أولى

خيار واحد لميقاتي

تكفي نظرة على مواقف الكتل النيابية والأحزاب السياسية لمعرفة أن خريطة القوى التي يمكن اجتذابها إلى ملعب تشكيل الحكومة الجديدة هي ذات تلك التي شاركت في الحكومة التي تصرف الأعمال حالياً برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي، مع استبدال تيار المستقبل بقدامى تيار المستقبل، وبقاء كل من التيار الوطني الحر والحزب التقدمي الاشتراكي عند الموقف ذاته، التيار يقول لن نشارك لكنه يستند الى حتمية عبور التشكيل بالتفاهم مع رئيس الجمهورية، ووجود شروط ومطالب تمثيل لرئيس الجمهورية بغياب الكتلتين المسيحيتين الكبيرتين كما في المرة الماضية، والحزب التقدمي الاشتراكي يعيد معادلة لن نشارك لكننا سنساعد، حاجزاً هذه المرة لنفسه حصرية تمثيل الطائفة الدرزية أخذاً بنتائج الانتخابات النيابية.

الحديث عن حكومة ترث صلاحيات رئيس الجمهورية مبني على مبالغة في ظروف يصعب فيها تعطيل النصاب، ولا يبدو مستحيلاً فيها تأمين الفوز بالأكثرية المطلقة أي 65 نائباً لمرشح رئاسي جدي، والحديث الأكثر واقعية هو أن الوقت المتاح لعمر الحكومة يفرض استعجال تشكيلها، وهذا يعني اختزال المشاكل التي يجب تذليلها لإنجاز التشكيل، ولذلك يبدو خيار الانطلاق من الحكومة الحالية كمسودة لتشكيل الحكومة الجديدة خياراً وحيداً لضمان عدم الفشل، لأن مرور شهر على التكليف دون تأليف يعني بدء صرف النظر عن تشكيل الحكومة.

النقطة الأولى في التشكيل هي تخفيض عدد الوزراء من 24 إلى 18 ما قد يكون كافياً للاستغناء عن وزراء ونقل حقائبهم الى زملائهم، سواء في حل معضلة التمثيل الدرزي المستجدّة، أو في حال عدد من الوزراء الذين لا رغبة رئاسية ببقائهم، بينما يكفي تبديل وزير أو اثنين من وزراء تيار المستقبل بمن يمثلون الكتلة الجديدة لقدامى المستقبل لتكتمل صورة حكومة جديدة يسهل إصدار مراسيمها.

أمام الرئيس ميقاتي مهمة وحيدة لتشكيل حكومة جديدة، أن يجلس مع رئيس الجمهورية ويكتشف حدود الممكن للتفاهم على الوزراء المطلوب الاستغناء عنهم، وكيفية توزيع الحقائب على زملائهم، وإن نجح هنا تكون لدينا حكومة قبل عيد الأضحى أو بعده بأيام، وإن فشل في المهمة، فلا حكومة حتى نهاية العهد.

مصلحة رئيس الجمهورية أمام الملفات التي يمكن للحكومة إنجازها لتكون ضمن قائمة إنجازات عهده الباقي منه شهور قليلة تشبه مصلحة رئيس الحكومة بالتشكيل ليضع الإنجازات ضمن ملفه الشخصي ويكون المرشح الأبرز لرئاسة الحكومة الأولى في العهد الرئاسي المقبل، فهل يلتقيان وينتبهان ويتفقان؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى