إمامُ البَشَر
} يوسف المسمار
الحـقُ أنـَّـا في الوجـودِ حقيقـةً
رَفَضَ المُجادلُ أم أرادَ فـواحدُ
لن يلتغي سفـرُ الإلهِ ولـو غـدا
جهلُ الخلائقِ عكسَ ذاكَ يُؤكِّـدُ
في دفـتـرِ الكونِ العجيبِ كتابةٌ
ملأى بما شــاءَ الإلهُ ويقصدُ
قُـرَّاءُ هـذا الكـونِ نحنُ بـذاتـنا
وهُوَ المفيـدُ وليس غيرهُ أفيَـدُ
فإذا قـرأنا بالبصيـرةِ والحجى
كُشِفَ الغطاءُ وكلَّ ســرٍّ نشهدُ
آياتُ ما يحـوي الوجودُ أمامنا
تهـدي لما ما لا يُطالُ وتُـرْشــِدُ
يا أيهـا الإنسان أعملْ بالهُـدى
فَهُـوَ الرسولُ الدائـمُ المُتَجَدّدُ
لا شأنَ للإنسانِ دون هدايةٍ
مَجدُ التأنسُن بالهـداية يَخْـلُـدُ
آيُ المحبة في الإلـهِ عطاؤهُ
للناس وعْـياً لا يُحَـدُّ ليهتدوا
وأرادَ موهـبةَ الهدايةِ دافعاً
نسمو بها وبغيرها لا نَصْعدُ
فتألُّـهُ الإنسان فعـلُ هـدايـةٍ
إن ضَلَّ خابَ وبالغِوى يترمَّدُ
اللهُ قـد كَـتـبَ الكـتــابَ لأنـهُ
لا خالقٌ من غيرِ خَـلْـقٍ يُعـبَـدُ
وقضى على الإنسانِ فرضَ قراءةٍ
إنَّ القـراءةَ في الوجودِ تَعَـبُّـدُ
نحنُ القراءةُ سرُّ وعيِّ وجودنا
من دونها نَرِدُ الضلالَ ونجحدُ
فاللهُ نــورُ العـالميـن إلهُـنـا
والكـونُ سفـرٌ للألـوهة يَشهَـدُ
وقراءةُ الكونِ البديعِ صَلاتُنا
واللهُ فـي غير الهُدى لا يُحمَدُ
اللهُ والإنسانُ والكونُ البديعُ:
خـلـيـقـةٌ، وقـراءةٌ، وتـوَحُّـدُ
يا أيها الناسُ الألوهةُ قدْ دعتْ
للنـورِ فاعتبروا ولا تـترددوا
فرسولُ ربِ العالمين هُـوَ الهُدى
فتنافسوا بهُدى الهُدى وتقيَّدوا
لتَـشِعَ أسرارُ الـوجـودِ أمامكمْ
ويفيض بالنورِ البعيـدُ الأبعَـدُ
قد شاء رب العالمين من الهُدى
نوراً يشيرُ إلى الصلاحِ ويُرشدُ
ويحرّكُ الأجيالَ كي تحيا بعـزٍ
في الحيــاة، وبالإبـاء تُجاهـدُ
وتناهضُ الأشرارَ بالعزمِ المدمّرِ
ما يجـدُّ من الشـــرور ويُـولـدُ
لتعـيشَ في هـذي الحياةِ عزيزةً
وتـثـور تجتـثُّ الطغاة وتخمـدُ
لا حقَّ في هذا الوجود لأي شعبٍ
خانـعٍ وعلى التـخـاذلِ يـرقــدُ
إن الهُـدى يعـني الحيـاة كريمةً
وبلا الكـرامـةِ كـلُّ عُـمرٍ فاسدُ