إرهاب
أستميحك عذراً سيدي… سيد المقاومة… فللحديث بقية…
من هو الإرهابي يا حضرة الملك؟ وماذا تسمّي من ينهب ثروات الأمة هو وعائلته ويصرفها على ملذّاته الشاذة وعلى قصوره ويخوته وطائراته الخاصة والسيارات المذهّبة، بينما شعوبنا تجوع وتعرّى ولا تجد لها من منفذٍ سوى ركوب أمواج البحر شمالاً طلباً للنجاة فيغرق من يغرق وينجو من ينجو، كالمستجير من الرمضاء بالنار!
ماذا تسمّي يا حضرة الملك… من ينفق مئات بلايين الدولارات على شراء كلّ أنواع الاسلحة لشنّ حروب في المنطقة وإشعال نزاعات بين شعوبها لا طائل من ورائها سوى خدمة لألدّ أعداء الأمة… لتبقى الأمة منشغلة بذاتها قتلاً وتدميراً وإبادة وكراهيةً، بينما يجلس أعداءها سعداء بما يرون ويكدّسون مئات البلايين هذه في جيوبهم، وبينما تسيل الدماء أنهاراً وتتحطم بنياتنا التحتية وتقطع الرؤوس وتنتهك الحرمات؟
ثم ماذا تسمّي من يدّعي أنه مسلمٌ وهو يقيم العلاقات الحارة ويستحث الآخرين على إقامتها مع عدوّ يحتلّ أقدس مقدسات المسلمين ويدنسها وينتهكها ليل نهار، ويقوم بتهويدها، ويفتك بشبابها وشاباتها وأطفالها وشيوخها وهم يحاولون بالصدر العاري الدفاع والذود عنها نيابة عن الأمة برمّتها، بل لا يتورّع عن القبض على بعضٍ من مناضليهم ممن كرّسوا حياتهم لتحرير المقدسات والزجّ بهم في غياهب السجون… ثم أخيراً وليس آخراً ماذا تسمّي من يدّعي الإسلام ويدعي العروبة وهو يمدّ يد المحبة والودّ والصداقة، ومنذ مئة عام من تحت الطاولة الى ألدّ أعداء الأمة… ثم، وحينما يصدر أمر العمليات له للكشف عن هذه العلاقة الفاسقة الخائنة… يصرخ بالفم الملآن… فلسطين ليست قضيتي.