أخيرة

نافذة ضوء

العقلية الأخلاقية الجديدة قيمة القيم

 

 

} يوسف المسمار*

قال العالم الاجتماعي والفيلسوف أنطون سعاده:

«إن العقلية الأخلاقية الجديدة التي نؤسسها لحياتنا بمبادئنا هي أثمن ما يقدّمه الحزب السوري القومي الاجتماعي للأمة، لمقاصدها ولأعمالها ولاتجاهها؟».

نعم إن أعظم ما قدّمته وتقدّمه مدرسة النهضة السورية القومية الاجتماعية هو العقلية الأخلاقية الجديدة. ألم يقل أيضاً:

«كل نظام يحتاج الى أخلاق، بل إن الأخلاق هي في صميم كل نظام يمكن أن يُكتب له أن يبقى»؟

ألم نفهم مضمون هذا الكلام البديع الذي تركه لنا والذي يقول فيه:

 «الحركة السورية القومية الاجتماعية لم تنشأ لخدمة الموتى وإحياء المثالب، بل نشأت لإحياء المناقب الجميلة السامية، لتحيا أمة عظيمة بأجيالها المتجدّدة بالتعاليم الجديدة المحيية»؟

صحيح انه قال: «إن أعظم بلية حلت بالأمة السورية نتيجة لعصور التقهقر والانحطاط بعامل فقد السيادة القوميّة هي بلـيـة الأمراض النفسية، والانحطاط المناقبي، وقيام المصالح الخصوصية، والغايات الفردية مقام مصلحة الأمـة، والغايات القومية».

ولكن ما هي المهمة الكبيرة التي تنكبت لها المدرسة السورية القومية الاجتماعية وأخذ تلامذة هذه المدرسة على عاتقهم تحمُّل مسؤولية تصحيحها وإصلاحها؟

أليس التخلص وتخليص بنات وأبناء الأمة من بلية هذه الأمراض وتحقيق المصالح والغايات القومية الاجتماعية؟

ومَن هو أجدر من الذين انتصرت في نفوسهم مناقب وأخلاق الحياة الجميلة العامة من القيام بهذه المهمة؟

فإذا لم يكونوا صالحين وعلى قدر المسؤولية في تصحيح أخطائهم عندما يخطئون فكيف يستطيعون إصلاح أخطاء رفقائهم، وأخطاء بنات وأبناء أمتهم والتعاون مع جميع شرفاء الأمة على النهوض؟

أليس كما قال المعلم سعاده: «التراحم الداخليّ هو أساس كل مجتمع يريد ألا يخرب»؟

قوة الحزب في تنظيمه الروحيّ لا التنظيم الشكلي

ألم يقل أيضاً في العدد 2 في 18 آذار 1938 في صحيفة «سورية الجديدة» إن:

 «سرّ قوة الحزب السوري القومي الاجتماعي هو في تنظيمه الروحيّ لا في أشكاله النظامية الظاهرية التي يراها البسطاء ويتوهمون أنها كل نظامه»؟

 فإذا تخلّى القوميون الاجتماعيون عن تنظيمهم الروحي ومناقبيّتهم الراقية فأية قوة تبقى لهم، وأي أمل يمكن أن يكون لهم ببناء حياة قومية اجتماعية سليمة؟

أيليق بنا بعد هذا التاريخ الحافل بالانتصارات والانكسارات الا نأخذ الدروس والعبر، ونتعلم كيف نسير بخطى ثابتة الى الأمام، ونحتكم فقط كما أشار علينا سعاده:

«إلى مبادئنا وسموّ قيمنا وعقيدتنا عن المهاترات المشرذمة والمقسّمة لقوى المجتمع»؟

*باحث وشاعر قومي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى