة.. ويبقى الصراع لذة الوجود.. من أجل النهضة، والمقاومة سيدة الكلمات…

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى