مقالات وآراء

القتلى «الإسرائيليون» ٣٠٠ جندي في الحرب المقبلة… ماذا عن الصواريخ؟

} نبيه عواضة

نشرت صحيفة «معاريف» العبرية مقالاً تحت عنوان «ترسانة صواريخ حزب الله التي سيواجهها الجيش «الإسرائيلي» في الحرب القادمة»، ذكّرت فيه بالقدرات الصاروخية لحزب الله وتأثير ذلك على الجبهة الداخلية في «إسرائيل».

مضى قرابة 16 عاماً على 12 تموز (يوليو) 2006، اليوم الذي بدأت فيه حرب لبنان الثانية، منذ ذلك الحين، وعلى الرغم من الهدوء النسبي الذي شهدته الحدود الشمالية مع لبنان إلا انّ ذلك لم يحُل دون حصول بعض الحوادث الأمنية والتي تدفع للاعتقاد «بأنّ القطاع يمكن أن يشتعل في أيّ لحظة». لذا، كان لمحاكاة الحرب المقبلة مع لبنان نصيب الأسد في مناورة «عربات النار» والتي استمرّت طوال شهر أيار واختتمت بإنزال ضخم في جبال ترودوس القبرصية شارك فيه آلاف الجنود من مختلف الوحدات القتالية.

فوفقاً للتقديرات «الإسرائيلية»، فإنه وفي الحرب المقبلة، سوف يرتفع عدد القتلى «الإسرائيليين إلى حوالي 300 قتيل (جنود ومدنيين) بفعل سقوط ما يقارب 1500 صاروخ يومياً على مناطق مختلفة من الداخل. هذا التقدير «الإسرائيلي» الذي يصل درجة الخوف له ما يبرّره حسب مقال «معاريف». انها ترسانة صواريخ حزب الله وعددها الهائل وهو ما يجعلها سلاحاً فتاكاً ضدّ الجبهة الداخلية «الإسرائيلية».

ترسانة حزب الله الصاروخية

الصحيفة العبرية ذكّرت بما كان عليه الوضع عشية حرب لبنان الثانية عام 2006، حيث كان بحوزة حزب الله 15 ألف صاروخ، أطلق منها نحو 4000 صاروخ باتجاه الجنوب، لكنه يملك اليوم وفق تقارير «وزارة الدفاع» أكثر من 100,000 صاروخ أرض – أرض، غالبيتها عبارة عن صواريخ «كاتيوشا» ذات التصنيع الروسي.

معاريف استندت ايضاً الى موقع  Missile Threat، المتخصص بجمع المعلومات عن التهديدات الصاروخية والقذائف التسيارية على أنواعها وأنظمة الدفاع الجوي والصاروخي في مختلف أرجاء العالم، وقد وزعت القدرات الصاروخية لحزب الله على الشكل التالي:

ـ صواريخ (الكاتيوشا) العادية والتي تحتوي على رأس حربي يصل إلى 20 كلغ ويبلغ مداها 40 كلم، (استخدمت بنسختها الأولى بفعالية قبل تطويرها في عدوان نيسان ١٩٩٦ او ما تسمّى بـ «عملية عناقيد الغضب» ومعادلة «القرى مقابل المستوطنات»، المحللون الغربيون يقدّرون أنّ «الكاتيوشا» هذه تشكل غالبية القوة الصاروخية للحزب، وهو ما كشف عنه سابقاً بتقرير نُشر عشية حرب لبنان الثانية ذكر في ذلك الحين بأنه لدى المنظمة ما بين 7000 الى 8000 صاروخ تشكل إيران المورد الرئيسي للحزب.

ـ عائلة صواريخ فجر (النسخة المتطوّرة من الكاتيوشا) حيث قامت إيران في التسعينيات من القرن الماضي بتطويرها ليبلغ مدى صاروخ «فجر 3» حوالى 43 كلم ويحمل رأساً متفجراً وزنه 45 كلغ. وصاروخ «فجر 5» وهي النسخة الأكثر تطوراً حيث بلغ مداه 75 كلم ويستطيع ان يحمل رأساً متفجراً بوزن 90 كلغ.

ـ باقة صواريخ رعد، فبحسب معاريف، كان الاتحاد السوفياتي قد طوّر نظام «BM-27» في سبعينيات القرن الماضي، بمدى يصل الى70 كلم ورأس حربي يبلغ 50 كلغ، وانّ حزب الله حصل على هذه الصواريخ في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وغيّر اسمها إلى «رعد 2» و «رعد 3» وأطلقها بنجاح على «إسرائيل»، وتحديداً في 16 تموز (يوليو) 2006، بعد أربعة أيام من اندلاع الحرب. الا أنه وبالرغم من أهمية هذا النوع من الصواريخ لكنها ليست كلها الدقيقة للغاية، فقد ذكرت صحيفة «معاريف» انّ حزب الله وعلى لسان أمينه العام (خطاب في شباط/ فبراير الماضي)، قال فيه: «لدينا القدرة على جعل آلاف الصواريخ دقيقة»، الجريدة العبرية ربطت كلام السيد نصرالله بوجود فائض وإمكانية للعمل على ان يصبح صاروخ رعد صاروخاً دقيقاً خاصة حينما اقتبست كلاماً آخر للسيد نصرالله بقوله إنّ «العدو الإسرائيلي يحاول منع وصول أسلحة نوعية إلى لبنان من خلال الهجمات في سورية، لدينا القدرة على تحويل صواريخنا وجعلها دقيقة. لقد فعلنا ذلك منذ سنوات. ونتيجة لذلك، خلصت معاريف الى «انّ المنظمة تعمل على تحسين دقة صواريخها وتطوير أنظمة قيادة وتحكم جديدة، في الوقت نفسه…

ـ صاروخ زلزال نموذج متقدّم، اذ أفاد موقع Missile Threat أنّ حزب الله وإيران عملا على تحسين دقة هذا النوع من الصواريخ، وقد زوّدت هذه الصواريخ (وهي النسخة الإيرانية من الصاروخ الروسي FROG-7) بتقنيات أعطت الحزب القدرة على التصويب نحو عمق إسرائيل، يبلغ مدى (زلزال 1) 160 ـ 125 كلم ويحمل رأس متفجر 600 كلغ، في حين يمتلك صاروخ زلزال 2 مدى أكثر تقدّماً حيث يبلغ مداه 210 كيلومترات ورأس حربي مماثل يبلغ 600 كلغ، وبحسب تقارير مختلفة، فإنّ إيران نقلت هذه الصواريخ إلى حزب الله، في أوائل العقد الأول من القرن الحالي، عندما استخدمت طائرات النقل.

ـ صاروخ فاتح 110، وهو صاروخ باليستي إيراني قصير المدى، وعلى ما يبدو نسخة مختلفة من زلزال 2، يبلغ مدى الصاروخ 300-250 كلم، مما يجعله سلاحاً بعيد المدى في مخزون حزب الله، وله رأس حربي يصل إلى 500 كيلوغرام وهو موجه بنظام تحديد المواقع العالمي  (GPS)، وبحسب تقارير في الغرب، فقد زوّدت إيران حزب الله بمثل هذه الصواريخ في عام 2007. اضافة الى امتلاك الحزب هذا النوع من الصواريخ من الجار الشمالي (سورية).

على أهمية ما أبرزته الصحيفة العبرية لناحية القدرات الصاروخية إلا أنها فتحت في ختام عرضها هامش كبير لسؤال كبير، ماذا عن العلاقة الوثيقة بين إيران وحزب الله، وانّ أيّ قتال ضدّ أحد الطرفين قد يضع أحدهما في معادلة القتال. وهو ما عبّر عنه السيد حسن نصرالله شخصياً في مقابلة على قناة العالم الإيرانية حين قال «إذا هوجمت إيران من قبل إسرائيل، الردّ سيكون حاداً وشديداً وله عواقب وخيمة».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى