الوطن

وفد مركزي من «القومي» شارك في افتتاح أعمال المؤتمر القومي ـ الإسلامي صالح: بتعاوننا ووحدتنا نحقق المعجزات والانتصارات ونصدّ كلّ المؤامرات مهدي: فلسطين هي الأسمى ومن كانت بوصلته فلسطين فهو يدين بدين الحق

انطلقت أعمال المؤتمر القومي ـ الإسلامي في دورته الحادية عشرة في العاصمة اللبنانية بيروت بجلسة افتتاحية حضرها وفد مركزي من الحزب السوري القومي الاجتماعي ضمّ ناموس المجلس الأعلى سماح مهدي وعضو المجلس الأعلى ـ أمين عام مؤتمر الأحزاب العربية قاسم صالح.

هنية

وفي جلسة الافتتاح أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في كلمة له على ضرورة وحدة الجبهات والتنسيق بين كل جبهات المقاومة، داعياً إلى إطلاق «مبادرة المصالحات» بين مكونات الأمة.

وقال هنية: اليوم يتحدث العدو عن مواجهته لست جبهات من جنين إلى طهران، ومن بيروت نؤكد اليوم على ضرورة توحيد كل الجبهات.

قاسم

من جهته أكد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في كلمته على أنّ الحلّ الحصري والوحيد لمواجهة كيان العدو الصهيوني هو المقاومة، وأيّ حلّ آخر هو مضيعة للوقت، مضيفا إنه: من السذاجة اعتبار كيان العدو مشكلة فلسطينية، فـ «إسرائيل» مشكلة للأمة ولكلّ إنسان شريف.

وأشار قاسم إلى أنّ كلّ سياسات الغرب هدفها تكريس الاحتلال وضرب القضية الفلسطينية، لافتاً إلى أنّ كيان العدو يتكئ على فلسطين كمقدمة ليمتدّ من المحيط إلى الخليج ويشمل كلّ المنطقة.

وقال قاسم: من المضحك أن تعلن أميركا عن «ناتو شرق أوسطي» يضمّ دولاً عربية تكون إدارته التنفيذية بيد «إسرائيل»، وهذا الحلف فضحهم.

النخالة

بدوره قال الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة: نقاتل اتفاق أوسلو ومخرجاته ونحقق إنجازات جدية رغم الظروف الصعبة، مؤكداً على أنّ العدو لم يستطع كسر إرادة شعبنا، فقام بعملية التفاف كبرى لحصاره من الخارج.

أضاف إنّ العدو اليوم يحاصر الفلسطينيين بينما تفتح عواصم عربية له، مشيراً إلى أنّ النظام العربي يغفل عن دور الشعب الفلسطيني ومقاومته وينفتح على العدو أكثر فأكثر.

وتابع النخالة إنّ إنجازات المقاومة لم تعد خافية على أحد من لبنان إلى غزة المحاصرة التي أثبتت قدرتها على الصمود والمواجهة، مضيفاً أنّ شعبنا يخوض ملحمة تاريخية على امتداد فلسطين رغم ما يحيط به من ظروف.

وقال النخالة إنّ فلسطين هي نقطة المكاشفة لكلّ من يريد الحرية في وطن، مضيفاً «تقع على عاتقنا مسؤولية إشاعة ثقافة المقاومة بالكلمة والموقف، ولنجعل فلسطين عنوانا دائما لجدول أعمالنا اليومي».

صالح
وألقى عضو المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي الأمين العام للمؤتمر العام للأحزاب العربية قاسم صالح كلمة جاء فيها:

«أتوجه بالتحية إليكم وأنتم تمثلون ضمير الأمة ووجدانها وصمودها في مواجهة مشاريع الاستسلام والتطبيع والخيانة التي ينخرط فيها بعض الأنظمة الرجعية العربية في محاولة لتصفية المقاومة وقضية الأمة لا سيما المسألة الفلسطينية.

في زيارة الرئيس الأميركي بايدن الذي يشعل الحرائق المتنقلة في المنطقة وفي العالم نرى مشروعاً خطيراً يتمثل في تأسيس ناتو شرق أوسطي سيكون العدو أحد أبرز أركانه ويتولى قيادته بهدف إنهاء حالة العداء مع ذلك العدو وضمان أمنه واستقراره. وسمعنا تجاوباً مع هذا المشروع المؤامرة من ملوك وحكام التطبيع والإستسلام.

أضاف صالح: لقد تمكنت قوى المقاومة من مواجهة جميع المؤامرات التي استهدفت أمتنا، وخاضت حروباً ومواجهات في جميع دول محور المقاومة، وسطرت الملاحم البطولية في مواجهة الأعداء على أرض لبنان والشام والعراق واليمن. وكانت معركة سيف القدس على أرض فلسطين المباركة وفي رحاب القدس علامة فارقة وتحولاً هاماً في مسيرة الصراع العربي ـ الصهيوني.

وكما انتصر شعبنا في هذه الحروب، فسوف يتمكن من إسقاط هذه المؤامرة الجديدة.

أمام هذه التطورات الدراماتيكية التي تمرّ بها أمتنا والعالم أجمع، لا بدّ لنا من التأكيد على التالي:

أولا: أنّ خيار المقاومة من خلال الانتصارات التي حققها خلال العقود الماضية هو السبيل الوحيد والناجع لتحقيق النصر واستعادة الحقوق.

ثانيا: أنّ أعداء الأمة يسعون لبث بذور التفرقة والانقسامات المذهبية والعرقية والإثنية في جسد أمتنا جغرافيا ومجتمعياً.

لذا فإنّ الردّ الحاسم على ذلك هو العمل الجادّ على وحدتها أرضاً وشعباً ومقاومة. فالوحدة هي أهمّ عناصر قوتنا التي يجب علينا التمسك بها وخصوصاً وحدة قوى المقاومة.

ثالثا: تعزيز أواصر التعاون والتكامل بين جميع القوى والأحزاب والمؤتمرات لما فيه مصلحة الأمة لأنّ وحدتنا هي شرط من شروط انتصارنا..

وقال صالح: بقدر ما كانت التحديات كبيرة، فإنّ الاستجابة والمواجهة كانتا على قدرها. وتمكنت قوى المقاومة من صدّ الحروب التي استهدفتنا. وحققنا النصر في أكثر من ساحة مواجهة من تحرير جنوب لبنان إلى انتصار تموز إلى المعارك الملحمية في الشام إلى منع تحقيق أهداف التحالف الدولي في اليمن وصولاً إلى المواجهات البطولية اليومية والنوعية في فلسطين وخصوصا خلال معركة سيف القدس. فبتعاوننا ووحدتنا نحقق المعجزات والانتصارات.

في الختام أتوجه بالتحية إلى أرواح الشهداء الأبرار، وإلى الأسرى الأبطال في معتقلات العدو الذين يخوضون معركة الأمعاء الخاوية.

وأردّد مع المفكر القومي النهضوي أنطون سعاده: «إنّ الحياة كلها وقفة عز فقط»، و «إنكم ملاقون أعظم انتصار لأعظم صبر في التاريخ».

وألقيت خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر كلمات لممثلين من مختلف الدول وحركات المقاومة والمكونات السياسية، أكدت في مجملها على المقاومة في مواجهة كيان العدو وكذلك رفض التطبيع، والدعوة إلى وحدة الأمة في مواجهة أعدائها.

مهدي

وكانت خلال جلسات المؤتمر كلمة لناموس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الإجتماعي سماح مهدي استهلها بنقل تحيات رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي أسعد حردان وتمنياته للمؤتمر بالنجاح.

وقال مهدي: قد يأخذ بعض الناس علينا مشاركتنا بالأمس في المؤتمر القومي ـ العربي، واليوم في المؤتمر القومي ـ الإسلامي، ناسباً إلينا تخلينا عن عقيدتنا ومبادئنا.

وحتى لا ندع مجالاً للاصطياد في الماء العكر، نجيب بلسان مؤسس الحزب السوري القومي الاجتماعي الشهيد أنطون سعاده الذي قال: «إننا، نحن السوريين القوميين الاجتماعيين، نوجّه كل قوانا، في ما يختص بالمسائل القومية إلى أهداف أمتنا نحن. أما في ما يختص بالمسائل المتعلقة بالعالم العربي كله فإني أعلن أنه متى أصبحت المسألة مسألة مكانة العالم العربي كله تجاه غيره من العوالم، فنحن هم العرب قبل غيرنا. نحن جبهة العالم العربي وصدره وسيفه وترسه، ونحن حماة الضاد ومصدر الإشعاع الفكري في العالم العربي كله». والشهيد سعاده قال أيضاً «ليس من سوري إلا وهو مسلم لرب العالمين. فاتقوا الله واتركوا تآويل الحزبيات الدينية العمياء. فقد جمعنا الإسلام: منا من أسلم لله بالإنجيل، ومنا من أسلم لله بالقرآن، ومنا من أسلم لله بالحكمة…

قد جمعنا الإسلام وأيّد كوننا أمة واحدة فليس لنا من عدو يقاتلنا في ديننا وحقّنا ووطننا غير اليهود؛ فلنكن أمة واحدة في قضيتنا الواحدة ونظامنا الواحد.»

نحن نعلم أننا في هذا المؤتمر لنا عقائد مختلفة، لكننا ـ وتحت سقف صراع الوجود الذي نخوضه ضدّ كيان عصابات الإحتلال ـ نرى أن نعذر بعضنا بعضاً في ما اختلفنا فيه، وأن نتعاون مع بعضنا في ما اتفقنا عليه.

وأسمح لنفسي أن أقول إننا جميعاً اتفقنا على الأسمى ألا وهي فلسطين، فطالما أنّ فوهة بندقيتك مصوّبة باتجاه كيان عصابات الاحتلال، فآمن بما شئت لأننا على يقين أنّ من كانت بوصلته فلسطين فهو يدين بدين الحق».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى