إلا هُدى العقلِ أهل العز ما اتبعـوا

} يوسف المسمار

طـبـيعـةُ الحِـقـدِ والبُهـتـانِ قاتـلـة ٌ

مهما بها الناسُ في ألوانها انخدعـوا

لأنَّ في الحُبِّ لا في الحقـدِ قد جُبلتْ

مبادئُ الخيرِ وازدانتْ بها الشِرَعُ

فأسْلَمُ الدينِ قلبٌ لا يُـداخلُـهُ

البغيُّ والغيُّ والطغيانُ والجَـشَـعُ

وأصْلحُ الشرعِ عـقـلٌ راشدٌ فَـطِنٌ

يَسْتكشفُ الحقَّ مهما هاجت البِـدَعُ

فلـيـسَ كالوعيِّ للانسانِ يُـرْشِــدُهُ

وليـسَ كالعـقـلِ بالإنسانِ يَـرْتـفـعُ

إنْ غُـُـيِّبَ الوعيُّ لا معـنى لأنسنةٍ

أوعُـطِّـلَ العقـلُ سادَ العُـتْهُ والصَرَعُ

فمـدخـلُ النـورِ وعيٌّ هاديٌّ وبـهِ

كـلٌّ المتاهاتِ والألغـازِ تنـقـشـعُ

فـتـظهـرُ الدربُ نحـوَ الحقِّ واضحةً

لكـلِّ من سارَ بالعـرفـانِ يندفـعُ

ويُـدْركُ الناسُ أنَّ البــدءَ أولُــهُ

تأسيسُ نَـهْـجٍ بهِ الإنسانُ ينـتـفـعُ

وكانَ ما كانَ في تأسيسِ نهضـتـنا

فجرٌ من الوعيِّ روحَ الجهلِ يقـتـلعُ

فحالـةُ الوعيِّ ما نسعى لها أبـداً

من سارَ بالوعيِّ في الأوهامِ لا يَقَـعُ

تَعْزيزُنا الوعيِّ بنـيـانٌ دعائمُهُ

العلمُ والخيـرُ والتطـويـرُ والورَعُ

لـنهـضةِ الشـعـبِ قـدّمنا مبادئـنا

بالحُبِّ والودِّ لوْ صوتَ الهُـدى سمعوا

وحكَّـموا العـقـلَ في أحوالِ عيشتهمْ

واستلهموا الحبَّ لا البغضاءَ واجتمعـوا

لو آثروا الصدق في ما بـينهمْ لرؤوا

أصلَ العداواتِ كانتْ وحدها الشِيـعُ

فَـمَنطـقُ الحـقِّ يعـني أن وحـدتـنا

بالحبِّ تـنمـو، وبالأحقـادِ تـنقـطـعُ

ومَنْهجُ العـدلِ يقضي في عقيدتـنا

أن نقهـرَالجبنَ مهما استفحلَ الهَلَـعُ

وشـرعةُ العـزِّ تعـني في قضيتـنا:

إنْ لـمْ نجاهـدْ من التاريخِ ننشلـعُ

وغايةُ الفعلِ في التأسيس روعَتُـها

إنْ عـتَّـمَ الكونُ نـورَ الكونِ نَخْترعُ

تأسيسُنا اخـتـطَ للإبـداعِ وجهتَه

مع كل يـومٍ مدى الإبـداعِ يتـسعُ

فنحنُ في الأرضِ أشْعَـلنا منائرنا

بنافعِ الفكرِ مِشْعالاً لمن خُدِعـوا

ونحنُ في الناسِ أطلقـنا فضائلنا

لتنقـذَ الناسَ من ذلِّ الألى خنعـوا

ونحنُ في الكونِ لن تخبو مشاعُلنا

ما دام للعـزِّ منْ يسمو به الولَعُ

مهما طغى الجهلُ حالُ الجهلِ ذائلة ٌ

ما دامَ في الناسِ من بالعقـلِ يقـتـنعُ

في سوريا العـقـلُ قـد كانتْ ولادتُـه

إنْ فارقَـتْـه انـتهى وانـتابهُ الصَرَعُ

أو باركتهُ انتشى في حضنها وغـدا

حـتـماً إلى اللهِ بالإنسـانِ يرتـفـعُ

فآيـةُ النصـرِ تأسيسٌ خلاصتُـهُ:

إلاَّ هُـدى العقـلِ أهلُ العزمِ ما اتـَّبعـوا

ما فازَ بالنصرِ إلاَّ فتيةٌ نهضوا

واستأصلوا الجَهَلَ والأحقادَ واقـتلعـوا

شاعر قومي مقيم في البرازيل