الوطن

«الحملة الأهلية» كرّمت الخطيب في ذكرى إسقاط 17 أيار «القومي»: لم ولن نرضى بوجود كيان عصابات الاحتلال على أرضنا

عقدت «الحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمّة» اجتماعها الدوري، في قاعة المركز الصحي الاجتماعي التابع لبلدية الغبيري بحضور ناموس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي سماح مهدي إلى جانب منسق عام الحملة معن بشور، أمين عام «رابطة الشغيلة» النائب السابق زاهر الخطيب ومقرّر الحملة د. ناصر حيدر وعدد من مسؤولي الأحزاب والفصائل والشخصيات الوطنية.

افتتح بشور الاجتماع بكلمة قال فيها «نلتقي اليوم في هذا الصرح الاجتماعي الصحي في الضاحية الجنوبية على مقربة من المكان الذي انطلقت منه أول تظاهرة ضد اتفاق 17 أيار المشؤوم عام 1983 التي دعا إليها تجمّع العلماء المسلمين واستشهد فيها الشهيد علي نجدي، لكي نُجدّد التحية لكل من ساهم في إسقاط هذا الإتفاق المشؤوم الذي نسعى لكي يكون قدوة لإسقاط كل اتفاقات التطبيع في بعض الدول العربية والتي ترفضها الشعوب وتسعى لإسقاطها».

أضاف «وحين نُخصّص اجتماعنا الأسبوعي اليوم لتكريم أحد رواد إسقاط اتفاق 17 أيار النائب السابق المناضل والرمز الوطني والقومي الأستاذ زاهر الخطيب الذي لا ينسى الوطنيون في لبنان والأمّة موقفه الرافض للاتفاق مع زميله المناضل الأستاذ نجاح واكيم الذي كنا نتمنى أن يكون معنا اليوم لولا ارتباط مسبق حال دون وجوده معنا. ونحن من خلال المناضل الخطيب نوجه التحية أيضاً لسماحة المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد الذي ساهم من خلال الصلاة الحاشدة في عيد الأضحى المبارك مع سماحة الإمام الشيخ محمد مهدي شمس الدين وسماحة شيخ العقل محمد أبو شقرا في تعبئة الشعب اللبناني ضد الحكم الفئوي والاتفاق المشؤوم والذي تم اغتياله أيضاً بعد 6 سنوات في 16 أيار في تفجير غادر رحمه الله».

وتابع «كما نُجدّد التحية لسماحة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله الذي كان لمواقفه المبكرة والمتقدمة أكبر الأثر في إسقاط الإتفاق المشؤوم وفي احتضان المقاومة. ولا بدّ أيضاً من توجيه التحية لجبهة الخلاص الوطني بأركانها آنذاك، الرؤساء سليمان فرنجية ورشيد كرامي، ونبيه برّي ووليد جنبلاط وقادة الأحزاب والقوى الوطنية والإسلامية ولدورها في قيادة المعارك التي أسقطت الاتفاق المشؤوم والتي أكدت أنه في وحدة الوطنيين واعتمادهم على احتضان اشقائهم العرب ولا سيّما السوريين والفلسطينيين، قادرون على تحقيق كل الإنتصارات».

وقال «هناك 17 أيار في العديد من أقطارنا بعضها معلن وبعضها تحت الطاولة، لكن كل شيء يشير إلى أن هذا الكيان الغاصب الذي قام قبل 74 سنة على أنقاض نكبة فلسطين، يُعاني اليوم  ارتباطات تشير إلى أن «نكبة» زواله   ليست بعيدة وقد رأينا حجم التحوّل الشعبي العالمي ضد الكيان إثر جريمة اغتيال الإعلامية الشهيدة شيرين أبو عاقلة، وبعد التعرض لجنازتها التي جاءت تعبيراً عن وحدة الشعب الفلسطيني بكل مكوناته».

بعد ذلك ألقى الخطيب كلمة جاء فيها «يوم استبقت اتخاذ مواقفي في النضال البرلماني وفقاً  للفهم الثوري للمسألة البرلمانية فهماً اشتراكياً وفهماً  ببعده الجماهيري والوطني والقومي والأممي والمسلح، فالتجربة التي تجلّت جهاداً أكبر ضد عيوب الذات وجهاداً أصغر ضد حثالات الإرهابيين الأعداء  ولقد تمثلت التجربة عن شهداء بالحق عظماء كانوا وما زالوا قدوتي في الحياة، أذكر عماد مغنية قائد الانتصارين أم هادي نصر الله يستشهد الشرف الرفيع في الجبل الرفيع. أذكر ظافر ودماءه منثورة في الشياح. يستشهد نحو فلسطين  لفك الحصار عن تل الزعتر أم أذكر عروس  الجنوب سناء محيدلي نجمة في سماء البطولات وأمثال هؤلاء عدد لا يُعدّ ولا يُحصى».

وتابع «أمّا أنتم وأمثالكم أيها الشرفاء فباسمكم رفضت في أيار اتفاق الذل والعار، وباسمكم قاتلت في الطائف لإلغاء الطائفية السياسية التي لا تعرف ديناً ولا قيماً ولا مكارم الأخلاق. أنتم قدوتنا في الحياة التي فيها من القيم ما يستحق أن يموت في سبيلها الإنسان ليحيا بعزّ وإباء. أليست الحياة وقفة عزّ، طاب يا سعادة ذكرك و كراك».

كلمة الحزب السوري القومي الإجتماعي ألقاها ناموس المجلس الأعلى الأمين المحامي سماح مهدي الذي رحّب بالمكرّم المناضل زاهر الخطيب في اجتماع الحملة الأهلية لنصرة فلسطين.

وأضاف مهدي «في العام 1897 عقد المؤتمر الأول للحركة الصهيونية في مدينة بال السويسرية حيث كان من مقرراته إعطاء تلك الحركة الإرهابية فترة 50 عاماً لإنشاء كيان عصابات الاحتــلال على أرض فلسطين. كما أُعطيت الحركة 50 سنة إضافية ليتصالح ذلك الكــيان المسخ مع محيطه في اعتراف صريح أنه كيان غاصب يقوم احتــلالاً على أرض ليست له».

وتابع «بعد اتفاقية كامب ديفيد، بحث العدو عن خاصرة رخوة يلج من خلالها لتحقيق اتفاقية جديدة. فوجد في لبنان ضالته لأن فيه من لا يرى ضيماً في قيام ذلك الكيان السرطانيّ على أرضنا القومية. لأولئك نؤكد موقفنا الثابت من أننا نختلف معهم اختلافاً جذرياً راديكالياً. فنحن لم ولن نرضى بوجود كيان عصابات الاحتلال على أرضنا. لذلك أسقطنا سلامة الجليل بالصواريخ القومية التي أطلقها المقاومان خفاجة والحلبي. وكانت رصاصات الشهيد خالد علوان في بيروت كفيلة بإجبار جيش الاحتلال على الانسحاب صارخاً عبر مكبرات الصوت «يا أهل بيروت لا تطلقوا النار إننا منسحبون».

وقال «ولمن راهن على أن كبار فلسطين سيموتون وصغارها سينسون، نُحيلهم إلى عرس الشهيدة شيرين أبو عاقلة في عاصمتنا التاريخية والأبدية القدس. حيث جاء الجواب واضحاً وضوح الشمس: لن يرتفع فوق فلسطين إلا علمها ذو الألوان الأربعة».

ثم توالى على الكلام عدد من الحضور الذين أكدوا» أن إسقاط 17 أيار عام 1983 كان انتصاراً ليس للشعب اللبناني فحسب بل هو انتصار للأمّة كلها، وهو إسقاط لعملية التطبيع التي يجب أن تكون أمثولة للشعوب العربية التي ترفض التطبيع مع العدو الصهيوني، وما استشهاد شيرين أبو عاقلة إلاّ دليل على غطرسة هذا العدو وما يُمكن أن يفعله لو قُدّر له أن يدخل إلى شعوبنا ومنطقتنا».

وشددوا «على الوحدة الفلسطينية والتي تجلّت بأبهى صورها في يوم تشييع الشهيدة أبو عاقلة التي جسدها الشعب الفلسطيني في كل المناطق التي مرّ بها التشييع وهي وحدة مطلوبة لكي نستطيع دحر الاحتلال من فلسطين وعاصمتها القدس الشريف، وما قرع أجراس الكنائس في عموم القدس إلا دليل على أن الشعب الفلسطيني لا يأبه لاحتلال أو أن يستسلم له وسيبقى يناضل حتى تحرير كامل التراب الفلسطيني وعاصمته القدس الشريف».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى