أولى

التموضع الطائفي رئاسياً إلى الواجهة

– بعدما بدأ البحث بالاستحقاق الرئاسي من موقع مشروعين لتشكيل الأغلبية، المشروع الأول لمحور قوى 14 آذار والتحالف مع نواب التغيير والمستقلين الآتين من بيئة تيار المستقبل، الذي خاض الانتخابات تحت شعار تحقيق أغلبية بوجه حزب الله وحلفائه، والمشروع الثاني لحزب الله وحلفائه وخصوصاً حركة أمل والتيار الوطني الحر وسائر مكوّنات قوى الثامن من آذار. قرّرت القوتان المسيحيتان الكبيرتان في مجلس النواب، القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر التمسك بموقع المقرّر لكل منهما داخل الحلف الذي تنتمي إليه، تحت عنوان أن انتماء رئيس الجمهورية الى الطائفة المسيحية يمنح القوى المسيحية الوازنة دوراً محورياً في الاستحقاق للحفاظ على الطابع المسيحي لمنصب الرئاسة وضمان الصفة التمثيلية التي وضعت كشرط أول في المواصفات الرئاسية.
– تمسكت القوات اللبنانية بحقها في تسمية المرشح بين حلفائها ودعتهم إلى الاصطفاف وراءها، بعدما ضمنت تفاهمها مع حزب الكتائب على ترشيح النائب ميشال معوّض، ورفضت التشاور مع سائر الحلفاء في تسمية موحّدة، معتمدة على حق القوى المسيحية بتسمية المرشح المسيحي مرة وشعار الأغلبية والأقلية والاحتكام للديمقراطية داخل الحلفاء بالتصويت لصالح المرشح مرة أخرى، ولا زالت تتمسك بترشيح النائب ميشال معوّض وتدعو الآخرين للسير وراءها على هذا الأساس، واستجاب اللقاء الديمقراطي لهذا الاعتبار منعاً لتصوير شراكته محاولة تدخل درزية في تسمية الرئيس المسيحي، وإثارة مناخ مسيحي يرفع درجة التعصب، بينما بقي نواب التغيير والمستقلون خارج هذا الاصطفاف استناداً إلى حيثيات مسيحية يمثلونها تحمي استقلالهم عن خيار القوات.
– بقيت الأمور قيد النقاش والتداول السياسي في الجبهة النيابية المقابلة التي بقي تصويتها بالورقة البيضاء علامة تماسكها على الدعوة للتوافق على مرشح يضمن تأمين نصاب الثلثين، وانتخابه من الأغلبية المطلقة كحد أدنى، وكان المرشح غير المعلن الذي يدور التشاور حول تسميته هو الوزير السابق سليمان فرنجية، حتى جاءت الإطلالات الإعلامية المكثفة لرئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، ومن باريس خصوصاً، ليعلن رفضه تسمية فرنجية ويُعيد الحديث عن حق تياره بالأولوية في التسمية المسيحية للمرشح الرئاسي وبعدها التشاور لطلب موافقة الحلفاء، فتشابه الطرفان المسيحيان الكبيران في الخطاب كل من موقعه وطلب موقع أول بين حلفائه في حق التسمية، ما جعل صعوبة التوافق تتحول الى استعصاء.
– لا يزال عملياً ميشال معوض مرشحاً ومثله سليمان فرنجية، لكن رفع مكانة القوتين المسيحتين الكبيرتين في صناعة الرئيس باعتباره مسيحياً، خلط الأوراق بصورة فتحت الباب لدخول مرجعيات مسيحية غير نيابية داخلية وخارجية على الخط الرئاسي، خصوصاً باريس والفاتيكان وبكركي وقائد الجيش، وفتحت الباب الموازي في الثنائيات الرئاسية التي تم تداولها على قاعدة انتماء رئيس الجمهورية الى حلف نيابي يوازيه انتماء رئيس الحكومة للحلف المقابل، لثنائيات أكثر طائفية، رئيس جمهورية بتغطية غربية وروحية مسيحية، ورئيس حكومة بتغطية نيابية وإقليمية مسلمة، وهذا يعني إدارة باريس وبكركي لحوار ينتهي بتسمية مرشح رئاسي، ودور فاعل لكل من السعودية وثنائي حركة أمل وحزب الله والحزب التقدمي الاشتراكي في تسمية رئيس الحكومة عبر حوار يتولاه رئيس مجلس النواب.

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى