«أمسية وفاء» للمناضل القومي ـ ابن فلسطين بسام الشكعة
بدعوة من الحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمة ومجموعة العمل الوطنية في المغرب، أقيمت «أمسية وفاء» للمناضل القومي ـ ابن فلسطين بسام الشكعة بمناسبة الذكرى الثالثة لرحيله.
شارك في الأمسية العشرات من ممثلي الأحزاب والحركات السياسية والشخصيات على امتداد العالم العربي ومن مناطق عبر الحدود.
استهلت الأمسية بكلمة المنسق العام للحملة معن بشور الذي استذكر لقاءاته بالمناضل الشكعة.
صالح
وألقى عضو المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي ـ أمين عام مؤتمر الأحزاب العربية قاسم صالح كلمة جاء فيها :
المناضل بسام الشكعة شخصية تستحقّ التكريم والوفاء، فهو الذي أمضى سنيّ عمره التسعين مجاهداً بالفكر والممارسة. وكان ذا توجه قومي حتى أنه وصف بزعيم البعثيين في فلسطين. قاوم الانفصال بين سورية ومصر في العام 1961. واستمرّ على إيمانه بالوحدة القومية والمشروع النهضوي حتى الرمق الأخير.
ولأنه كان من الشخصيات الوطنية المعروفة التي تحظى باحترام كبير من الشعب الفلسطيني، انتخب في العام 1976 رئيساً لبلدية نابلس على رأس قائمة وطنية. وشكل مع مناضلين آخرين من ممثلي المؤسسات الشعبية والأحزاب التي نشطت في الأرض المحتلة لجنة التوجيه الوطني التي قادت النضال الفلسطيني ضد الإستيطان وممارسات الاحتلال.
وجراء تصدّره المواجهة مع العدو، تعرّض الشكعة لمحاولة اغتيال في العام 1980 وقف وراءها ما عرف بالتنظيم الإرهابي الصهيوني السري. وأدّى إنفجار العبوة التي وضعت في سيارته إلى بتر ساقيه.
وبدل أن ترهبه العملية الإجرامية التي استهدفته وإثنين من رؤساء البلديات في الضفة الغربية، فقد أشعلت شرارة انتفاضة استمرت أشهرا.
ولأنّ المناضل الشكعة كان شخصية مبدئية، فقد اتخذ مواقف مستقلة ومعارضة لسياسة التنازلات التي وقعت إبان اتفاق أوسلو الذي عارضه بشدة وبقي متمسكاً بقوميته. وقد كلفه ذلك البقاء خمس سنوات محاصراً من قوات الإحتلال تمنع زواره من التواصل معه . ذاك عدا عن المضايقات التي تعرضت لها أسرته.
رغم ذلك كله، بقي صامداً مدافعاً عن حقه وحق شعبه، لم يضعف ولم يتنازل أو يساوم. وفي حديث له إلى شبكة «سي أن أن» بعد محاولة الإغتيال، قال أبو نضال «إنْ استطاعوا قطع قدمي، فلن يستطيعوا قطع نضالي. وأرادني الصهاينة أن أموت، لكن الله منحني الحياة لكي أكمل رسالتي في الدفاع عن فلسطين».
إنّ تكريم المجاهد الشكعة هو إحياء لقيمة النضال والمواجهة والمقاومة. فتحية إلى روحه الساكنة بيننا ولم تغادر، والتحية إلى روح المناضل الكبير ناجي علوش في الذكرى العاشرة لرحيله، وإلى جميع الشهداء القادة الذين رحلوا وإلى أرواح شهداء المقاومة وخصوصاً الشهيدين عبد الرحمن صبح ومحمد عزيزي شهيدي المواجهة في مدينة نابلس الأبية.
وتحية إلى الأسرى والمعتقلين في معتقلات الإحتلال وخصوصاً الذين يخوضون معركة الأمعاء الخاوية ويجبرون العدو على التراجع عن قراراته والتسليم بحق الأسرى الإداريين بالحرية.
مهدي
وكانت مشاركة لناموس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الإجتماعي سماح مهدي الذي استهلها بنقل تحيات رئيس الحزب الأمين أسعد حردان إلى المشاركين في هذا اللقاء. كما نقل تحية خاصة إلى أهلنا المرابطين في جبل النار ـ مدينة نابلس التي منها ارتقى أول شهداء الحزب السوري القومي الإجتماعي الرفيق حسين البنا في العام 1936 أثناء قيامه بواجبه القومي في مقاومة قطعان المغتصبين.
وتابع مهدي: نابلس التي أنجبت المناضل بسام الشكعة الذي التحق بجيش الإنقاذ الفلسطيني في العام 1948 وبالكاد حينها كان يبلغ الثامنة عشرة من عمره، ليقاوم عصابات الإحتلال ويسجل وقفة العز البطولية في تاريخه. واستمرّ في هذه الوقفات وصولاً إلى العام 1976 حيث جرى انتخابه رئيسا لبلدية نابلس. فانتقل إلى حالة جديدة من حالات الصراع يقاوم فيها كلّ محاولات الإستيطان التي استهدفت أرضنا الفلسطينية، الأمر الذي دفع بعصابات الإحتلال في 1980/6/2 إلى محاولة اغتياله هو ورئيسي بلدية رام الله كريم خلف وبلدية البيرة إبراهيم الطويل.
وبنتيجة عملية الإغتيال، أيضا يسجل للأبطال من طلبة وأساتذة جامعة النجاح الوطنية في نابلس أنهم شكلوا طوقاً ودرعاً حامياً حول المشفى الذي نقل إليه أبو نضال، فمنعوا عصابات الإحتلال من الدخول وتمكنوا من حماية المناضل الشكعة حتى مغادرته.
وكان أول تصريح لأبي نضال بعد استعادته لعافيته «لقد زرعوني في الأرض التي أحبها». وبعد كل تلك السنوات التي الملأى بالمواجهات مع الإحتلال، لم يكتف العدو بجرائمه، بل حاصر أبا نضال في منزله لمدة خمس سنوات مانعاً إياه من التواصل مع أبناء شعبه. إلا أنّ ذلك لم يحل دون استمرار الشكعة في خوض نضاله من أجل فلسطين وشعبها.
إلى «دمشق الصغرى» كما تفخر نابلس بأن تسمّى كلّ التحية الموصولة إلى آل الشكعة بما يحملونه من إرث نضالي، التحية من رفقائهم في الحزب السوري القومي الإجتماعي.
وإلى لقاء قريب نجتمع فيه على أرض فلسطين رافعين فوقها علم الوحدة.
كما تخللت أمسية الوفاء مداخلات ومشاركات من العديد من الشخصيات من مختلف دول العالم العربي والمقيمين في مناطق عبر الحدود.