الوطن

نصرالله: إذا وصلت الأمور إلى الخواتيم السلبية بشأن الترسيم لن نقف فقط بوجه كاريش بل بما بعده وما بعد ما بعده

 ـ خياراتنا براً وبحراً وجواً مفتوحة وموجودة على الطاولة واللعب بالوقت غير مفيد

ـ لم ولن نلتزم مع أحد ومن حقنا اتخاذ أيّ خطوة بالوقت والحجم المناسبين للضغط على العدو

ـ إذا لم نُثبت حقنا قبل أيلول ستكون المهمة صعبة ومكلفة

 أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، أنه إذا لم تصل المفاوضات لخواتيم سليمة في ملف ترسيم الحدود البحرية مع العدو الصهيوني «فلن نقف فقط بوجه كاريش فالمعادلة الجديدة هي كاريش وما بعد كاريش وما بعد ما بعد كاريش»، لافتاً إلى أنه «إذا كان الهدف منع لبنان من استخراج النفط والغاز فلن يستطيع أحد أن يستخرج أو يبيع وأياً تكن العواقب ومن يريد أن يكون عبداً يُسطفل»

كلام السيد نصرالله جاء خلال  كلمة متلفزة مساء أمس، تحدث فيها عن حرب تموز معتبراً، أن «من جملة انجازات المقاومة في حرب تموز كان اسقاط المشروع الأميركي للشرق الأوسط الجديد الذي كانت تعمل له إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش وتحدثت عنه وزيرة خارجيته كونداليزا رايس في المنطقة، وكان هناك مشروع أميركي للسيطرة على المنطقة من خلال القوات العسكرية المباشرة، وفي المرحلة الثانية بعد غزو أفغانستان والعراق كان المخطط القضاء على المقاومة في فلسطين ولبنان وضرب الدولة السورية والاستفراد بإيران، لكن صمود المقاومة ولبنان وفشل أهداف حرب تموز وجه ضربة قاسية جداً لمشروع الشرق الأوسط الجديد لأن النوبة لم تصل إلى سورية في ذلك الوقت، وكان صعود للمقاومة في فلسطين والعراق وصمود سورية وإيران ولبنان».

وعلّق على زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى بعض دول المنطقة مشيراً إلى أنه «كثُرت التحليلات والتوقعات وكثيرون تحدثوا عن تشكيل ناتو عربي أو شرق أوسطي والبعض تحدث عن مشروع دفاع جوي واحد «عربيإسرائيلي» والبعض بنى الكثير من الآمال بل الكثير من الأوهام على هذه الزيارة». وقال «أميركا اليوم هي غير أميركا عام 2003 وعام 2006، الرئيس الأميركي العجوز هو صورة عن أميركا التي بدأت تدخل مرحلة الشيخوخة أو دخلتها بالفعل، وأميركا الآن في وضع مختلف تماماً».

وأضاف «جاء بايدن إلى المنطقة أولاً من أجل إقناع دول الخليج بإنتاج وتصدير المزيد من النفط والغاز، فأميركا تقاتل روسيا بالأوكرانيين حكومةً وجيشاً وشعباً وجرّت معها كل الدول الأوروبية التي بدأت تُعاني بشدّة على المستوى الاقتصادي واليورو. أميركا تخوض معركة حقيقية في أوكرانيا ولا تستطيع السماح لروسيا بالانتصار عليها وأهم عنصر منع النفط والغاز الروسي، وأميركا تعهدت بتأمين البديل لأوروبا عن النفط والغاز الروسيين وبالتالي المهمة الأولى للأميركيين والمهمة المصيرية في معركتها مع روسيا هي تأمين النفط والغاز البديل بأوروبا والوقت لديهم ضيق، وبايدن جاء إلى المنطقة لأجل هذا الهدف».

وتابع «الهدف الثاني من الزيارة الالتزام بأمن إسرائيل والتركيز على التطبيع. ليس لديه ما يقدمه للشعب الفلسطيني وهو من الساعة الأولى لوصوله أعطى علماً لكل المنطقة بأنه صهيوني، وما يجب أن يطالب به بايدن ليس تمديد الهدنة في اليمن بل إنهاء الحرب ورفع الحصار عنه بشكل كامل وإتاحة الفرصة لأن يجتمع اليمنيون والوصول لحلّ سياسي لمشكلتهم الداخلية»، لافتاً إلى أن «الحرب أساساً هي  حرب أميركا على الشعب اليمني والسعودية والدول المشاركة هي أدوات».

وتعليقاً على تهديد وزير الحرب «الإسرائيلي» بالسير إلى بيروت وصيدا وصور، اعتبر السيد نصرالله أن «غانتس يعلم أنه يضحك على نفسه وشعبه والإسرائيليون يعرفون أن هذا كلام فارغ لا قيمة له على الإطلاق، فغزّة المحاصرة والتي ظروفها صعبة لا تجرؤ على التقدم خطوات فيها فكيف تُهدّد بالوصول إلى صيدا وبيروت؟». وقال «أنت تفكر كما منذ 20 و30 و40 سنة وأنت مشتبه تماماً، وإذا كانت بنت جبيل التي كان هدفكم الوصول إلى الملعب فيها لزرع العلم في مكان خطاب بيت العنكبوت وعجزتم عنها وبنت جبيل هي المدينة الأقرب إلى الحدود المحتلة. واللبنانيون كلهم سخروا من هذا الكلام والتهديد».

وكشف أنّ «إمكانات المقاومة اليوم لم يسبق لها مثيل وروح القتال أعلى من أي زمن مضى والجغرافيا والناس والمقدرات مع المقاومة والمقاومة مع المقاومة والله مع المقاومة هو الذي نصرها في السابق وينصرها وهذا وعد الله الذي لا يخلف، والمقاومة هي القوة الوحيدة التي يملكها لبنان للحصول على حقه بالنفط والغاز».

وأشار إلى أنّ «الفرصة الذهبية المُتاحة هي الآن في هذين الشهرين ولبنان يستطيع إعاقة بيع النفط والغاز لأوروبا التي تحتاجه خلال الحرب بين روسيا وأوكرانيا»، منبّهاً إلى أنه «إذا انقضت هذه المدّة الزمنية ولم يُحصّل لبنان حقوقه سيكون الموضوع صعبا جداً، وإذا ذهبنا لتحصيل حقوقنا بعد استخراج النفط والغاز من كاريش ستكون الكلفة أكبر. لا تسمحوا للأميركي أن يخدعكم ويقطّع الوقت. «نقزت» عندما سمعت وقال بعض المسؤولين أن الاتفاق سيتم في أيلول: «تخبز بالأفراح». إذا لم نُثبت حقنا قبل أيلول ستكون المهمة صعبة ومُكلفة».

ورأى أن «بعض المسؤولين اللبنانيين مقتنعون بأن ورقة القوة الحقيقية هي تهديد المقاومة وبعض المسؤولين غير مقتنعين أو أنهم يخافون التصريح بالعلن. أقول للمسؤولين نقطة القوة الوحيدة هذه استفيدوا منها. استغلوها، سبّونا عندما تجلسون مع الأميركيين، لكن لا تتبرأوا منّا، قولوا لهم هؤلاء لا يسمعون من أحد ويريدون إدخال المنطقة في حرب. لدى المفاوض اللبناني ورقة قوة حقيقية».

وعن القول إن إطلاق المُسيّرات كان خارج الاتفاق، سأل السيد نصرالله «أي اتفاق؟ نحن لم نتفق مع أحد ولم نقل لأحد إننا لن نُقدم على خطوة وننتظر المفاوضات ومن يعد الأميركيين أن المقاومة لن تقوم بأي فعل يخدعهم، قلنا نحن خلف الدولة في الترسيم أي أنها هي التي تُفاوض وليس نحن من نفاوض. لكن قلنا إننا لن نقف مكتوفي الأيدي. نحن لم نلتزم مع أحد ولن نلتزم مع أحد ونحن نُتابع المجريات ومن حقنا اتخاذ أي خطوة في الوقت والحجم المناسب للضغط على العدو لمصلحة لبنان».

وأشار الى أن «مصر والأردن جاهزتان لكن تنتظران الإذن الأميركي والبنك الدولي. هذه قيمة الشعب اللبناني لدى أميركا وهو الغارق في العتمة وكل ما يحتاجه استثناء من قانون قيصر؟ أميركا غير الجاهزة لإعطائكم استثناء من قيصر لأجل ماذا يعطيكم حقوقكم البحرية والنفطية كرمى لعيون من؟».

وعن الوسيط الأميركي لملف ترسيم الحدود آموس هوكشتاين، قال السيد نصرالله «نحن لا نعتبر الوسيط الأميركي وسيطاً بل هو جانب يضغط على لبنان لمصلحة الإسرائيلي» وسأل «من جاء به في الزيارة الأخيرة؟ أمران: الأول، حاجة أميركا للنفط والغاز لأجل أوروبا والثاني، تهديد المقاومة ولولا المقاومة ولولا أنه يعلم أن لديها مسيّرات وصواريخ دقيقة وقدرات ولديها من الشجاعة والجرأة على أن تُهدّد وتُقدم وتفعل، لما جاء».

وتابع: جاءت المسيرات بعد الجواب الأميركي الواضح بالخداع وتقطيع الوقت «وتركيب الطرابيش»، مشيراً إلى أنه «في النقاش بيننا اتفقنا على إطلاق المسيّرات حتى يسقطها الإسرائيلي. أردنا مسيّرات تستطلع ويُسقطها الإسرائيلي لأننا نريد أن تضرب البوارج الحربية صواريخ أرض جو حتى يعلم المهندسون والموظفون أنهم يتحركون في منطقة غير آمنة وأن هناك تهديداً جدياً، ولأول مرّة في تاريخ الكيان تُطلَق باتجاهه ثلاث مسيّرات في آن وزمان واحد وعلى هدف واحد. ونحن قادرون على إرسال الكثير من المسيّرات في آن واحد وبأحجام ومختلفة ومسلّحة وغير مسلّحة والرسالة التي أردنا إيصالها كانت تحتاج إلى 3 فقط».

وأردف «لدى الأميركيين بعض المستشارين الأغبياء، والرسالة واضحة ورسالة المسيرات كانت تقول نحن جديون ولا نقوم بحرب نفسية ونتدرّج في خطواتنا وما يتطلبه الموقف سنقدم عليه من دون أي تردّد. وهذه رسالة فهمها العدو أما بعض اللبنانيين فهموها أو لا «آخر همّنا»، ومن حيث القدرة على العدو أن يعرف أن قدراتنا متنوعة ومتعدّدة في الجو والبحر والبرّ وهي خيارات مفتوحة وموجودة على الطاولة واللعب بالوقت غير مفيد وكل ما يخدم القضية قادرون على الإقدام عليه وسنقدم عليه بالحجم والوقت والشكل المناسب، ولبنان يستند إلى قوة حقيقية رادعة ومانعة ويجب الاستفادة من تهديدها وفعلها، والمسألة الثانية ليست فقط بالاعتراف بالحدود البحرية بل بالإذن للشركات بالقدوم واستخراج النفط والغاز. المسألتان بحاجة إلى حلّ. لا يكفي أن يقولوا هذه حدودكم وممنوع على الشركات الاستخراج وإلاّ يكون الإنجاز ورقياً».

وتابع السيد نصرالله «للعدو والصديق أقول نحن هنا لا نمارس حرباً نفسية والسلام بل نحن جديون وهذه طريق الإنقاذ والوحيدة للبنان والوطن وكيان الدولة المهدّدة بالانهيار. نحن نتحدث عن عملية إنقاذية، وأقول للعدو أن لا يحسب غلط. اللبنانيون لن يخدعوا ورسالة المسيرات هي بداية متواضعة عمّا يمكن أن نذهب إليه».

وأعلن أنه «إذا وصلت الأمور إلى الخواتيم السلبية لن نقف فقط في وجه كاريش. كاريش وما بعد كاريش وما بعد ما بعد كاريش نحن نتابع كل ما يقابل الشواطئ الفلسطينية وكل المنصات والحقول وإحداثياتها، لا أقول كاريش وقانا أنا المسألة لدي أكبر بكثير. إذا كان الهدف منع لبنان من استخراج النفط والغاز فلن يستطيع أحد أن يستخرج غازاً ونفطاً ولا أن يبيع غازاً ونفطاً وأياً تكن العواقب، ووصلنا إلى آخر الخط. من يريد أن يكون عبداً يُسطفل».
عون يُجدّد طلب لبنان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى