الوطن

احتفالية بوضع حجر الأساس لمعلم جنتا السياحي نصر الله: إذا لم يحصل لبنان على حقوقه البحرية ذاهبون للتصعيد ووقت الوسيط الأميركي ضاق

أكَّد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أنّ موضوع الحدود البحرية وكاريش والنفط والغاز، لا علاقة له بالاتفاق النووي الإيراني، لا من قريب ولا من بعيد، سواء وُقّع من جديد هذا الاتفاق أو لم يُوقّع.

وقال السيد نصرالله، خلال احتفالية وضع حجر الأساس لمعلم جنتا السياحي الجهادي «حكاية الطلقة الأولى» في البقاع «إذا جاء الوسيط الأميركي (آموس هوكشتاين) وأعطى للدولة اللبنانية ما تُطالب به ذاهبون إلى الهدوء، سواء وُقّع الاتفاق النووي أو لم يُوقّع». وشدَّد على أنَّه سواء وُقّع أو لم يوقّع الاتفاق النووي الإيراني، فاذا لم يُعطَ للدولة اللبنانية ما تُطالب به فنحن ذاهبون إلى التصعيد». ولفت إلى أنّ «العين على الوسيط الأميركي الذي إلى الآن يُضيّع الوقت ووقته قد ضاق».

واعتبر أنّ «انسحاب الشاب اللبناني شربل أبو ضاهر من بطولة العالم للفنون القتالية في أبو ظبي موقف بطولي وعنوان من عناوين المقاومة»، مضيفاً «نتوجّه إلى شربل وعائلته لنُعبّر لهما عن اعتزازنا وفخرنا بهذا الموقف البطولي الإنساني والوطني».

تداعيات رفع الدولار الجمركي

وتطرّق السيد نصرالله إلى موضوع الدولار الجمركي، معتبراً أنه «قبل اتخاذ أيّ قرار يجب أن يكون هناك دراسة واقعية لتداعيات هذا القرار»، مشيراً إلى أن «مبلغ 20 ألف ليرة للدولار الجمركي قفزة كبيرة ومضرّة ونتفهم أنّ بقاءه 1500 صعب لكن يجب دراسة التداعيات»، مشدّداً على ضرورة مواصلة الجهد لتأليف الحكومة في لبنان.

قرار تاريخي

وتقدَّم بالتعزية برحيل والدة الاستشهادي أحمد قصير فوزية حمزة، كما تقدَّم بالمواساة والتبريك إلى عائلة الشهيد إبراهيم النابلسي والشهداء الذين استشهدوا معه.

وأشار إلى «أن هذا اللقاء الطيّب والمُبارك يؤسّس لمسار مُبارك وطيب»، كاشفاً عن «أن حزب الله كان منذ سنوات يُفكّر في تنفيذ معلم سياحي جهادي في البقاع كما معلم مليتا وهو تجربة ناجحة».

وأوضح أنَّه «لم يكن النقاش في مبدأ إقامة معلم في البقاع، وهذا أقلّ الواجب تجاه التاريخ والذاكرة والتضحيات، لكن دائماً كان النقاش أين؟، ولم نحتج إلى وقت طويل لاختيار المكان ووقع الاختيار على جنتا».

ولفت إلى أنه «في عام 1982 إثر الاجتياح «الإسرائيلي» كانت هناك احتمالات قوية بإكمال الاجتياح إلى كل المناطق اللبنانية ومحاصرة دمشق، وفي تلك الأيام اتخذ الإمام الخميني قراراً تاريخياً كبيراً وأرسل طليعة قوات إلى سورية».

وأضاف «كان تواجد القوى الأساسي في منطقة الزبداني، ومن هناك تقرّر أن يدخلوا إلى لبنان إلى جنتا، وكانت أول منطقة لبنانية يصل إليها الإخوة في الحرس الثوري هي هذه الأرض التي نُقيم فيها احتفالنا».

أول معسكر تدريب

وأشار إلى «أن المُعسكر استقبل الدورة الأولى عند الحرس الثوري، وكان أوّل الملتحقين بهذه الدورة سيد شهداء المقاومة السيد عباس الموسوي، وكان معه عدد من الإخوة القياديين»، لافتاً إلى أنه «انتهت الدورة الأولى وأصبح شائعاً معسكر جنتا، وأصبحت تهفو إليه القلوب والأفئدة ويتنافس العشّاق للالتحاق به».

وتابع «هنا كان أول معسكر تدريب للمقاومة الإسلامية في لبنان وأول دورة عسكرية لتخريج مقاومين في المقاومة الإسلامية، وتوسّعت المعسكرات في جنتا ومحيطها وأصبح هناك معسكرات جنتا في الوديان والتلال»، مؤكداً «أن أهالي البلدات المُحيطة للمعسكر عانوا، حيث تعرّضوا لمعاناة بسبب العدوان «الإسرائيلي» المُتكرّر لكن لم يلق الإخوة إلاّ المزيد من الاحتضان من الأهالي».

وأوضح أنه «في هذا القصف على المعسكر اختلط الدم الإيراني بالدم اللبناني»، لافتاً إلى «أن كثيراً من الذين التحقوا بالمعسكر استشهدوا والأكثر ما زالوا ينتظرون».

وتابع «هذه الأرض كانت أرضاً عنوانها معسكر التدريب، لكن في الحقيقة كانت أرضاً للدعاء والتوسل والإعداد والاستعداد والتعبئة المعنوية»، مستذكراً «كيف كان يودّع الإخوة بعضهم بعضاً بالعناق والدموع والمصافحة وداع المحبين الصادقين».

وقال «نطمح في هذا المعلم إلى أن يحتضن ذاكرة معسكرات التدريب في جنتا كلها، ونطمح إلى أن تحضر في هذا المعلم كلّ ذاكرة هذه المعسكرات في جنتا وما مرّ عليها ومَن مرّ عليها، نطمح إلى أن تحضر في هذا المعلم كلّ ذاكرة بقية المعسكرات في البقاع والبدايات ووصول الحرس إلى بلدات البقاع، وتشكيل المقرّات ونشاطهم التعبوي، وكلّ ذاكرة تبنّي أهل البقاع للمقاومة».

كذلك، استذكر السيد نصر الله «في بعض السنين الظروف الصعبة في المعارك»، وقال «هناك أناس قدّموا الصابون والمكدوس، فهذا كل ما كان لديهم ولو كان لديهم أكثر من ذلك لقدّموه»، مشدّداً على وجوب «أن يضمّ هذا المعلم ذاكرة التحرير الثاني إضافةً إلى ما يتصل بالمقاومة عموماً».

سياحة دينية وترفيهية

وكشف «أننا منذ سنوات اشترينا مساحات واسعة من الأراضي الموجودة في محيط المعسكرات، وإن شاء الله سيُقام على أسس قانونية من رخصة وغير ذلك»، معرباً عن طموح الحزب «في هذا المعلم إلى سياحة جهادية دينية وإلى سياحة ترفيهية، فهذا المعلم يفتح الباب لحياة روحية وجهادية ودينية واقتصادية أيضاً»، مؤكداً أن «طبيعة هذا النوع من العمل يحتاج إلى وقت والتمويل إن شاء الله يتيسّر».

وتمنّى لو أنَّه بين الحاضرين «لكنّ الظروف المعروفة حالت دون ذلك»، مشيراً إلى «أنَّ أوْلى الناس بأن يضع الحجر الأساس في هذا المعلم هو أخونا الكبير والعزيز الأخ السيد أبو هشام حسين الموسوي».

وبُعيد انتهاء كلمة السيد نصر الله، انطلقت فعالية وضع حجر الأساس لمعلم «جنتا» السياحي، حيث وضع الموسوي الحجر الأساس وتخلّل الاحتفالية عرض مشاهد تُوثّــق مرحلة البدايات في معسكرات جنتا بمشهدية تحكي حكاية الطلقة الأولى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى