أخيرة

نافذة ضوء

مفهوم المحبة في الفلسفة المدرحيّة

O conceito do amor na filosofia materialista – espiritual

 

} يوسف المسمار*

إن المثال الأعلى للفرد، والأسرة، والمجتمع، والأمة، والإنسانيّة هو السعادة المطلقة في هذا العالم. والحافز الأساسيّ لتحقيق هذا المثال الأعلى هو المحبة. فإذا لم يكن هناك محبة، فلا يمكن للبشريّة أن تحقق السعادة الحقيقية.

ولذلك، فإن عقيدة الحب الماديّالروحيّ القوميّ الاجتماعيّ هي المذهب الوحيد الذي يمكن أن ينقذ العالم من جحيم الدمار المميت ويأخذه إلى جنة الحضارة التي يمكن أن تجعلنا نعيش في سلام حقيقيّ ورقي دائم.

 وهكذا ندرك ونفهم لماذا وهبنا الخالق العقل الذي يمكن أن يرشدنا نحو حقنا وخيرنا وجمالنا وصلاحنا وسلامنا.

إن عقيدة المحبة الماديةالروحيّة القوميّة الاجتماعيّة تعظ الجميع وتقولوا لهم: كونوا محبّين حتى ولو لم تتلقوا الحب من أحد، وحتى لو لم تكونوا محبوبين لأن الذي خلقنا، خلق عالمنا بحب ولم يكن ينتظر أن يكون محبوباً.

إن أفضل المعتقدات هو الاعتقاد بمبدأ الحب الطاهر الذي هو جوهر الحياة، وليست هناك قيمة باقية للحياة بدون جوهرها.

فالحياة الفاضلة هي أن نحيا الحياة بالحب الذي هو احترام الحق، وممارسة فعل الخير، وفن تحسين الجمال، وتوسيع الاخاء ونشر التراحم. وهذا هو الحب الذي يوزّع اللطافة، ويوسّع آفاق الحكمة، ويعمّم منتجات المعرفة التي يمكن أن تُطمئن العيش بين الأمم في عالمنا.

الحب الذي يوحّد كل جهود الأمم من أجل رفاه البشرية جمعاء حتى تصبح البشرية جديرة بإنسانيتها، وجديرة بتمجيد الله الخالق الذي لم يخلق شيئاً بغير الحب الذي يمكنه أن يقود الإنسانية الى المصير الجميل، السعيد، المتسامي.

هذه هي بعض ملامح خصاص العقيدة القوميّة الاجتماعيّة المدرحيّة (الماديةالروحية) التي جاءت بمفهوم مبدأ التفاعل الموحّد الجامع للقوى الإنسانية بدافع محبة الحق ومحبة الخير ومحبة الجمال ليس من أجل فرد واحد او مجموعة أفراد، ولا من أجل أمة واحدة أو جيل واحد، بل من أجل سعادة الإنسانية في جميع الأمم وجميع الأجيال وجميع الأفراد والجماعات.

وبهذا الحب، تتحقق سعادة الإنسانية الحقيقية بعولمة المحبة، وهذه هي الحقيقة الكاملة والنقيّة التي يسعي اليها ويعشقها العالم بكامله.

وهكذا يمكننا أن نفهم القيمة الكبيرة للقول الحكيم للفيلسوف السوري أنطون سعاده عندما قال:

 «إذا اضمحلّ الحبُّ فماذا يبقى من الحقيقةِ؟».

أليست المحبة هي التي تحرّر الإنسان بالحقيقة؟ والحقيقة التي تنعش وتحيي الإنسانيّة بالمحبة؟!

*باحث وشاعر قوميّ.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى