الوطن

احتفال تأبيني لفانوس وكلمات نوهّت بمواقفه ودعواته لإصلاح النظام: توأم ضمير لبنان ورفيق المناضلين على طريق بناء دولة المواطنة المدنية الديمقراطية

بدعوة من «ندوة العمل الوطني» أُقيم احتفال تأبيني للرئيس السابق لـ»الندوة» د. وجيه فانوس، في مركز توفيق طبارة ـ الصنائع، حضره الرئيس د. حسان دياب، النائب محمد خواجا ممثلاً الرئيس نبيه بري، السيد حسن الحسيني ممثلاً الرئيس حسين الحسيني، الكاتب روني ألفا ممثلاً وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى، النائب د. أسامة سعد، النائب أمين شري، الوزراء والنواب السابقون: بشارة مرهج، د. عصام نعمان، د. عدنان منصور، د. جورج قرم، زاهر الخطيب، خالد قباني، رئيس تحرير «البناء» ناصر قنديل، رئيس تحرير «اللواء» صلاح سلام، الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني حنا غريب، الشيخ سامي عبد الخالق ممثلاً شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز د. سامي أبو المنى، الرئيس السابق للمجلس الدستوري د. عصام سليمان، رئيس المجلس الاستشاري د. عبد الحليم فضل الله، معن بشور، د. علي ضاهر، د. علي غريب، د. غادة اليافي، عضو أكاديمية الإنسان للتلاقي والحوار د. ناجي خوري، أمين الداعوق، أحمد طبارة، رئيس جمعية متخرجي المقاصد د. محمد مازن شربجي، رئيس اتحاد الكتاب اللبنانيين د. الياس زغيب، المحامي عمر زين شبكة الأمان للسلم الأهلي، د. ابراهيم محسن، وحشد من الفاعليات وممثلي القوى السياسية، وأُلقيت خلاله كلمات نوّهت بمواقف ونشاطات فانوس ودعواته المتكرّرة لإصلاح النظام بعيداً عن الطائفية والتبعية والاستزلام، مستلهماً مبادئ ورؤى الرئيس د. سليم الحص.

سعد

وأدار الاحتفال الشاعر وجدي عبد الصمد، وألقى الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري النائب د. أسامة سعد كلمة جدّد في مستهلها «التعازي القلبية لعائلة الفقيد وأصدقائه ومحبّيه وللإخوة الأعزاء في ندوة العمل الوطني».، مشيراً إلى أنّ فانوس «أمضى عمره في الدعوة إلى بناء دولة المواطَنة بعيداً عن الطائفية والتبعية والاستزلام، وإلى العروبة الحضارية التحرّرية. وبقيت فلسطين بالنسبة له هي القضية المركزية، وبقيت مهمة التحرير هي الوجهة الدائمة». وأمل أن تواصل الندوة بعد غيابه مسيرتها الوطنية الرائدة وما يمنحنا الأمل والثقة بمستقبل واعدلندوة العمل الوطنيهو ما نعرفه عن أعضائها من التزام بالوطنية اللبنانية، وبالعروبة الجامعة، وبقيم الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية وتأثّرها بتوجهات الرئيس سليم الحص الذي نتمنى له الصحة والعافية، فضلاً عن استلهام مبادئ الرئيس الحص وأفكاره”.

نعمان

وتحدّث النائب والوزير الأسبق د. عصام نعمان وقال «لأنه كان كما تكشّف أمامي في أول لقاء لم أفاجأ قط عندما التقيته في ندوة العمل الوطني مع كبير أقطاب بيروت ولبنان وأحد أبرز أفذاذ عالم العرب د. سليم الحص. ذلك لأنّ مزايا وقيَماً ومبادئ وأهدافاً مشتركة كان يجسّدها الرجلان الكبيران. وكان من الطبيعي بعد ردحٍ من الزمن أن يصبح د. وجيه فانوس خَلَفاً لمؤسّسها ورائدها في رئاسة الندوة وأن يبقى د. سليم الحص رئيسها الفخري يُظللها بقامته الوطنية الفارعة، ويرعاها ويوجهها بفكره النيّر وخبرته الطويلة وبإلتزامه العريق ببرنامج متكامل للتغيير والإصلاح والإنماء».

أضاف «في ندوة العمل الوطني ومناحي الحياة العامّة تلاقيتُ مع الصديق والزميل والرفيق وجيه فانوس في نضال موصول من أجل الارتقاء بلبنان من بلد الطوائف والمخاوف والسفاسف إلى دولة المواطنة المدنية الديمقراطية والإبداع الحضاري»، معتبراً أنه «توأم ضمير لبنان سليم الحص، وطليع مريديه في طلب التغيير والإصلاح ورفيق المناضلين جميعاً على طريق بناء دولة المواطنة المدنية الديمقراطية».

وختم «مَن كان مثله مترعاً برفعة أخلاق باهرة، ومجسّداً في قوله وفعله روحَ المبادئ التي يرفع لواءها وملتزماً بحرارة ومثابرة القضايا الحيوية للإنسان والجماعة يبقى أبداً حياً في ذاكرة الناس والأمّة “.

مرهج

واعتبر النائب والوزير الأسبق بشارة مرهج أن رحيل فانوسخسارة نوعية لعالم الأدب والفكر كما لعالم السياسة والتاريخ ، ولكنه قبل شيء خسارة كبيرة لبلده لبنان الذي أحبه وأخلص له كما للعروبة التقدمية الحضارية التي آمن بها ودافع عنها في أحلك الأوقات، معتزاً بإيمانه وإسلامه وتراثه وبيئته. فقد كان راحلنا العزيز محارباً بالكلمة والموقف من أجل السلام الداخلي ونهضة لبنان التي رآها ضرورية لإخراج اللبنانيين من الأزمة الخانقة التي حاكتها أيادي الاحتكار والجشع، وألفاها حتمية لاستئناف دور لبنان الاشعاعي والحضاري الذي قدّره العرب وتفاعلوا معه قبل أن ينجح الطغاة، الذين أخذتهم العزة بالاثم، في نهب ثرواته وتشويه سمعته وتلطيخ جبهته بالسوء وذلّ السؤال”.

أضافكان راحلنا حاضر الذهن، سليم الطوية، واضح العبارة، جوّاداً إذا سُئل، شجاعاً إذا امتُحن، عزيزاً في كلّ حين لا بل كان بذاته حركة دافقة واعدة على مختلف الجبهات وفي كلّ المجالات. وكم كنّا نفرح بمحاضراته ونهتمّ بمقالاته التي كان يسطرها بمداد القلب دفاعاً عن بيروت وحقوق أبنائها. وكم كنّا نتداول تغريداته المتلاحقة نقداً لمن أساء الأمانة وفرّط بلبنان واستباح دولته وغدر بشعبه”.

وختمكان واعداً على طريق التصحيح والإصلاح والإنتاج وكنّا نأمل منه الكثير لكن الردى عاجله وهو في ذروة عطائه فترك إرثاً ثميناً يضيف نوعياً إلى الإرث الأدبي والوطني الذي يعتز به لبنان والعرب. هذا الإرث هو أمانة في أعناقنا كما الأجيال الجديدة التي سعى راحلنا العزيز إلى مساندتها وتسليحها بالعلم والإيمان كي تكون قوة للوطن وضمانة لسلامته وذخراً لمستقبله”.

البدوي

وألقى رفعت البدوي ممثّلاً الرئيس الحص كلمة قال فيها «لن أرثيَ وجيه فانوس، لأنه المرجعُ في ثقافة الفكر وعلاّمة الحضارات، ولأنه حافظ على نهج الرئيس المؤسس لندوة العمل الوطني، فد. وجيه فانوس لا يليقُ به إلاّ التكريم». وتابع «شخصياً كنتُ محظوظاً، لأنني عاصرتُ فكر وثقافة ونقاء ونزاهةَ د. وجيه فانوس، وكم وددتُ لو أنهُ كان موجوداً بيننا اليوم، ليشهدَ على وفاء و حب وتقدير هذه الوجوه الطيبة لمكانته العالية بيننا».

