أولى

الحرائق بفعل فاعل

من يتاربع تاريخ الحرائق في لبنان لن يصعب عليه اكتشاف أن نسبة هذه الحرائق في فصل الصيف تعادل نصفها أو أقل من نسبتها في فصل الخريف، وأن شهري تشرين الأول والثاني يتصدران القائمة بتسجيل الرقم القياسي لهذه الحرائق.

المساحات الواسعة التي انتشرت فيها الحرائق خصوصاً في المناطق الحرجية، بغياب أسباب تفسر بقانون الصدفة هذا الحجم وهذا الانتشار، يلقي ظلال الشك دائماً حول صلة الحرائق بفعل فاعل يبقى مجهولاً على الدوام.

في مرة سابقة جرى التداول بطائرات مسيرة تابعة لجيش الاحتلال ألقت مواد سريعة الاشتعال فوق المناطق الحرجية ثم قامت بإلقاء شعلة عليها، وهناك من يقول دائماً أن موسم الحرائق المرتبط بتشرين يتزامن مع مواسم المفاحم التي يزداد الطلب عليها مع ارتفاع أسعار المحروقات بطريقة جنونية على أبواب فصل الشتاء.

طالما يجري الحديث عن نهضة قضائية، فالفرصة مؤاتية لنشهد قضاة مستقلون وشجعان يكشفون الجهات التي تقف وراء هذه الحرائق، ليكون ذلك عامل ردع لتكرار هذه الكارثة سنوياً، وما يترتب عليها بيئياً كبير وخطير.

يستحق العاملون في الدفاع المدني وجمعيات الكشاف والهيئات الشعبية التحية لمساهماتهم بأجسادهم العارية في إطفاء الحرائق، خصوصاً كشاف الرسالة والهيئة الصحية والدفاع المدني والشرطة البلدية في بلدات الجنوب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى