ثقافة وفنون

العرض المسرحي «نقيق» تجسيد لإرادة الحياة

‭}‬ دمشق ـ سانا
«نحاول رغم الضيق ألا نبكي ولكننا لا نستطيع ألا نشتاق»، من هنا انطلقت الفكرة التي لامست شغاف القلب محاولة تحقيق أثر فكري يحفر عميقاً في الوجدان عبر العرض المسرحي «نقيق».
العرض الذي أطلقته مديرية المسارح والموسيقى بوزارة الثقافة السورية على خشبة مسرح الحمراء في دمشق، وهو النص الحائز على المركز الأول في مسابقة الهيئة العربية للمسرح عام 2020 بعنوان «الخيال والكتابة خارج النمط» للكاتبة السورية روعة سنبل.
وقال المخرج عجاج سليم: «أريد ان أحيا» كانت روح وجوهر العرض الذي جسد معاناة المواطن السوري خلال الحرب الإرهابية وما خلفته من آثار نفسية وهواجس يتأرجح فيها ما بين الخيال والواقع.
ولفت إلى أن النص مكتوب بأسلوب ما بعد الحداثة من خلال الدمج بين عناصر متعددة من شعر وموسيقى وسينما ومؤثرات صوتية وموسيقية وفنون الرقص مستلهمين القصائد من مؤلفات الشاعر رياض صالح الحسين.
وعن قصة العرض أوضح سليم أنها تتحدث عن سيدة فقدت ولدها الوحيد وأصيبت بالشلل إثر قذيفة سقطت في الحديقة عندما اصطحبته إليها ليقضي بعض الوقت الممتع بعد هجرة زوجها إلى بلاد الاغتراب بحثاً عن العمل، ولكن هذه الحادثة زرعت في نفسها ألما تحول إلى هلوسة وهواجس، وتمر الأحداث عبر العرض ليتم الكشف عن الحقيقة المرة وقلب الأدوار في نهاية العرض عبر أسلوب وجداني عميق مليء بالألم والحنين والحب والذنب بطريقة تعبيرية إبداعية.
وبدوره لفت الممثل وليد الدبس إلى أن العرض يجسد الصراع الداخلي لكل إنسان من خلال مروره بأزمة نفسية تتفاقم في الذات لتتحول إلى مرض وهواجس تتردد في الذاكرة كنقيق الضفادع وتتملكه من عواطفه حد الانطفاء وهذه الفكرة تلامس الألم السوري الذي خلفته الحرب الإرهابية في قلب السوريين.
وأشار الممثل المسرحي القدير علي القاسم إلى أن «نقيق» يحمل أفكاراً تسلط الضوء على الإرادة السورية التي تتأرجح ما بين القوة والتمسك بالحياة لآخر رمق رغم الظروف العصيبة خلال سنوات الحرب وبين الغرق في الهواجس والآمال التي تصنعها النفس البشرية وقت ضعفها.
وأوضح أن الأدب والشعر والمسرح وكل الفنون الثقافية هي جسر للخلاص من آثار الألم والمعاناة التي خلفتها الحرب لكونها ترسم الأفكار والمشاعر الوجدانية وتحررها من الذاكرة المؤلمة وتنطلق بها إلى دروب الفن والإبداع.
وبينت الممثلة ندى العبد الله التي جسدت شخصية وفاء وهي والدة زوج البطلة مي أن العرض يعبر عن وجع المرأة السورية بشكل خاص وبمعظم تفاصيله من فقدها للأب والزوج والأولاد وما تحملته من الأعباء والمسؤوليات الكبيرة في ظل الظروف العصيبة.
يذكر أن العرض المسرحي الذي سيستمر على مدى أسبوعين من تمثيل ريم زينو وندى العبدلله ووليد الدبس وأليس رشيد وإيناس رشيد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى