أولى

ماذا لو ؟

– ثمّة طريقة في التفكير تسهل فهم النهايات، وهي تأتي بمقاربة الموضوع من المطروح بمعادلة القول، من الآخر ماذا لو؟

– ماذا لو كان القرار الأميركي الإسرائيلي هو وضع لبنان بين خيار من اثنين، القبول بحل مهين عنوانه طرح آموس هوكشتاين الأخير الذي يمثل نسخة معدلة عن عرض فريديريك هوف دون الحد الأدنى للحد الأدنى الذي يمثله الخط 23، والجواب هو أنه في هذه الحالة، فإن أحداً لن يقبل بهذا العرض، وإن اي أحد يريد أن يقبل لن يجرؤ على القبول، وإن ما يشهده الرأي العام وتوازن القوى السياسي يقول باستحالة ذلك. ومن الآخر سيكون خيار المواجهة على الطاولة، عندها سيقف كل الذين يتسابقون اليوم على معايرة المسؤولين بالدعوة للخط 29، وكل الذين يقفون أمام المقاومة لمطالبتها بالتدخل لحماية الحقوق اللبنانية، ولو بلغة المزايدة، مجبرين جميعاً، وراء المقاومة الجاهزة والقادرة على خوض المواجهة.

– ماذا لو رغب أحد المسؤولين بالمساومة واسترضاء الأميركي بقبول عرض يفرط بالحد الأدنى للحد الأدنى، والجواب عندها من الآخر أننا سنكون أمام فك وتركيب للمشهد السياسي سيتكفل بمحاصرة هذا البعض وحرمانه من الفرصة. فالقرار يستدعي تصويت الثلثين في مجلس الوزراء ومثله في مجلس النواب، لأن إطار الحدود شأن دستوري.

– ماذا لو كانت واشنطن وتل أبيب تفعلان ما تفعلان طلباً لتسريع التفاوض والوصول إلى أفضل ما يمكن الوصول اليه، وعلى استعداد لملاقاة لبنان الى منطقة وسط، عندها ومن الآخر سيكون من مصلحة لبنان الثبات ثم الثبات والاستقواء بالمقاومة لبلوغ أفضل ما يمكن تحصيله، لأن قيمة الغاز اليوم ليست مضمونة البقاء غداً، ولأن ربح المعارك نصفه ذكاء التوقيت، لأن الاعتداء على لبنان يمنحه تفوقاً في الرأي العام الداخلي والخارجي يبرر خوض مخاطر المواجهة، ويحدث العكس اذا ظهر الأميركي والاسرائيلي بمظهر السعي طلباً لتجنيب المنطقة خطر مواجهة وظهر لبنان في موقع معاكس.

– من الآخر لبنان يستفيد من كل هذه الفوضى التي تبدو في الظاهر سبباً للإزعاج.

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى