نشوز
حينما ترى تصرفات ناشزة، لا تنسجم مع السياق المنطقي لأيّ تجمّع سكاني متناغمٍ يطلق عليه شعب من الناحية التشكيلية او دولة من الناحية التنظيمية، فتش عن أميركا.
زيلينسكي، يستفز دولة عملاقة هي روسيا، فيستدعي أعداءها للتموضع في بلده لتهدّد هذه الدولة، والتي كانت منذ عقود فقط الشقيق العضوي لشعبه، يمارس كلّ أنواع العنصرية والاضطهاد والتغوّل ضدّ الجالية الروسية والناطقين بالروسية في بلده، ثم يتوّج كلّ ذلك برغبته، وهي في واقع الأمر رغبة أميركا، في الاستحواذ على أسلحة نووية، ستكون تهديداً مباشراً على بعد 5 دقائق من موسكو، ويتناسى أو تعميه تبعيته المطلقة لدولة تبعد آلاف الأميال عنه أنّ شبه جزيرة القرم هي ليست له، ولكنها في واقع الأمر ملك لروسيا، أهديت لأوكرانيا في عهد الاتحاد السوفياتي، ومن الطبيعي ان تستردّها روسيا في وجود حكم معادٍ كنظام زيلينسكي.
هذا ما يحدث تماماً حينما يتسلق الى السلطة في أيّ بلد في العالم مجموعة من المنتفعين من قوىً خارجية، فيغلّبون المصلحة الشخصية على مصلحة شعوبهم، ويستدلّ على خروجهم عن السياق المنطقي في تغليب مصلحة الأمة.
تصرفات ناشزة تلفت الانتباه لشدة شذوذها ولشدة تغليبها لمصلحة الخارج على مصلحة الوطن، لا يشابه مواقف زيلينسكي وعلى مستوىً صغير، سوى تنديد الحكومة اللبنانية ممثلة بوزير خارجيتها ورئيسها بالحركة الروسية دفاعاً عن أمنها القومي إرضاءً لأميركا وتغييباً للمصلحة الوطنية، وقبل ذلك إجبار وزير الإعلام الوطني الصادق ورجل الحقيقة، إجباره على الاستقالة إرضاءً للخارج، دون ان تبدو أيّ مصلحة وطنية قد تترتب على هكذا أفعال، ولا يفسّر مثل هذه الأعمال سوى وجود تشابك في المصالح الشخصية تغلبت على المصلحة العامة، مصلحة الوطن، ويستدلّ عليها فوراً لنشوزها وشذوذها، تماماً كالموسيقى، تؤذي الأسماع حينما يطلق أحد العازفين لحناً ناشزاً يجعل الجميع يتساءلون، ما هذا…؟