أضاف «قبل وفاته بأيام قليلة اجتمع د. وجيه مع بعض الإخوة في ندوة العمل الوطني وتوجهَ اليهم قائلاً: سامحوني إذا قصّرتُ بحقّ ندوة العمل الوطني، أمّا اليوم وبعد الغياب فإنّ ندوةَ العمل الوطني بكلّ اعضائها، تتوجهُ الى د. وجيه بالقول: سامحنا لأننا لم نُكَرّمْك قبل اليوم وفي حياتك، مشيراً إلى أنّ فانوسأنتجَ إرثاً عظيماً من العلم والفلسفة الفكرية، المتلازمة مع أدب الاخلاق العالية ورهف الإنسانية المبنية على المبادئ والقيم الوطنية، وبالتزام مطلق بالهوية وبالقضايا العربية، وأولُها القضية الفلسطينية التي لم تبرح فكره وثقافته يوماً ولم يبدّل تبديلاً”.

وأضافعزاؤنا في ما تركَهُ لنا د. وجيه من إرثٍ علميٍ وثقافيٍ أغناهُ بلغة الحوار الوطني البنّاء، وحوار مثمر بين الأديان، ارتقى به إلى مستوى المسؤولية الوطنية، فكان المرجع الصالح، ورافداً لا ينضب، تنهل منه الأجيال، واضعاً بوصلة المواطنة الصحيحة، في الاتجاه الصائب، فأهدانا بذلك مشعلاً يضيئ عتمتنا الحالكة”.

فضل الله

كما تحدّث رئيس المركز الاستشاري للدراسات والتوثيق د. عبد الحليم فضل الله عن شخصية فانوس وفكره وقال «كان لقائي الأول به في خريف 2019 الذي سبقته ربما لقاءات عابرة قبله. لفتني فيه قربه ودفء تعبيراته وحسن إصغائه، وقوله ما يقصد وقصده ما يقول، وأثّر فيّ إشراق وجهه ودماثة خلقه وروح الصداقة التي أطلّ بها على مجلسنا، وطمأنينته العميقة التي ينشرها حوله. دعاني إلى المشاركة في ندوة عن «الأزمة الماليّة والاقتصاديّة في لبنان»، وهو يعلم، كما في رسالته المذكورة، بأنّ أزمة البلد جزء من مشكلة أكبر، ولا يجدي معها علاجات مبتورة وتسويات عابرة، فهي تكمن كما ردّد في حوارات تالية جمعتني به، في ضعف مفهوم المواطنة الحقّة والممارسة الديمقراطية السويّة، كأنه يريد أن يقول إنّ العدالة والحريّة لا يولدان إلّا معاً ومن رحم واحد، رحم الوطنيّة التي لا تشوبها شائبة التبعيّة والانصياع للخارج وطغيان ملأ من الناس وفساد رهط في المدينة».

أضافنفتقدك ولا نفقدك وأنت الذي خططت سطوراً مشرقة في صفحات الوطن، وتركت فيما كتبت وعبّرت وفكرّت مداداً للأجيال الآتية”.

بكداش

وأشار المهندس عصام بكداش الذي تحدّث باسم «ندوة العمل الوطني» إلى «أنّ فانوس أدار «الندوة» بحكمةٍ ودراية مشيّعاً روح الديمقراطية والمودة والتعاون بين كلّ أعضائها وسعى إلى إغنائها بضمّ أعضاءٍ جدد يحملون ذات الهموم و الهمم».

وقالرغم الظروف الاستثنائية والدقيقة التي عشناها ولمّا نزل نعيشها ومنها جائحة كورونا والاضطرابات الاجتماعية والإضرابات العامّة وصعوبة الحياة اليومية، لم يتوقف فقيدنا، وبالتعاون الديمقراطي مع زملائه، عن أخذ المبادرات لعقد المؤتمرات و ورش العمل تتناول ما يلزم لإنارة الرؤية في إنقاذ البلد و نقد تصرفات من هم في سدّة المسؤولية والدعوة إلى محاسبة كل من أساء إلى المواطنين و الوطن”.

زغيب

وقال الأمين العام لاتّحاد الكتّاب اللّبنانيّين د. إلياس زغيب في كلمة له «نفتقدك يا معلّم، يفتقدك اتّحاد الكتّاب اللّبنانيّين والاتّحاد العام للأدباء والكتّاب العرب، وقد عدْتُ من اجتماع أمانته العامّة حاملاً حقائب الدّمع من قلوب زملائك ومحبّيك. تفتقدك الجامعات محاضراً مناقشاً ومشرفاً على الرّسائل والأطاريح، وأفتقدك قدوة في البذل والتّفاني، وموجّهاً مرشداً، ومعلّماً تتلمذت عليه في المعهد العالي للدّكتوراه في الجامعة اللّبنانيّة».

وأضافتفتقدك بيروت ويفتقدك لبنان مشعلاً من حضارةٍ، وقبساً من أمل في ليل الوطن الطويل. تفتقدك الثّقافة، ويفتقدك قلمك المتّكئ وحيداً على مكتبك منذ أن ذرف ذات فجرٍ النقطة الأخيرة على السّطر الأخير”.

سلام

وأكد رئيس تحرير «جريدة اللواء»، صلاح سلام أنّ فانوس «اخترق بطروحاته الوطنية والإنسانية، عبر رئاسته المركز الثقافي الإسلامي كلّ الحواجز الطائفية والمذهبية والمناطقية، واعتبر أنّ الاستقرار والتوازن في لبنان، والمشاركة الفعلية في القرار هي نعمة لكلّ بنيه، وأنّ فقدان الاستقرار وعدم التوازن والهيمنة من فريق على الفرقاء الآخرين، تجرّ الويلات على بلد الأرز، الذي كانت أزماته تعود إلى الاختلالات المتكرّرة في المعادلة الداخلية» وقال «تقدّم بفكره ودراساته ومقالاته مسيرة الداعين للإصلاح الحقيقي والتغيير البنّاء، من منطلق الحرص على حماية الدولة من أخطبوط الطائفيه، ومن باب العمل على إنقاذ البلد من المنظومة السياسية الفاسدة، التي تواطأت في ما بينها لاقتسام مغانم السلطة، على حساب لقمة عيش المواطن العادي».

وختم «الوطن يفتقدك، بيروت خسرتك، ولكن ذكراك ستبقى خالدة في قلوب وعقول الأصدقاء والمحبين وأجيال من تلاميذك المخلصين».

رمزي فانوس

وكانت كلمة لنجل الراحل رمزي وجيه فانوس، استهلها بالقول «نلتقي اليوم في مركز توفيق طبارة للاحتفاء بحياة وجيه فانوس الأُستاذ ود. الجامعيّ، الكاتب والناقد الأدبيّ، المؤلف والمثقف، المحاور والمناقش، الصديق والرفيق، الزوج والأب والجدّ».

أضاف «لطالما شكّل حضور وجيه فانوس، في مختلف اللقاءات والاجتماعات والندوات والاتحادات التي كان يرأسُها او كان عضواً بارزاً فيها، علامةً فارقةً لا يمكنُ المرورَ عليه مرورَ الكرام. فأدارَها أو شارك بها أو أحياها بكاريزماتيته وحيويته وديناميكيته المعروفة، فكان المايسترو الذي يجانس الحضور على تنوعّه ويجمعه على كلمةٍ سواء».

وتابعجذبَنا بشخصيته الفريدة وعشقه للكلام والنقاش والمجادلة وعرض الحجج والبراهين. أحبَّ البساطةَ وكان بعيداً كلَّ البُعد عن السطحية، فكان يُبسّطُ المسائلَ المعقّدةَ ويُجادلُ بها بمنهج التفكير الشبكيّ الذي ما برح يتّبعَهُ حتى آخر مقالاته. تعرّفَ على دولة الرئيس د. سليم الحص في ثمانينّات القرن المنصرم، فأُعجبَ وجيه فانوس بفكره ونهجه وسياساته الاقتصادية والاجتماعية المبنية على أُسُسٍ علمية، إضافةً إلى وطنيته التي ما اختلف إثنان في بلدنا هذا عليها”.

وختمأيها الكبير وجيه فانوس، وأنت في عليائك في دولة المواطنة الإلهية، سلامٌ لك مني ومن والدتي الحبيبة وإخوتي وأحفادك وأصدقائك وزملائك واعاننا الله نحن شعب دولة مزارع الطوائف اللبنانية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى