أخيرة

ندوة أدبيّة حول «احكي يا شهرزاد» للدكتورة دريّة فرحات

نظمت دار الأمير ندوة أدبية حول المجموعة القصصية «احكي يا شهرزاد» للدكتورة درية فرحات، ضمن فعاليات معرض بيروت العربي الدولي للكتاب الـ 63، وبمناسبة يوم المرأة العالمي.

أدار الندوة الأديب د. محمد إقبال حرب، وشارك فيها كل من: د. هالة أبو حمدان، ود. الروائية لطيفة الحاج قديح، والأستاذة غادة مقلد «جمعية تقدم المرأة».

وقال حرب: «لقد توقّف قطار رحلتنا هذا المساء في محطة شهرزاد حيث يتزاحم المريدون الهائمون عند دفتي سجل الحكايات بحثًا عن كوّة نور هامسين «احكي يا شهرزاد»، حكايات تستمد مدادها من أرحام سيّدات أبيْن الانكسار على هامش الحياة، وتمرّدن على جبروت المجتمع باسم العدالة الإنسانية التي تُقيّم المرء حسب عطاياه الفكرية والاجتماعية والأسرية لا حسب برامج الذكورية والعنصرية بأشكالها».

وقدمت د. هالة أبو حمدان مقاربة برؤيتها للرواية ومضمونها، سواء من الناحية القانونية والاجتماعية، حيث ابدت إعجابها بالروايات القصصية المقتبسة من واقع أليم يظلم المرأة على ما اقترفه الرجل بحقها، من دون ان يحميها المجتمع والتقاليد او حتى القانون في ظل سلطة مجتمعية وسياسية لا تنصفها، إلا أن كانت هي صاحبة القرار.

أما د. لطيفة الحاج قديح فكان عرضها للمجموعة القصصية من الناحية الأدبية والتقنية وحتى في تسلسل أحداث القصص التي روتها المؤلفة د. درية فرحات بإيجاز سلس ومترابط.

وأظهرت الحاج الأسلوب الأدبي الروائي في مجموعة «احكي يا شهرزاد» حيث أبدت أهمية الفكرة في إبراز تقاليد مجتمعات تنقلت في الروايات بتكرار في بعض الأفكار، للتأكيد على تشابه الأحداث.

من جهتها انطلقت الاستاذة غادة مقلد في كلمتها من موقعها في جمعيّة «تقدّم المرأة» في مدينة النبطية والتي تعمل على أهداف إنسانيّة، لذا اختارت بعضاً من مضمون المجموعة القصصية لتقارنها بالواقع المرير الذي تعيشه بطلات مجموعة د. درية فرحات، سواء لناحية الأحداث والتعب والظلم والفرض الاجتماعي، لتأتي التقاليد وتقييد للمرأة كما يريد الذكر في تلك المجتمعات. وكانت كلمة مقلد من خلال التجارب التي مرت على الجمعية، وكأن «احكي يا شهرزاد» تصوّر ذاك الواقع بأحداثه.

ختام الندوة كان مع د. درية فرحات الندوة التي شكرت الحضور والمشاركين، وقالت: «احكي يا شهرزاد» هي حكايات شهرزادُ التي سكتَتْ دهرًّا عن الكلامِ المباحِ عند الصّباح… فالكلامُ في الصباحِ مؤشرٌ لنهايتِها، وشهرزاد اليوم انطلقت لتعبّر عن داخلها، عن مكنون وجدانها، ومتى انطلق صوتها في الفضاء فلن تعود إلى شرنقتها تحبس نفسها، هذه هي شهرزاد التي أردتها، ففي ثنايا هذا الكتابِ حكاياتٌ لشهرزادَ منْ هنَا ومنْ هناكَ… مواقف من معاناتِها ومن أزمتِها في مجتمعِها بقالبٍ فنيّ سرديّ… وبما أنّ وتيرة الحياة دائمًا في تغير وتقلّب فإنّ الأدب يتأثر بهذه المتغيّرات، ما يسهم في ابتكارات أدبيّة، وفي ظهور أجناس أدبيّة تنطلق من الموجود لتصنع جديدًا. وهذا الجديد يحتاج إلى نقد تجاوزيّ يفتح آفاقه على أبعاد مختلفة.

فكان في طيّات هذا الكتاب القصة القصيرة جدا. ويتّصف هذا النوع بقصر الحجم والاعتماد على الإيحاء المكثف، بالإضافة إلى سمة التلميح والاقتضاب، واعتماد النفس الجملي القصصي المرتبط بالحركة والتوتر مع الميل إلى الحذف والإضمار، أمّا لغة القصة فقد تميل إلى لغة فيها الانزياح والصورة والخيال».

وبعد الندوة وقعت د. فرحات مجموعتها القصصية «احكي يا شهرزاد».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى