أخيرة

داءُ الحماقةِ لا يُصيبُ الواعيا

} يوسف المسمار*

 

لا تحمقنَ ولو خدعتَ من الذي

آثرتَ أنْ يحيا وكنتَ مُضحيا

فالموتُ أهونُ من بلاهة ِعالم ٍ

ألفَ الحماقة َفاجراً متباهيا

أنتَ الذي أثبتَ أنكَ خيرٌ

وهوَ الذي قد صارَ نذلا ً واهيا

فطبيعة ُ الأشرار ِشرٌ كلها

والخيرُ يبقى في الأفاضل زاهيا

لن ينفع الإنسان علمٌ خارقٌ

إنْ كانَ عنْ حب ِالفضيلة ِ لاهيا

روحُ الفضيلة ِ في الأناة ِ ترعرعتْ

وبكل ِ ما يعني النهى هيَ ما هيا

لولا النهى ما كانَ في الأرض ِ اهتدى

لله ِ إنسانٌ ورامَ تساميا

فاصبرْ ففي الصبرِ الحماقة ُ بترُها

وبغير صبرٍ فالحماقة ُ داهيا

واحلمْ ففي الحلم ِ السلامُ شيوعهُ

بين الأنام ِ تعاطفا ً وتآخيا

لم يخلق اللهُ النفوسَ لتنتهي

خلقَ النفوسَ لتستمرَ تناميا

حمقى النفوس ِهمُ الألى لم يُدركوا

أن السعادة َ لا تكونُ تعاديا

أنَّ السعادة َ في الحياة ِ تفاهمٌ

وتحاببٌ، وبعكس ِ ذلك هاويا

داءُ الحماقة ِ بالفظاظة ِدائمٌ

واللطفُ كانَ ولا يزالُ مداويا

لا تحمقنَّ ففي الحماقة ِ لمْ يكنْ

إلا العماءُ ويستزيدُ تعاميا

لو لمْ يكنْ فينا ضروبُ حماقة ٍ

ما كانَ صهيونٌ يُعربدُ طاغيا

أو كانَ للأمريك ِ وال ٍ عندنا

يعتزُ في إذلالنا مُتماديا

إنَّ الحماقة َ أصلُ كل ِ مصيبة ٍ

حصلتْ لنا وسوفَ تحصلُ آتيا

يا أيّها الأحرار سرُ خلاصنا

عقلٌ يظلُ عن الحماقة ِ ناهيا

فاستلهموا العقلَ الرشيدَ بنهضة ٍ

تبقى المنارَ لكل ِ عز ٍ هاديا

ما كانَ بالحمق ِ التبجحُ مُنقذا ً

بل كانَ بالخلق ِ التمرُّسُ شافيا

قدْ أكدَ العقلُ السليمُ بحكمةِ:

داءُ الحماقة ِ لا يصيبُ الواعيا

*شاعر قوميّ مقيم في البرازيل.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى