أخيرة

نافذة ضوء

المعرفة تفاعل العلم والأخلاق*

O conhecimento é a interação da ciência e moral

يوسف المسمار**

المعرفة الإنسانية الصحيحة هي تفاعل العلم النافع مع الأخلاق العالية والسلوك القويم، أي مزيج بين العلم والأخلاق والسلوك، فإذا اكتفى العلماء والدارسون بالعلم دون الأخلاق والسلوك كانت معرفتهم ضارّة وليست نافعة ويجب أن يتأدّبوا ويؤدّبوا.

 وإذا اكتفى الأخلاقيون بالأخلاق من غير العلم والسلوك كانت معرفتهم ناقصة، وعليهم أن يدرسوا ويسعوا الى المزيد من العلم والتمرن على الممارسة النافعة.

والطفيليّون والمتطفلون على المعرفة، مهما كان نوع ثقافتهم، دينية أو دنوية، فهم يخلطون بين الطبيعي والاصطناعي، فيتوهّمون الاصطناعي طبيعياً، ويُخمّنون الطبيعي اصطناعياً. وهذه هي مأساة المعرفة.

 فتشابه وقائع الطبيعي مع وقائع الاصطناعي في الشكل، لا يعني أبداً أنها تتشابه في المضمون والغاية.

فالأمة مثلاً واقع طبيعي والدولة واقع اصطناعي, والذين يخلطون بين مفهوم الأمة ومفهوم الدولة، فاتهم ان الأمة كيان طبيعي دائم، والدولة كيان اصطناعي زائل، ومن المستحيل أن تحوّل الرغبات الوقائع الزائلة الى وقائع دائمة.

ولو عرف الحالمون بدولة الوحدة العربية أنها لا يمكن أن تقوم على انقاض مجتمعات الامم العربية، بل تقوم دولة الاتحاد العربي بتحقيق وحدة وتقدم كل أمة من الأمم العربية، لكانت الشعوب العربية اختصرت طريق قيام جبهة الوحدة العربية، وإقامة دولة العالم العربي الاتحادية منذ زمن بعيد، ولكان للعالم العربي وللعروبة الثقافية الحضارية المكان المميز بين الأمم الحرة والمستقلة في العالم.

وهذا هو المعنى الحقيقي والتطبيق العملي لقول العالم الاجتماعي والفيلسوف أنطون سعاده القائل: « نحن لا نقول بالوحدة العربيّة بل نعمل لها».

وبناء على ذلك، ليس من العقلي والمنطقي أن تتساوى الأحلام والأقوال مع الأفعال والمنجزات.

 وأبناء الوعي السليم هم أبناء المعرفة الفاضلة التي هي تفاعل اخلاقيعلمي، ولا أمل لنشوء عالم المحبة الانسانية بدون المعرفة التي هي مزيج من العلم المفيد والأخلاق العالية والممارسة.

 

 *ترجمة لمقال نشر بالبرتغالية.

**المدير الثقافي للجمعية الثقافية السوريةالبرازيلية التابعة للجزب السوري القومي الاجتماعي.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى