أخيرة

دردشة صباحية

على هامش الشعر قبل الإسلام

يكتبها الياس عشّي

ثلاثة من الشعراء عاشوا قبل الإسلام، وهم: امرؤ القيس، وطرفة بن العبد، وعنترة بن شدّاد. والثلاثة تمرّدوا، وكانوا خارج القبيلة:
أوّلُهم امرؤ القيس، أمير مخلوع تجاسر وتخطّى المتعارَفَ عليه، وقال شعراً لا يقبله أسياد البلاط. لقد «ضيّعه أبوه صغيراً، وحمّله همّهُ كبيراً»!
الثاني طرفة بن العبد، تجاوز الأصول العقائدية، فهزئ من «الهامة»، ونادى بمذهب اللذّة حين قال:
وما زال تشرابي الخمورَ ولذّتي
وبيعي، وإنفاقي طريفي ومتلدي
إلى أن تحاشتني العشيرة كلُّها
وأُفْرِدْتُ إفرادَ البعيرِ المعبّدِ
وأمّا الثالث فـ عنترةُ بنُ شدّادَ الذي سعى ليكون حرّاً في قَبَليّةٍ عرقية لا تقرّ بحريّة السود، ولا بحريّةِ من كانت أمُّه أمَةً.
تُغزى قبيلة عبس، وعنترةُ لا يحرّك ساكناً، ويعلو صوت أبيه:
ويحك يا عنترةُ… كُرَّ.
ويأتي الجواب:
العبد لا يحسن الكرَّ، إنما يحسن الحلابَ والصرَّ.
ويصرخ أبوه:
ويحك… كُرّ، وأنتَ حرّ.
ويكرّ عنترةُ، وتردّ القبيلةُ الغزاةَ على أعقابهم، ويُعتق عنترةُ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى