حديث الجمعة

صباحات

1-4-2022

صباح القدس لليوم الموعود، وليس اليوم للكذبة بل للحقيقة، بل يوم لتحقيق الوعود، بصورة دقيقة، ففي فلسطين يستعدّ الشباب للمواجهة، وفي العالم قضية الدفع بالروبل الى الواجهة؛ الأولى تختصر قضايا الصراع، والثانية تصحيح تاريخي للأوضاع، في الأولى مقاومة أبشع انواع الاستعمار، وفي الثانية تهتز أركان امبراطورية الدولار، وفي الاثنتين تغيير لقواعد الاشتباك، وبناء ثابت لأول مدماك، وقد طال الانتظار، لرؤية كيف يصاب العدو بالارتباك، فـ»إسرائيل» التي قامت على حبل الكذب الطويل، تدرك اليوم أنه قصير قصير، كما الدولار الذي كان هزّه أقرب للمستحيل، يستشعر أصحابه اليوم مسيرة التغيير، فقد طال الأمد، حتى ظنّ الوهم انه حقيقة الى الأبد، وقد أورثه الأب للولد، لكن الحقيقة لا تمحوها قشرة طلاء، هكذا قال ضياء، وصرخ بوتين على الملأ، لا يعرف الذهب معنى الصدأ، ولا يغير الأرقام والوقائع، دفق الإعلام وخبر ضائع، فأعداد قتلى الاحتلال لأول مرة تعادل أرقام الشهداء، وأسعار النفط تعانق السماء، ومَن راهن على العقوبات لإضعاف الروبل، يجب أن ينال لتحقيق العكس جائزة نوبل، لأنه كمن راهن على القتل لإطفاء المقاومة، فعلق في صنارة الأيام القادمة، حيث ثورة حمراء تشتعل، ويبدأ الحديث عن شهر مقبل، وفي المقلب الآخر للصراع، تنقلب الأوضاع، فلم يعُد الميدان هو العنوان، بل حرب الطاقة والعملات، وكيف ستتصرّف أوروبا في ظل العقوبات، حيث لا ينفع العناد، في حماية الاقتصاد، والفوضى تهدد البلاد، والتراجع قالوا إنه ممنوع، وصوت الشارع مسموع، مع جنون الأسعار، وتوقف الأعمال، ومخاطر الانهيار، والشركات الى الإقفال. وهذه هي معادلة البحر من ورائكم والعدو من أمامكم أين المفرّ، وخط الأسعار صاعد بلا مستقر، فماذا سيفعل المتنمّرون، وكيف سيتصرفون، وكيفما تصرفوا مشكلة ومأزق، ومن لا يصدق فليتحقق، وبالعودة الى فلسطين، ماذا سيفعل الكيان، وقد حاول في جنين، فانطلق العنان في الضفتين، وإن ضبط المستوطنين، فقد الأمان على الجهتين.

2-4-2022

صباح القدس يا رمضان، وفلسطين تتفجّر بوجه الكيان، واليمن ينتصر على العدوان، وصباح القدس للدم، يستولد الأمل من الألم، وأوروبا ترتبك، وأميركا تتراجع، فالعالم كله مشتبك، يعضّ على الأصابع، والسؤال مَن يصرخ في البداية، ومَن سيكتب النهاية. ففي اليمن تقول اتفاقية وقف النار، إنها المرة الأولى مشروطة برفع الحصار، وتلك كانت شروط الأنصار، وقد حقق الردع شروطه، وفرض المنتصر خطوطه، فالصبر العظيم، طريق النصر العظيم، وفي فلسطين للصبر أمة، لا تنتظر انعقاد قمة، ولا تأبه للتطبيع، ولا للراعي والقطيع. فالشعب في الميدان، يكتب بالدم تاريخه، بالدهس والطعن والرصاص وعند الحاجة صواريخه. وفي أوروبا حرب النفط والغاز، فككت كل الألغاز، ووضعت الحرب في نصابها، وفتحت للتغييرات أبوابها. وهذا هو لمن لا يعلم، من ثمرات النصر في سورية وصمودها. فللنصر خيمة تتقدم، نصب في الشام عمودها، فهناك تكسرت النصال على النصال، وكانت حرب تقطيع الأوصال، وأسموها بحرب تكسير العظام، وكان المال والسلاح والإرهاب والإعلام، من مئة دولة ودولة، في ألف جولة وجولة، وهناك رحلت كما جاءت الأساطيل، وفشلت خطة «إسرائيل»، وهزم الأتراك، وهربوا من الاشتباك، وكسرت شوكة الإرهاب، وهرب من الشباك والباب. وها هو حلف المنتصرين يقطف الثمار، في اليمن وايران وروسيا والصين، كل في مجال يحقق الانتصار، ويرسم المسار، وإلا فلم تعود واشنطن الى الاتفاق النووي، وترتضي بالحل التسووي، وها هي اوكرانيا تقبل بالحياد، وإعادة النظر بهوية البلاد، ويفك عن اليمن الحصار، بعد ألف عاصفة واعصار، وتبقى ام الحروب فلسطين، حيث يقطع الشك باليقين، ففيها معنى الصيام، انتصار للحق بالفطرة، حيث تلتقي المسيحية بالإسلام، والدم هو الزكاة والفطرة.

4-4-2022

صباح القدس لشباب وصبايا فلسطين، يحملون كل اليقين، بأنهم صناع مستقبل الأمة، وتحرير بلدهم بأيديهم، فلم تعد تعنيهم مؤتمرات القمة، ولا مواقف الحكام تعنيهم، وكل يوم يمر، يثبتون فيه الأمر، بأن زمن الاحتلال، الى تلاشٍ وزوال. فالقتال لم يعد بحجم ونوع السلاح، والحرب صارت بالروح، وألف اجتياح، قد يزيد الجروح، لكنه لا يغير المعادلة، وقد تكرّرت المحاولة، والحصيلة ثابتة وتتجدّد، قوامها معادلة تتأكد، كل يوم «إسرائيل» تضعف، وتفوّقها حديث أجوف، فقوتها من صناعة الحكام العرب، عندما توقفوا عن الشعور بالغضب، وصاروا أتباعاً أذلاء، لا يفقهون في السياسة الألفباء، فلا يعرفون أن العدو يبقى عدوا، ولو أصبحت عنده جروا، فهو يعلم أنك تسلم له بما يعرفه حقك، لأنك خائف وخانع، ولذلك سيصنع حتفك، وأنت لن تمانع، فمن يهُن يسهل الهوان عليه، كل مَن تنازل عن الحق لا يركن إليه، لا من العدو ولا من الصديق، فهو لا ماء ولا زيت، بل مجرد إبريق، كلحم ميت، لا إحساس ولا شعور، مهما تغيرت الأمور، وقد فهم الفلسطينيون أنهم وحدهم أقوى، من كتلة الغبار المسماة حكومات عربية، او كتلة العار التطبيعيّة، وأن العدو يخشاهم أكثر، ويعرف انهم صاروا اخطر، وانهم والقدس أغلبية، وقد تخلصوا من القيادات الغبية، وها هم في معركة سيف القدس، وفي كل يوم شهيد وعرس، يكتبون بالنار اسم فلسطين، ويفرضون لها الحضور، لا يشغلهم يسار او يمين، فالقدس بوصلة لا تدور، وجهتها ثابتة لا تتحوّل، وباع أبنائها أطول، حاضرون في الميدان، مهما طال الزمان. وفي الجولة الجديدة، سيكتبون القصيدة، أننا هنا باقون، وتردد وراءهم الشعوب، نداء الحروب، يا قدس إننا قادمون.

5-4-2022

صباح القدس لسيف القدس، سيطال مجدداً الرأس، وفق معادلة جديدة لها الكثير في المعنى، قوامها حماية جنين، تقول إن عدتم عدنا، فالمقاومة تحمي فلسطين، وقدرة الردع لدى المقاومة، أداة تحمي لا تعرف المساومة، مثلما تدخلت لحماية الشيخ جراح، ستدخل هذه المرة لتحمي السلاح، فاقتحام جنين وارتكاب المجازر صار مرة، قبل عشرين عام، ولن يتكرّر هذه المرة، فاحسبوا الأيام، ولن يفيدكم التنسيق الأمني، ولا حشد الاحتلال والمستوطنين، ولا المجتمع المدني، والمستعربين، انظروا الى النصر اليمني، وتذكروا هنا جنين، منها خرج ثوار نفق الحرية، وكسروا معادلة جلبوع، ومنها ضياء القضية، قال لكم لا مكان للرجوع، قضيتنا لن تطول، يا قاتل يا مقتول، وستعلمون كيف تصير جنين غزة جديدة، تتحرّر ولا تبقى وحيدة، فتتبعها غزة مشابهة في الخليل، وأخرى في الجليل، ومثلها في بيت لحم، لا يتغير إلا الاسم. فالروح واحدة، تقاتل في حرب وجود، لا تهمها معاهدة، ولا تعترف بالحدود، فالأرض اسمها فلسطين، من البحر الى النهر، لا تتغير مع السنين، ولا يذلها القهر، ولا يطويها النسيان، وتذكروا أنه الشهر، شهر رمضان، حيث القدس تصوم الدهر، ولا تفطر على الكيان.

6-4-2022

صباح القدس للشرق، وقد أظهر قدرته على إحداث الفرق، وأسقط الأوهام، وأطاح بالغرور، وكذب الإعلام، في تصوير الأمور، فقد انتهى زمن امتدّ لقرون منذ الثورة الصناعية، عندما تحول الغرب الى قلعة إشعاعية، فكان هو مصدر التقنيات والمعارف، ونشأت فيه الصناعات والمصارف، وخرجت منه السياسة والفلسفة، وتنوّعت ابواب المعرفة، بينما كان يغط الشرق في الجهل والنوم العميق، وكانت ممالك البذخ والإسراف تعمي حكامه عن النهوض، فما عرف كيف يستفيق، ولا كيف يتلقى العروض، حتى تحوّل الى مجرد سوق وساحة، سيادته ومواده الخام وأسواقه مستباحة، وصارت المعادلة البسيطة، ان للعالم خريطة، فيها الغرب قادر على الاستغناء، وعنده لكل شيء من الشرق بديل، بينما الشرق في اي قطيعة معرض للفناء، والعيش فيه بدون الغرب مستحيل، حتى جاءت السنوات الأخيرة وأثبتت إيران القدرة على النمو في ظل الحصار، وتحويل التحدي الى فرصة. وتلتها الأنباء عن صعود الصين من خلف الأسوار، وحجزها مكانة مرموقة في الأسواق وأكثر من حصة، حيث أغلب شركات الغرب تعتمد عليها في الصناعة، ومنها تخرج الى العالم كل بضاعة. وها هي الحرب مع روسيا تكشف الأهم، وهو ان الغرب عندما يقاطع يعاني من الألم، فموارد الطاقة الروسية حبل سرة، وموارد القمح والزيوت والمعادن ليست للترف، وأن من يظن أن امتلاك المصارف يجعل حياته مستقرة، سيكتشف انه لن ينال هذا الشرف، وحتى سطوة الدولار، لم تعد كما كانت بداية عصر الاستعمار، فمعادلة الغاز بالروبل، اكتشاف يستحقّ جائزة نوبل، ولعله يفيد الغرب كسر العنجهية، وتعلم مساوئ العنصرية، وادراك ان الشراكة حاجة متبادلة، وانها لا تستمر الا بقواعد عادلة، وان القطيعة ليست ضرراً على طرف واحد، بينما الآخر يجني الفوائد، واكتشاف ان الشراكة حاجة وضرورة، سيغير الكثير في الصورة، وفي كل حال هذا مخاض العالم الجديد، حيث تعديل التوازنات، فقد انتهى زمن الأسياد والعبيد، وسطوة اللون الأبيض كصاروخ عابر للقارات، انطلاقاً من سوق الطاقة والقمح والحديد، الى توازن العملات، ويكفي النظر الى لقاء نصف الأرض، في روسيا والصين والهند وباكستان وايران، وتقاطع خطوط الطول والعرض، والعالم المتعدد الألوان، لإدراك ان زمن اللون الواحد ينتهي، سواء كان في العرق او السياسة او العملة، وان الرياح لا تسير كما يشتهي، من نسي أن للظالم جولة وللحق ألف جولة.

7-4-2022

صباح القدس لليمن يعيد تشكيل خصومه وفقاً لمقتضاه، وللعراق يضع حداً لأوهام مقتداه، وصباح القدس للبنان يؤرق ليل الكيان، ولسورية الصمود وإيران، لكن كل الصباح لفلسطين، حيث لا مجال للشك بوجود اليقين، فالمنطقة كلها رمل متحرك، وأعداء المقاومة في تراجع المرتبك، يغرقون في المتغيرات، وتجرف أحلامهم المعادلات، ففي اليمن إقصاء وإبعاد لرموز الفتن، أملاً باسترضاء أحرار اليمن، وفتح باب لسلطة جديدة، بعد فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة، تحجيم لصلاحيات منصور هادي، وإعفاء للأحمر، فالسعودية تقدّم رؤوسهم كالزبادي، تفادياً لأن تخسر، وهذا هو مصير من يبيع الوطن، مثال يؤخذ من حرب اليمن، وفي العراق رؤوس حامية تصطدم بالجدار، وتقول بالصوت العالي لا تصطدم مع الجار، وها هي أوروبا تصرخ من الألم، لأنها لم تتعظ ولم تتعلم، فمن يعاند التاريخ، يصاب بالفشل او بالصواريخ، ومن يعاند الجغرافيا، يخسر لأسباب خافية، ويسير على الجمر بأقدام حافية، وها هي «إسرائيل»، تقول إنها تخشى على طائراتها من صواريخ المقاومة، وتعترف بأن هيمنتها على الجو لم تعد قائمة، وتخشى ان تصل صواريخ ستينغر من أوكرانيا، الى غزة بين ليلة وثانية، حيث المرتزقة يبيعون السلاح، وقريباً يظهر في كل ساح، وسورية اول الرابحين، بحلف الأسد مع بوتين، وإيران تتساءل عن جدوى الاتفاق النووي، وقد استعادت مكانتها في السوق، وهي من موقع القويّ، تستعيد حقها المسروق، فتفرج البنوك عن أموالها، ودون اتفاق تتحسن أحوالها، وقد ترفع قريباً نسبة التخصيب، ليعلم البعيد والقريب، أن من جد وجد، ومن زرع حصد، وأن الذين يزرعون الرياح، يحصدون العواصف، ومن يلقون السلاح، بذريعة الخائف، او يسيرون كالقطيع، في ركب التطبيع، سيندمون على أفعالهم، ويسحبون سيئ أقوالهم، ويكتشفون أن من وقف مع فلسطين، وحده يربح، وأن أول الواصلين، من بدا كأنه عكس التيار يسبح.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى