أخيرة

هكذا ينشد أعظم شعب على وجه الكرة الأرضية

هكذا ينشد الشعب الذي اقتحم العقبة، وما أدراك ما العقبة، يجوع ويُحاصر ويُدمّر منذ سبع سنين، ورغم ذلك فالتبرعات يجمعها الجائعون والمحاصرون والمحرومون والمرضى الى الشعب الفلسطيني، يجمعها شعب كلّ أيامه منذ سنين سبعٌ هي أيام ذات مسغبة، هكذا ينشد الشعب الذي حين وقع عليه عدوان تحالف الأعراب والصهاينة وكلّ قوى الهيمنة، لم ينبس ببنت شفة، ولم يتساءل كيف يقاوم العدوان، بل التزم صمتاً مطبقاً، واستلّ ما تيسّر من السلاح، ولم يسمع بعد ذلك سوى قعقعة هذا السلاح، ولا شيء سوى القعقعة، فصال وجال هذا الشعب العظيم، ورغم الاختلال الفادح في موازين القوى، صال وجال الحفاة الجائعين القابضين على الحسرة والجمرة والمرارة وظلم ذوي القربى، وهم الآن ينتصرون، وما من مانع لنصرهم…

هكذا ينشد الشعب اليمني العظيم، ردّدي أيتها الدنيا نشيدي، ردّديه وأعيدي وأعيدي، واذكري في فرحتي كلّ شهيدي، وامنحيه حللاً من ضوء عيدي، كم شهيد من ثرى قبر يطلّ، ليرى ما قد سقى بالدم غرسه، ويرى جيلاً رشيداً لا يضلّ، للفداء الضخم قد هيّأ نفسه، ويرى الهامات منا كيف تعلو، بضحى اليوم الذي أطلع شمسه، يا بلادي يا بلادي يا بلادي، نحن أبناء وأحفاد رجالك، سوف نحمي كلّ ما بين يدينا من جلالك، وسيبقى خالد الضوء على المسالك، كلّ صخر من جبالك، كلّ ذرات رمالك، كلّ أنداء ظلالك، في جنوبك وجدت أو في شمالك، ملكنا، ملكنا، ملكنا، إنها ملك أمانينا الكبيرة، حقنا، حقنا، حقنا، جاء من أمجاد ماضيك المثيرة، هي أرضي زرعت لي في فمي، بسمة الخير وناب الضيغم، وهو إيماني يؤاخي في دمي، فرحة النصر وحزن المأتم، فوجودي ليس يخشى عدمي.

سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى