الوطن

رحيل الصديق العلامة د. وجيه فانوس: صدمة كبيرة لم نستفق منها بعد

} القنصل خالد الداعوق

كانت الصدمة كبيرة جداً حين وصل إلينا نبأ وفاة الصديق العلامة الدكتور وجيه فانوس. لم نستفق بعد من هول تلك الصدمة، فالخسارة فادحة وقاسية، لأننا فقدنا برحيله قامة بيروتية ووطنية شامخة ومعطاءة

لم يكن يمضي يوم أو يومين إلا ونقرأ له مقالة جديدة، في أكثر من وسيلة إعلامية، وكان ملمّاً وعالماً بالكثير الكثيربدءاً من المقالات الأدبية والفكرية العميقة من ضمن اختصاصه الأكاديمي الرفيع جداً في اللغة والأدب العربي، وهو خريج جامعة أوكسفورد في بريطانيا، وصولاً إلى المقالات الوطنية وهو الوطني بامتياز منذ مطالع الشباب.

كان رفيق الدرب النضالي الطويل إلى جانب ضمير لبنان دولة الرئيس الدكتور سليم الحص (أطال الله بعمره)، وتولى رئاسة ندوة العمل الوطني فيما أتولى أنا الأمانة العامة لمنبر الوحدة الوطنية، وبقينا كالتوأم في عملنا المشترك وأهدافنا الواحدة.

كما ترأس الراحل الكبير المركز الثقافي الإسلامي، الذي كان لي دور في تأسيسه مطلع سبعينيات القرن الماضي، وكان لرئاسة الدكتور فانوس الدور الكبير في بث الحيوية والنشاط في عمل المركز، كيف لا وفقيدنا كان كتلة من الحيوية والنشاط على كلّ المستويات سواء في ما يكتبه أو في ما ينجزه من أعمال وندوات ولقاءات ومحاضرات في مختلف المواضيع والأبواب الثقافية والسياسية وغيرها

ومن موقعه الوطني الثابت والمبدئي سكنه في السنوات الأخيرة هاجس بشأن كيفية إيجاد الحلول للوضع الدقيق الذي تمرّ به الطائفة السنية في لبنان، فقدّم العديد من الآراء والطروحات العملية التي كان يتابعها يومياً مع أصحاب الشأن من فاعليات الطائفة وأركانها ومسؤوليها لا سيما مع مفتي الجمهورية الشيخ الدكتور عبد اللطيف دريان، وخصوصاً حين طرح إحياء «اللقاء الإسلامي» الذي أسّسه عام 1983 المفتي الراحل الشهيد حسن خالد وكان له دور وطني أساسي في ذلك الوقت، انطلاقاً من مرجعية دار الفتوى الجامعة لكلّ اللبنانيين وليس للمسلمين فقط.

خسارتنا كبيرة وقاسية جداً. رحم الله صديقنا الكبير الدكتور وجيه فانوس، وأتقدّم بإسمي وبإسم منبر الوحدة الوطنية بأحرّ التعازي من السيدة زوجته وأبنائه وأقاربه وأصدقائه وتلاميذه الكثر، وألهمَنا جميعاً الصبر والسلوان، وتغمّد فقيدنا بالرحمة والرضوان وأسكنه فسيح الجنان…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى