أخيرة

هذا هو الواقع بالضبط!*

} يكتبها الياس عشّي

بعد مرور سنوات من الدمار الممنهج الذي شهدته سورية ومن قبلُ العراق، ما زال العرب ينحنون أمام الصهاينة، بمبادرة من هنا، وأخرى من هناك، ثم يقفون عراة أمام تراجع آخر يضاف إلى تراجعاتهم التي لا تنتهي.

فمنذ نكبة فلسطين والأمور تزداد سوءاً، وإنْ بقوالب أخرى. فما الفرق بين تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، والاستيلاء على بيوتهم، وتحويلهم إلى أرقام في سجلات الأونروا، وبين تهجير مليون عراقي مسيحي بعد استيلاء القوات الأميركية على العراق، ومليون آخر سوري مسيحي بعد الهجمة البربرية على سورية، والتي تضبط إيقاعاتها دول عالمية وإقليمية؟

وما الفرق بين ما ارتكب بحقّ معلولا وبراد وصدد وصيدنايا، وما ارتكب، وما زال يرتكب، بحقّ المسجد الأقصى في القدس المحتلّة؟

لا فرق على الإطلاق، والهدف يبقى واحداً: تدمير البنية الحضارية لسورية الآرامية الكنعانية، وتهميش الرسالتين المسيحية والمحمديّة، والتأسيس لمجتمع حاضن للفكر اليهودي الصهيوني.

*مقطع من مؤلفي «الرقص في عيد البربارة على الطريقة الأميركية».

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى