أخيرة

نافذة ضوء

الإيمان العظيم ينتصر بالجهاد العظيم

‭}‬ يوسف المسمار*

 

الإيمان من حيث هو كلمة لا يعني شيئاً ولا قيمة له. الإيمان بدون تعريف وتحديد وتوضيح هو لا شيء. فإذا عُيّن نوع الإيمان أصبح شيئاً معيّناً واضحاً. فإما أن يكون ذا قيمة عليا، وإما أن تنخفض قيمته الى الدركات التي هي تحت الدنيا.
الإيمان القائم على الجهل وعبادة “الأنا” هو إيمان جهل. والجهل مهما تراكم يظل جهلاً، وإيمان الجهلة لا يقود إلا الى الإخفاق والخسران.
أما الإيمان القائم على الوعي والمعرفة والفضيلة والقضية القومية الاجتماعية فهو شيء عظيم الفائدة، وليس كالإيمان القائم على الوهم والجهالة والرذيلة والقضايا الأنانية الشخصية الضيّقة التافهة التي لا خير فيها ولا نفع.
كل إيمان بدون معرفة وبدون عمل باطل، والإيمان العظيم عظيم بالمعرفة وبالعمل الذي يدفع الإنسان الى الصراع من أجل تحقيق قضية عُظمى ومُثُل عليا ليس لها نهاية.
أما الإيمان الحقير فهو الذي يستعبد صاحب النفس الحقيرة ويدفعه إلى الثرثرة والهروب حتى من أقل الواجبات.
وقد استوعب العاملون في الحزب السوري القومي الاجتماعي أهمية قول سعاده:
«إن النهضة َالقومية الاجتماعية جاءتْ تحرقُ وتضيءُ، تحرقُ من أتى بها، وتحرقُ من يقفُ في سبيلها، لتضيء لأمة ظنها أعداؤها منقرضة».
الايمان بحركة هذه النهضة التي تضيء لأمتنا طريق نهوضها هو الإيمان الذي يُرجى منه كل خير وكل تقدّم.
وهذا الإيمان الواضح القائم على نمو الوعي، والاستزادة من العلم، والمضمخ بالفضائل، والمجسّد بالأفعال الصالحة المصلحة يتطلب من المتحلين به ترك المنكفئين المنعزلين الانعزاليين في دهاليز انكفائهم وانعزالهم، لأن من يتخلّى عن قضيته العظمى ولا يجاهد في سبيلها لا يحطّ من قيمة الصراع ولا من قيمة القضية بل يحطّ من قيمته وقيمة ثرثرته، ويجعله لعنة على لسان الأجيال، ومثالاً رديئاً في تاريخ الأمة.
جميع الذين سقطوا على جوانب الطريق النظامي السوري القومي الاجتماعي أو انعزلوا أو تقاعدوا أو يئسوا لم يستطيعوا إطفاء نور حركة النهضة أو إيقاف حركة الانتماء المتجددة يومياً الى الحزب السوري القومي الاجتماعي، وصياح المنعزلين في الماضي ذهب مع رحيلهم عن عالم الوجود ويتلاشى يوما بعد يوم صياح المهوّلين والمنادين بالويل والثبور وعظائم الأمور في هذه الأيام، لأن حزب الحياة هو حزب البقاء وليس حزب الفناء.
وصوت أبناء الحياة هو الصوت الدائم الباقي الداوي بحياة الأمة وعزها ونهضتها. ولن تقدر كل أصوات الانعزاليين الفرديين الأنانيين الفانية بفناء أصحابها أن تُخرس صوت الحياة النظامية القومية الاجتماعية.
الحزب القومي الاجتماعي حزب انتصار لأن تأسيسه قام على أساس متين هو: الوجود والمعرفة. وجود الأمة السورية ومعرفة واقعها الحياتي ومقاصدها في الحياة.
والوجود والمعرفة هما شرطا قيام الحقيقة الأساسيان. وكل حركة نهضة تقوم على الحقيقة وتمارس البطولة الواعية هي المنتصرة ولو كره الهروبيّون الانهزاميون الندابون الذين يرمونها بكل فرية ويتقيئون لعاب افترائهم.
الإيمان الإنساني الصحيح، اذاً، هو الإيمان بوجودٍ تمّت معرفته إنسانياً فأصبح حقيقة إنسانية والذين يدركون الحقيقة الإنسانية يتحرّرون من الأوهام والمبهمات والظنون ويكون إيمانهم عظيماً والإيمان العظيم ينتصر فقط بالعمل العظيم وببطولة عظماء النفوس.
*باحث وشاعر قومي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى