الوطن

السفير الصيني: سنواصل دعم لبنان لتجاوز الصعوبات العابرة

عقدت سفارة الصين ندوة افتراضية مساء أول من أمس، احتفالاً بالذكرى الـ50 لإقامة العلاقات الديبلوماسية بين الصين ولبنان. وكانت للسفير الصيني تشيان مينجيان كلمة تقدّم في مستهلها، نيابةً عن الحكومة الصينية بأحرّ التهاني بهذه المناسبة. وقال «على مدى الخمسين عاماً الماضية، تعمّق التعاون العملي بين الصين ولبنان باستمرار. ظلّت الصين من أكبر الشركاء التجاريين للبنان لسنوات عدّة متتالية. انضم لبنان إلى مبادرة «الحزام والطريق» في عام 2017 والبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية في عام 2021. ومنذ فترة طويلة، استمر الجانب الصيني في تقديم مساعدة من دون أي شروط سياسية إلى الجانب اللبناني عبر القنوات الثنائية والمتعددة الأطراف، وبخاصة بعد تفشي جائحة كورونا وانفجار مرفأ بيروت، قدّم الجانب الصيني إلى الجانب اللبناني المستلزمات الطبيبة والمساعدات الإنسانية في اللحظة الأولى، على أمل مساعدة لبنان على الخروج من الأزمة فى يوم مبكر».

 ورأى أن  «العالم يمرّ اليوم في تغيرات لن يشهدها منذ مئة عام، والوضع الدولي الراهن معقد ومتقلّب. وتواجه كل من الصين ولبنان مهاماً وتحديات تاريخية»، معتبراً أن «تكريس الصداقة التقليدية بين الصين ولبنان وإجراء التعاون الثنائي والمتعدّد الأطراف بمعايير أعلى لا يتفق مع المصالح المشتركة للبلدين وشعبين فحسب، بل يصب أيضاً في الازدهار والاستقرار في المنطقة. ستصون الصين دوماً السلام العالمي وستساهم دوماً في التنمية العالمية وستُدافع دوماً عن النظام الدولي».

 وختم «سيواصل الجانب الصيني كالمعتاد دعم لبنان في صيانة سيادته واستقلاله وسلامة أراضيه وتعزيز الدعم المتبادل والتعاون مع الجانب اللبناني في الشؤون الدولية والإقليمية والعمل المشترك مع الجانب اللبناني على صيانة العدالة الدولية والتعددية والتجارة الحرّة وتشجيع التباحث حول سبل تعزيز التعاون العملي على أساس المنفعة المتبادلة في إطار تشارك الجانبين في بناء «الحزام والطريق». كما سيواصل الجانب الصيني تقديم ما في وسعه من المساعدات إلى الجانب اللبناني والمشاركة الفعّالة في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان ودعم الشعب اللبناني للعمل سوياً بروح الفريق الواحد والتضامن في تجاوز الصعوبات العابرة وتقديم مساهمات أكبر في إقامة المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك».

 وألقى رئيس مجلس إدارة «فرنسبنك» عدنان القصار كلمته عبر الفيديو عرض فيها للعلاقات التجارية بين الصين ولبنان، مؤكداً أننا «سننهض بلبنان مرّة أخرى، وسنفعل ذلك مع شركائنا وأصدقائنا وأولهم الصين. سيتغيّر العالم للأفضل. نحن سعداء إذ نرى الصين تقود معركة الكفاح ضد تغيّر المناخ والفساد. وبذلك تلعب جمهورية الصين الشعبية دوراً فاعلاً ليس لمصلحتها فحسب بل للجميع، انطلاقاً من مبدأ المنفعة المتبادلة».

 وختم «سنلتقي مرة أخرى، ونحتفل، وليس عبر الإنترنت، فقد علمتني التجربة ألاّ شيء أسمى من العلاقات الإنسانية والصداقات الحقيقية لا الافتراضية».

 وتحدث المدير العام في وزارة الثقافة علي الصمد فقال «صحيح أن المسافة شاسعة بين لبنان والصين، غير أن الصين قطعت وعداً بتقصير المسافات. لم تنكث الصين بوعدها، فمنذ إطلاق مبادرة الحزام والطريق قبل ثمانية أعوام، شهدت العلاقات اللبنانية -الصينية زخماً كبيراً تعدّى حركة التبادل التجاري ليطال المجالات كافة ولا سيما المجال الثقافي. فقد فتحت الصين أبوابها أمام الفنانين والمبدعين اللبنانيين واستضافت عشرات الوفود من رسميين وغير رسميين عاملين في القطاع الثقافي. كذلك فقد استضفنا في لبنان، وفي مناسبات متعددة فرقاً فنية صينية حملت أجمل ما لدى الصين من فنون وإبداعات. كما وضعنا برنامجاً تنفيذياً في المجال الثقافي وقمنا بتوقيع اتفاقية لإنشاء مراكز ثقافية في كل من لبنان والصين. ولكن تبقى أكبر هدية قدمتها الصين للبنان على الإطلاق هي الهبة المخصّصة لإنشاء مبنى حديث ومتطور للمعهد العالي للموسيقى في ضبية وأنا على ثقة بأن هذا الصرح سيكون رمزاً رائعاً للصداقة اللبنانية ـ الصينية».

 وكانت كلمة لمدير الشؤون السياسية والقنصلية في وزارة الخارجية والمغتربين السفير غادي الخوري، أشار فيها إلى أنه «على مدى العقود الخمسة المنصرمة، عرفت علاقاتنا السياسية تعاوناً وثيقاً، فكانت المواقف الصينية السياسية داعمة للقضايا اللبنانية الرئيسية، ووقفت الصين إلى جانب لبنان لتحرير أرضه وتكريس سيادته وحفظ سلامة أراضيه»، لافتاً إلى أن «مشاركتها من ضمن قوات يونيفيل تؤكد حرصها على ترسيخ السلم والاستقرار في جنوب لبنان وعلى تطبيق قرار مجلس الامن الدولي 1701 الصادر عام 2006. ولبنان بدوره ساند المواقف التي تحفظ أمن الصين ووحدتها واستقرارها، ورفض ما يسيىء الىمصالحها وسمعتها وشعبها الصديق».

وختم «إني على يقين بأن مستقبل العلاقات الديبلوماسية اللبنانية الصينية سيكون واعداً، كونها قائمة على الاحترام المتبادل والتفهّم والتفاهم والتعاون لما فيه مصلحة البلدين».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى